السبت 2 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مباهج الفلسفة

مباهج الفلسفة
31 أكتوبر 2019 02:18

هذا عنوان أحد الكتب المهمة للكاتب الشهير وِل ديورانت الذي عرفه القارئ العربي في النصف الأخير من القرن العشرين من خلال كتابيه الأكثر ذيوعاً، وهما: «قصة الفلسفة» و«قصة الحضارة». وهذا الكتاب الذي نعرض له هنا عرضاً نقديّاً، عرفه القارئ العربي منذ أكثر من نصف قرن حينما ترجمه أحمد فؤاد الأهواني، وكتب مقدمته إبراهيم «باشا» بيومي مدكور الذي كان رئيساً لمجمع اللغة العربية، والذي شرفت بدرس الفلسفة عليه في أواخر حياته بآداب القاهرة، وصدرت طبعة جديدة من هذا الكتاب بالمركز القومي للترجمة بالقاهرة سنة 2015، وشرفت بأن عهد إلىّ هذا المركز بتقديم هذه الطبعة، ضمن ما عهد إليّ من تقديم طبعات جديدة من أمهات الكتب الفلسفية والمؤلفات الفلسفية الرصينة. وأنا إذ أقدم هنا عرضاً لهذه الطبعة، أجدني في مأزق حقيقي؛ إذ أنني لا يمكن أن أكرر كل ما سبق أن قلته في تقديمي لهذا الكتاب، ذلك أنني أومن بأنه إذا لم يكن هناك شيء جديد يمكننا قوله، فيجب أن نصمت تماماً. ولكن هذا كان مناسبة جيدة لأعيد النظر في مقدمتي للكتاب وقراءتي له، وهو ما أتاح لي الفرصة لكي أرى أموراً جديدة لم أذكرها في مقدمتي، وربما أضيفها إليها يوماً ما. حقاً لا تختلف رؤيتي هنا عن رؤيتي هناك، ولكنها بالتأكيد تضيف إليها الكثير على نحو يجعلها أكثر وضوحاً وإلماماً بلب الكتاب. غير أن العرض الذي أقدمه هنا ليس مجرد استعراض لمضمون الكتاب من خلال تقديم نبذة عن محتوياته وفصوله، وإنما هو عرض نقدي يهدف إلى الوقوف على منهج المؤلِّف وأسلوب تناوله لموضوعه، وغاية عمله ومكانته بالنسبة إلى الكتابات المناظرة في الفلسفة، وما هنالك من نقاط قوة أو ضعف في مضمون العمل وبنيته. أما العرض الذي يكتفي بتلخيص محتوى العمل وفصوله، فهو عرض لا غناء فيه، ولا يليق بالمؤلفات الكبرى أو المهمة في تاريخ الفلسفة؛ ومن ثم لا يكون مفيداً للقارئ إلا على مستوى التقديم والتعريف بالكِتاب وكاتبه.

