أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)
أكد رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك حرص حكومته على دعم وإنجاح مفاوضات السلام السودانية في جوبا، من أجل الوصول إلى سلام شامل في السودان.
جاء ذلك خلال لقائه أمس في الخرطوم مع توت قلواك، رئيس فريق الوساطة بجنوب السودان، مستشار رئيس جنوب السودان للشؤون الأمنية.
ومن جانبه، قال قلواك إنه قدم عرضاً لرئيس الوزراء السوداني عن سير عملية التفاوض، والخطوات الإيجابية التي تم إحرازها بين أطراف التفاوض كافة، مشيراً إلى تجاوز العديد من التحديات التي تواجه عملية السلام الشامل، وأن مفاوضات السلام قطعت شوطاً بعيداً في مختلف المسارات.
ومن ناحية أخرى، يبدأ رئيس الوزراء السوداني اليوم زيارة إلى دولة جيبوتي تستغرق يومين، بدعوة من الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، سيبحث خلالها الجانبان مجالات التعاون الثنائي، وآليات تطوير التنسيق المشترك.
وسيضع رئيس الوزراء السوداني الذي ترأس بلاده منظمة «الإيجاد» خلال الزيارة حجر الأساس لمقر المنظمة بمدينة هيرموس بالعاصمة جيبوتي، إلى جانب زيارة منشآت وموانئ جيبوتي.
وفي تطور لافت، قررت قوى الحرية والتغيير إرسال وفد إلى جوبا للقاء الحركات المسلحة، وأعلنت أنها عقدت سلسلة اجتماعات لمناقشة سير عملية السلام، وخلصت إلى تثمين التقدم المطرد في عملية السلام الجارية في جوبا، وأكدت أن القضايا العالقة يمكن تجاوزها بروح الثورة التي وحدت الوجدان الوطني، وشحذت الهمم لتجاوز أي صعاب كانت، وأنها تنظر بعين التقدير للمجهودات التي قامت بها وفود التفاوض من طرف الحكومة والحركات المسلحة.
وأعلنت قوى الحرية والتغيير أنها سترسل وفداً قيادياً منها للجلوس إلى الحركات المسلحة كافة الذين وصفتهم بأنهم رفاق الخندق الواحد في سنوات الكفاح ضد نظام الرئيس المعزول عمر البشير، وأنهم عملوا لعقود سوياً للوصول لمثل هذا اليوم الذي تنال فيه البلاد حريتها، وأنهم سيتجاوزون سوياً صعاب الانتقال.
وأكدت قوى التغيير أن قضية السلام قضية جوهرية، تتصدر قائمة مهام الثورة، وأن الوصول للسلام العادل الشامل يتطلب تضافر جميع الجهود لمخاطبة جذور الأزمة الوطنية الشاملة، وللتواثق على مشروع وطني يستوعب تعدد وتنوع السودان الفريد، وينهي أشكال التمييز والإقصاء والهيمنة كافة، ويؤسس لوطن يتساوى فيه الجميع.
وتوقع خبراء سودانيون في تصريحات لـ«الاتحاد» أن يدفع هذا البيان باتجاه تحسين العلاقات بين قوى الحرية والتغيير والحركات المسلحة، حيث شابت العلاقة بينهما جفوة، وشهدت الأشهر الأخيرة تراشقاً بين قيادات من الجانبين.
وفي هذه الأثناء، قال إسماعيل التاج، القيادي بتجمع المهنيين، إن لقاء رئيس الوزراء السوداني مع الدكتور غازي صلاح الدين رئيس الجبهة الوطنية للتغيير بمكتب الأول يعد صدمة كبيرة، ويفتقر للحساسية السياسية، ولا يخدم مسيرة الفترة الانتقالية والتحول الديمقراطي، وعلى مجلس الوزراء تقديم توضيحات سريعة لا غموض فيها عن اللقاء.
ومن ناحية أخرى، استقبلت جماهير حاشدة الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي خلال زيارته لمدينة نيالا عاصمة ولاية غرب دارفور.
يأتي ذلك في وقت، أكدت مصادر سودانية مسؤولة لـ«الاتحاد» أنه لا تعديل في أسعار الخبز، وأن من يبيع الخبز بغير السعر المعلن يعرض نفسه للمحاسبة. يأتي ذلك في وقت أعلن ما يسمى باتحاد المخابز في ولاية الخرطوم عن مضاعفة سعر الخبز، مبررين ذلك بتعرضهم لخسائر.
وذكرت مصادر أخرى أنه ما زال التفاوض جارياً بين الحكومة وأصحاب المخابز لإثنائهم عن قرارهم الذي أعلنوا تصميمهم عليه.
على صعيد آخر، أعلنت السفارة الأميركية في الخرطوم في تغريدة لها على «تويتر» أن قرار تقييد دخول السودانيين بموجب برنامج تأشيرات الهجرة المتنوعة لا يعكس أي تراجع في تصميم الولايات المتحدة على دعم الحكومة الانتقالية التي يقودها المدنيون.