الأحد 24 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رشوان: لولا شاشات التلفزيون ما شاهدتني أمي

رشوان: لولا شاشات التلفزيون ما شاهدتني أمي
17 سبتمبر 2018 00:13

دبي (الاتحاد)

دخل النجم الأولمبي المصري السابق محمد رشوان التاريخ من أوسع أبوابه، وأكثرها احتراماً، وهو باب الروح الرياضية العالية، مستنداً في ذلك إلى أخلاقه العالية وإلى مستواه في عالم رياضة الجودو. بعدما فضل الاكتفاء بالميدالية الفضية في أولمبياد لوس أنجلوس سنة 1984، ?إذ ?تعمد ?الخسارة ?بشرف ?عالٍ، ?أمام ?العملاق ?الياباني ?ياسوهيرو ?ياماشيتا?، ?بطل ?العالم، ?الذي ?خاض ?تلك ?المباراة ?النهائية ?مصابا، ?ورفض ?البطل ?المصري ?والعربي ?والعالمي ?استغلال ?إصابة ?خصمه، ?وتنازل ?في ?المعركة ?التي ?كان ?بإمكانه ?حسمها ?بكل ?سهولة، ?لصالح ?الياباني ?يامشيتا.
وعرف العالم كله هذه الأسطورة وتداولها من خلال شاشات التلفزيون، التي تناقلت هذه المباراة التاريخية، ونجح محمد رشوان في أن يكون قدوة لآلاف من الأطفال حول العالم، ومنهم الشعب الياباني وغيرهم، الذين اعتبروا أن ما شاهدوه يدخل في حيز «الإعجاز الأخلاقي» في الوسط الرياضي، ونال على إثر ذلك العديد من الجوائز، منها ميدالية الروح الرياضية من منظمة «اليونسكو»، وجائزة «دي كوبرتان» عام 1984، وجائزة ?اللاعب ?النظيف ?في ?العالم ?عام ?1985، ?واختارته «ليكيب» ?الفرنسية ?كثاني ?أفضل ?لاعب ?في «الخلق ?الرياضي»?.
وفي حديثه، كشف النجم محمد رشوان عن زاوية أخرى تتعلق بنفس هذه المسألة، حيث أشار إلى أنه ووسط رضاه بكل ما قدمه خلال أولمبياد لوس أنجلوس ووصوله إلى المباراة النهائية، ومن ثم اهتمام العالم به عقب تلك المباراة، رغم عدم فوزه بالذهبية، إلا أنه كان هناك شخص واحد فقط كان يهمه أن يكون قد تابعه أو على الأقل يعرف ما حدث، هذا الشخص كانت والدته الموجودة بمدينة الإسكندرية في مصر، وتبعد آلاف الأميال عن لوس أنجلوس. قال رشوا‏ن: ?بعد ?المباراة ?وفرحة ?حصولي ?على ?ميدالية ?فضية ?لمصر ?في ?الأولمبياد، ?والاحتفاء ?الكبير ?الذي ?تم ?تقديراً ?لإصابة ?بطل ?العالم ?ياماشيتا، ?أجريت ?مكالمة ?تليفونية ?لوالدتي، ?أبشرها ?بما ?حققته، ?وبمجرد ?اتصالي ?بها ?فوجئت ?بردة ?فعلها ?التي ?تغمرها ?الفرحة، ?قائلة ?لي ?أنها ?تابعت ?المنافسات ?عبر ?شاشة ?التلفزيون، ?أي ?أنه ?لولا ?نقل ?المنافسات ?على ?الهواء ?وعبر ?الشاشات ?ما ?كانت ?والدتي ?قد ?شاهدت ?ما ?حققته.
وأكد النجم الأولمبي السابق أن حرمان الجماهير العربية من متابعة منافسات الأولمبياد يعد «ظلماً» كبيراً، واحتكارها من قبل إحدى المحطات ليس عدلاً على الإطلاق، خاصة أن الإمكانات المادية لكثير من الشعوب العربية خاصة في أفريقيا والشرق الأوسط لا تسمح لها برفاهية دفع مقابل مادي لمشاهدة منافسات الأولمبياد، فيكفي عليهم إذا كانوا يملكون جزء من رفاهية الإمكانات أن يدفعوا مقابل مشاهدة مباريات كرة القدم، التي تعتبر معشوقة الجماهير في المقام الأول.
وعبر رشوان عن بالغ حزنه لعدم قدرة الأطفال العرب على مشاهدة الأبطال الأولمبيين العالمين في منافسات دورة الألعاب الأولمبية المقبلة في طوكيو 2020، ?موضحاً: ?سيكون ?هناك ?فجوة ?كبيرة ?بين ?الأطفال ?العرب ?المتشوقين ?لممارسة ?الرياضية ?داخل ?بلدانهم، ?وبين ?متابعتهم ?للنجوم ?العالميين، ?الذي ?من ?المفترض ?أن ?يكونوا ?قدوة ?لهؤلاء ?اللاعبين ?الصغار، ?خلال وجودهم ?في ?الأولمبياد، ?لن ?يكون ?هناك ?مثل ?أعلى ?يحتذى ?به، ?ويوما ?بعد ?يوما ?سيفقد ?الأطفال ?شغفهم ?بمتابعة ?رياضتهم ?المفضلة?.
وأكد البطل المصري أن التأثير السلبي لاحتكار نقل منافسات الأولمبياد، ستظهر آثاره السلبية بشكل واضح عقب الأولمبياد المقبل تحديداً، وذلك في حالة إجراء دراسات تحليلية عن أعداد الممارسين العرب للرياضة، وخاصة في الفئات العمرية من سن 13 ?إلى ?18 ?سنة، ?حيث ?سيكون ?لحرمان ?المشاهدين ?العرب ?من ?متابعة ?الأولمبياد ?تأثير ?واضح ?وسلبي، ?خاصة ?مع ?التحول ?الذي ?سيحدث ?من ?حرص ?كل ?دولة ?عربية ?على ?نقل ?المنافسات ?التي ?تهمها، ?ويشارك ?فيها ?لاعبوها ?سابقاً، ?إلى ?المنع ?والاحتكار، ?وبالتالي ?الحرمان ?تماماً ?في ?النسخة ?المقبلة. وقال: الاحتكار سيتسبب في موت الرياضة العربية وحرمانها من الانتشار وتقليص عدد مشاهديها، بل ودفع اللاعبين الصغار إلى الانسياق نحو مجالات أخرى ضارة وسلبية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©