السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

5 طرق لتحسين «البيئة النفسية» في العمل

5 طرق لتحسين «البيئة النفسية» في العمل
31 أكتوبر 2019 00:02

هناك تطبيقات عديدة لعلم النفس الإيجابي، منها ما يركز على زيادة سعادة الفرد وتحسين جودة حياته، ومنها ما هو متعلق بتحسين الأداء في المؤسسات والشركات.. فما هي تطبيقات علم النفس الإيجابي في العمل؟ وإلى أي مدى هي مفيدة؟
قام باحثون من جامعة كليرمونت الأميركية، بمراجعة نتائج 621 دراسة حول موضوعات السعادة المؤسسية.. فأظهرت النتائج (المنشورة مؤخراً في دورية إنترناشونال جورنال أوف أبلايد بوزيتيف سايكولوجي) أن الشركات التي تتبع مثل هذه السياسات، تحظى بكثير من المكتسبات المهمة، مثل:
زيادة فعالية القيادة، والسلوك الاجتماعي الإيجابي، والتعاون بين الموظفين ومساعدة الزملاء، وارتفاع الثقة في مكان العمل، والعفو عن الآخرين، وتقدير الذات، والالتزام في العمل والإحساس بالواجب تجاهه، والرغبة في الاستمرار فيه، والتواصل الجيد بين أفراد المجموعة، وتخفيف وطأة الضغط النفسي والتوتر.. وهو ما ينعكس بالإيجاب على بيئة العمل ككل، ويحافظ على أداء الموظفين، ويقيهم الاحتراق النفسي.
قال لنا الباحث الرئيس للدراسة، الدكتور سكوت دونالدسون Scott I. Donaldson، إن إدخال هذه الإجراءات الإيجابية في الشركات مفيد، لأنه يقلل بشكل واضح من معدل ترك الناس للعمل، ويزيد من تفانيهم فيه، كما يعزز -على المدى الطويل- من معنى حياتهم ومن العمل الذي يقومون به.
فما هي هذه الإجراءات التي تم تطبيقها للحصول على هذه النتائج؟

استخدام عناصر القوة
تتلخص هذه الطريقة في اكتشاف الموظف عناصر تميزه، كي يستخدمها أثناء العمل، وليس المقصود هنا مؤهلاته الدراسية أو خبراته المهنية، بل الصفات النفسية التي يتسم بها المرء. فمثلاً، قد يتمتع شخص بالفضول وحب التعلم، ويتصف آخر بالقدرة على العمل الجماعي، ويتسم ثالث بالإبداع والابتكار.. وإذا استطاع كل من هؤلاء ممارسة قوته النفسية هذه في عمله، سيكون أكثر إقبالاً عليه وتفانياً فيه، وبالطبع سيشعر بشعور طيب حين يمارسه، لأنه سيعتبره متوافقاً مع شخصيته لا متناقضاً معها، وهناك اختبارات نفسية مخصصة لتحديد هذه القوى الإنسانية، أشهرها اختبار القيم VIA لمارتن سليجمان، واختبار «كليفتون» الخاص بمعهد جالوب.

إعادة تشكيل الوظيفة
المقصود هو إتاحة الحرية للموظف لممارسة مهامه المهنية، بما يناسب طبيعة شخصيته وقواه الإنسانية، أي أن يؤدي عمله بالطريقة التي يجدها تتناسب أكثر مع شخصيته.. فمثلاً: هناك شخص اجتماعي يحب بيئة العمل المفتوحة التي فيها تواصل مع الزملاء، وهناك شخص انطوائي يفضل العزلة كي يستطيع أن ينجز عمله.. وهناك من يحب أن يضع صور أسرته على المكتب كي يراهم أمامه دائماً، وهناك من يحب وضع سماعات للاستماع للموسيقى، وهناك من يحب احتساء مشروب ما أثناء العمل.. وهناك من يحب الطبيعة ويريد أن يرى نباتاً موضوعاً على مكتبه، وهناك من يحب تزجية وقت استراحته في التنزه أو في التحدث مع الآخرين.. إلخ،
لذلك يرى باحثون أن على الإدارة تحديد المهام الوظيفية المطلوبة من العامل، وليس طريقة تأديته لها بشكل صارم.. وهذه التفاصيل الصغيرة تصنع فارقاً كبيراً في الرضا الوظيفي للعامل الذي يشكل الدافعية لإتقانه العمل.

