عبدالله أبو ضيف (القاهرة)
أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن «تقديم سعد الحريري استقالة الحكومة ليس هدفاً بحد ذاته، وإنما خطوة أولى باتجاه تصحيح المسار القائم في لبنان، والذي أدى إلى ما نشهده من ظروف اقتصادية- ماليّة- معيشيّة صعبة جداً دفعت الناس إلى النزول إلى الشوارع»، مشيراً إلى أن الخطوة الوحيدة القادرة على تصحيح هذا المسار في الوقت الراهن هي تشكيل حكومة مختلفة تماماً عن سابقاتها خاصة مع تورط بعضها في قضايا فساد أصبح من الصعب معها قبول الشعب بها مرة أخرى، وألا تكون مشكّلة من الأكثريّة النيابيّة الموجودة، وإنما تضم أوجهاً جديدة مستقلّة كل الاستقلال.
وأضاف جعجع لـ«الاتحاد» أن الوضع السياسي القائم على التقسيم الطائفي في لبنان ليس مطروحاً في الوقت الحالي، المشكلة الحقيقية تتمثل في الأشخاص والتمثيل لكل طائفة وليس في النظام الحالي، المشكلة ليست في أن تمثل الطوائف التي هي جزء من الشعب اللبناني ولكن أن التمثيل ليس على المستوى المطلوب وبالتالي يؤدي إلى تجدد الأزمة في كل مرة وهو ما نرنو لتغييره خلال الفترة المقبلة.
وطالب رئيس حزب «القوات اللبنانية» الأجهزة الأمنيّة والقضائيّة بالعمل على توقيف كل من أقدم على الاعتداء على المتظاهرين خاصة مع ما نفذه «حزب الله» وحركة «أمل» من اعتداء مباشر وصريح على الحراك في الشارع رآه الجميع، باعتبار أنه لا يجوز أن يُترك هذا التسيّب الحاصل على ما هو عليه، وإلا تكون الدولة تشجّع الناس على الاعتداء على بعضها بعضاً، وما ستظهره التحقيقات بطبيعة الحال سيؤثر على الأحزاب التي كانت وراء هذا الاعتداء، مشيراً إلى أنه يجب على هذه الأحزاب قبل ذلك التنصل مبدئياً مما جرى للبداية من جديد، وإلا من الصعب القبول بها مرة أخرى.
وأكّد جعجع أن الثورة التي قامت في لبنان كانت ولا تزال، وستبقى ثورة لبنانيّة خالصة نشأت بشكل عفوي تلقائي، وهي الآن بصدد أن تفرز بعض القيادات من صفوفها.
وعن الموقف من الرئيس ميشيل عون بعد استقالة الحكومة، دعا جعجع إلى «الذهاب باتجاه الخطوات العمليّة المطلوبة لمعالجة الأوضاع الناشئة على الصعد الاقتصادية والمعيشيّة والاجتماعيّة»، معتبراً أن «التغيير في المؤسسات الدستوريّة ككل دفعة واحدة يمكن أن يكون مغامرة كبيرة جداً جداً في الوقت الحاضر ويمكن ألا يعطي النتيجة التي يتمناها الناس لذا يجب وضع الجهد في تشكيل حكومة مستقلّة عن التركيبة السياسيّة الحاليّة لتبدأ بالعمل فوراً على انتشال لبنان من الواقع الذي يتخبط فيه».
ورأى جعجع أن «مسألة تغيير النظام اللبناني ليست مطروحة في الوقت الراهن بقدر ما هو مطروح حل المسائل الاقتصاديّة- الماليّة- المعيشيّة». وعن مسألة كشف السريّة المصرفيّة عن حسابات السياسيين، لفت جعجع إلى أن «هذه الخطوة لا يمكن أن تؤدي إلى أي نتيجة وهي مضيعة للوقت ففي لبنان معلوم للجميع من يسرق ومن لا يسرق من دون قضاء أو محاكمات، لذا يجب الذهاب بشكل مباشر إلى إقصاء هؤلاء عن السلطة».
ورداً على الاتهامات لحزب «القوّات اللبنانيّة» وله هو شخصياً بتمويل وتحريك الثورة، قال جعجع: «ليس لدى الفريق الآخر أي شيء لاتهام» القوّات اللبنانيّة «به اليوم سوى شعارهم الشهير» إمبريالي صهيوني استعماري «لذا نراهم يقومون بما يقومون به ويا ليت نسمعهم يتهموننا بشيء جدّي مرتبط بالفساد فيما نحن لدينا أشياء وأشياء آنيّة وحقيقيّة وملموسة لنقولها عنهم في هذا الإطار». وختم جعجع متوجهاً إلى الشعب العربي بالقول: «إن الشعب اللبناني انتفض في كل مكان من طرابلس حتى النبطيّة وصور ومن الساحل بيروت إلى الداخل بعلبك الهرمل، من كل المناطق ومن كل الطوائف، وذلك لأنه شعر بأزمة خانقة اقتصادية، الشعب اللبناني شعب حي لذا أتمنى من كل الشعوب العربية ألا تنسى الشعب اللبناني في أي لحظة من اللحظات وأن تعمل على مساعدته كل حسب قدرته في المجال الذي تتيح له الظروف فيه لمساعدة الشعب اللبناني».