الامتنان الوظيفي
المقصود بالامتنان، هو شعور الإنسان بأن هناك أشياء جيدة في حياته.. وألا يركز في الأمور السيئة أكثر من اللازم.
لذلك ينصح العلماء، بأن يذكر الإنسان نفسه بالأشياء الجيدة التي تحدث له في بيئة العمل (مثل تعاون الزملاء، جمال المكان، مميزات العمل، الراتب...إلخ) ثلاث مرات في الأسبوع مثلاً.. لأن هذا واحد من أهم التدريبات المؤثرة التي تساعد في ارتباط الموظف بعمله، هذه المهارة يمكن تدريب الموظفين عليها، لأنها مفيدة للصحة النفسية عموماً، فهنا أبحاث تقرن بين تذكر الأشياء الجيدة في الحياة، وانخفاض أعراض الاكتئاب.. لأن التدريبات التي تحفز التركيز على الأمور التي تسير على ما يرام في الحياة، تساعد في زيادة المشاعر الإيجابية التي تخفف من الوقع المدمر للضغوط النفسية المختلفة.

رأس المال النفسي
المقصود بهذا المصطلح، مجموعة من المهارات النفسية الضرورية، التي يجب أن تتوافر -وتتم تنميتها- لدى الموظف كي يكون أداؤه جيداً، لا في العمل فقط بل في مجالات حياته الأخرى كافة.. وهي: (أ) الشعور بالكفاءة الذاتية: أي شعور الشخص بالثقة في قدرته على النجاح في مهام العمل الصعبة.
(ب) المرونة النفسية: أي القدرة على التعافي بعد مواجهة صعوبات في العمل.
(ج) التفاؤل: أي التطلع لمستقبل وظيفي إيجابي للفرد في عمله.
(د) الأمل: أي معرفة الطريق المؤدية للهدف الوظيفي الذي يتطلع له. وللمؤسسة دور في تعزيز هذه العناصر عند موظفيها، فمثلاً: لتعزيز الأمل، يمكن توضيح المسار الذي يجب اتباعه لتحقيق الأهداف الوظيفية المختلفة، كي يعرف الموظف ما عليه عمله بالتحديد، فيتفانى فيه آملاً للوصول إلى هدفه.
تنمية رأس المال النفسي للموظف أمر مهم، لأنه جزء من رأسمال الشركة نفسها!

تعزيز مكونات سعادة الموظف
من أشهر النماذج التي يتم تطبيقها لزيادة السعادة، هو نموذج PERMA للدكتور سليجمان.. وهو إحضار مجموعة من العوامل التي ينبغي زيادتها كي يكون المرء سعيداً في الحياة، وهي:
(أ) المشاعر الإيجابية: فعل أشياء تجعلك تبتسم أو تشعر بالسكينة أو السخرية أو الفرحة، وغير ذلك من الانفعالات الإيجابية.
(ب) الانهماك: أي التفاني في فعل شيء يحبه الشخص، ويركز فيه بكل كيانه.
(ج) العلاقات: الحفاظ على علاقات إنسانية عميقة مع أناس مقربين.
(د) المعنى: وجود هدف يصحو من أجله المرء كل صباح ويهون عليه الصعاب.
(هـ) الإنجاز: شعور الإنسان أنه يحقق بالفعل أشياء مهمة في الحياة، تكسبه الشعور بالكفاءة والثقة بالنفس.

الشركة ما هي إلا كيان معنوي رمزي، لا قيمة حقيقية له دون العاملين فيه، لو كان العاملون سعداء، سينعكس هذا على أداء الشركة، لأن الموظف الذي لا يحب مكان عمله، لن يبدع فيه أو يتفانى من أجله!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©