رؤية المؤلف
ربما تكمن أهمية هذا الكتاب- مثل غيره من مؤلفات ديورانت- في أسلوب تناوله لموضوعه، وهو أسلوب لا يكمن فحسب في اللغة الرائقة السلسة البليغة التي تميز الكتابة الأدبية، وإنما أيضاً في أسلوب رؤية المؤلف التي تتمثل دائماً في انتقاء مشاهد وأحداث معينة من التاريخ يعبر من خلالها عن وجهة نظره. ولذلك فإننا نجد ديورانت في هذا الكتاب- مثلما في غيره- يجمع بين الأدب أو السرد الأدبي إلى جانب التفلسف والتأريخ.
وعلى الرغم من أننا لا يمكن أن نعده فيلسوفاً بالمعنى الدقيق (أو- لنقل- بالمعنى التقليدي) من حيث إنه ليس بصاحب مذهب أو اتجاه فلسفي، ولا يمكن أن نعده كذلك مؤرخاً للفلسفة بالمعنى الأكاديمي على غرار مؤرخي الفلسفة الكبار المدققين من أمثال فردريك كوبلستون F. Copleston في كتاباته عن التاريخ العام للفلسفة أو شاخت في كتاباته عن هيجل، إلخ- على الرغم من ذلك، فإننا نراه مؤرخاً للفلسفة من طراز فريد؛ فهو ليس مشغولاً بالدرس الفلسفي الأكاديمي في حد ذاته، أعني أنه ليس مشغولاً برصد تاريخ الأفكار الفلسفية وتحليلها بالكشف عن سياقها ومصادرها وتطورها، وإنما هو مؤرخ للفلسفة مفتون بها؛ ولذلك فإنه لا يسعى إلى التماسها في وقائع تاريخ الفلسفة، بقدر ما يسعى إلى التماسها في حياة الشعوب والحضارات التي يصورها في خبراتها الحية أو المعيشة. وبهذا المعنى يمكننا القول بأننا لسنا بإزاء مجرد مؤرخ للفلسفة، وإنما بإزاء مؤرخ فيلسوف، وإن كانت فلسفته لا تتمثل في مذهب أو اتجاه فلسفي معين، وإنما تتمثل في روح التفلسف ذاته الذي يتأمل مشكلات الحياة الإنسانية ذاتها بمنأى عن المصطلحات الفلسفية العويصة، التي تعزلنا عن واقع الحياة الإنسانية من خلال التنظير الفلسفي؛ وربما يكون هذا نفسه هو السبب في ذيوع كتاباته بين جماهير القرَّاء.
والواقع أن الدافع وراء تأليف هذا الكتاب الموسوعي- الذي صدر في جزأين أو كتابين- هو محاولة رصد هذا التغير المتسارع في الحياة الإنسانية المعاصرة الذي نزع عنها مباهجها وقيمها الإنسانية، سواء في مجال المعرفة العقلية أو المعتقدات الدينية أو الأخلاقية (على اتساعها الشديد) أو في مجال قيمنا الفنية والجمالية، أو حتى في مجال وعينا السياسي والتاريخي.
ومن ذلك- على سبيل المثال- التغير الذي لحق بطبيعة الحياة الاجتماعية وقيمها في عملية تحولها من القرية إلى المدينة الصناعية، وهو التحول الذي أدى إلى ارتفاع شأن العلم على حساب مكانة الفن ودوره في حياتنا.فضلًا عن التغيرات الاجتماعية التي طرأت على منظومة الحياة الأخلاقية، وقيمة الأسرة ودور المرأة، ومعنى الحب والجنس والسعادة، وغير ذلك مما يتعلق بشؤون الحياة الإنسانية من منظور الأخلاق بمفهومها الواسع. وحيث إن هذه المجالات جميعها هي في الأصل اختصاصات أصيلة للفلسفة تنازعت حولها العلوم، حتى انتزع كل علم اختصاص ما، ولم يبق للفلسفة إلا فتات من مجالات النظر الجافة؛ فقد زالت عن كل هذه المجالات فتنة الفلسفة التي كان يدافع عنها ويشقى في سبيلها، بل يستشهد من أجلها، الفلاسفة العظام فيما مضى. ومع ذلك، فإن الفلسفة ستظل هي ملكة العلوم، فبوسعها استخدام غيرها من العلوم كخادمة أو آلة لها. فمن أين للفلسفة هذه القدرة التي تؤهلها لأن تبقى دائماً على رأس العلوم؟! تكمن المسألة في فتنة الرؤية الفلسفية نفسها باعتبارها رؤية كلية.
ويصف ديورانت هذه الطبيعة التي تميز الفلسفة من خلال تشبيه بليغ، إذ يقول: «ولكن كما أن الملِكة الحكيمة تُعيّن مهرة الحكام في الأقاليم المختلفة من المملكة، ويعهد هؤلاء الحكام إلى أتباعهم بجمع الوثائق وتصريف الأمور الجزئية، على حين يقتصر الحكام وملِكتهم أنفسهم على تدبير التنظيم والسياسة، كذلك الفلسفة تنقسم مملكتها إلى ميادين متعددة، وتوجد في جنتها قصور كثيرة» (الكتاب الأول، ص. 25 من الطبعة الجديدة من الترجمة العربية). ويمكن أن ننظر الآن في تلك المجالات أو القصور البهيجة التي تشرف عليها الفلسفة.

«صروح الفلسفة»
الحقيقة أن العنوان الأصلي لهذا الكتاب هو «صروح الفلسفة»، ولكن ديورانت عدل عنه- فيما بعد- إلى عنوان «مباهج الفلسفة»، كي يستبعد الإيحاء الذي يجعل من الفلسفة أشبه بقصور مشيدة من البناءات الفكرية، تكون منعزلة بعضها عن بعض، رغم جمال كل قصر منها. فعلى الرغم من تعدد قصور الفلسفة أو صروحها الفكرية، فإن قيمة الفلسفة ذاتها تكمن في الرؤية الكلية التي تجمع دائماً الجزئيات المتناثرة من الأحداث والوقائع تحت معنى كلي، وهذا هو الأصل في التفلسف، كما لاحظ أفلاطون وأرسطو منذ عهد بعيد. ولهذا السبب لم يكن ديورانت مجرد مؤرخ يسرد الوقائع التاريخية المتناثرة، كما سبق أن نوهنا. ولا شك في أن لكل صرح من صروح الفلسفة الفلسفة فتنته الخاصة التي تكمن في التعبير عن جانب من جوانب الرؤية الكلية للحياة والتاريخ والمعرفة الإنسانية: فهناك صرح للمنطق ونظرية المعرفة، وصرح للميتافيزيقا، وصرح للفلسفة الأخلاقية يُعنى بالمشكلات المتعلقة بالحياة العملية، وصرح لعلم الجمال؛ وهذا كله هو موضوع الكتاب الأول من هذا العمل. ومن الواضح أن هذا الكتاب الأول من «مباهج الفلسفة» يُعنى بمحاولة فهم الرؤى الكلية في مجالات الفلسفة الأساسية (على الأقل وفقاً للتصنيف التقليدي السائد). أما الكتاب الثاني من «مباهج الفلسفة»، فإنه يتناول صروحاً أخرى لا تقل أهمية، ولكنها تُطل على مشاهد شاسعة، وإن كانت متجاورة ومتداخلة أحياناً، تتعلق أساساً بالنظرة الكلية في تاريخ البشر وحضاراتهم ومعتقداتهم السياسية والدينية. وتشمل هذه الصروح: صرح فلسفة التاريخ الذي يتساءل عن معنى التاريخ وفكرة التقدم ومصير الحضارات؛ وصرح الفلسفة السياسية الذي لا يتناول النظريات السياسية بقدر ما يتناول المفاهيم السياسية التي تتعلق بعالمنا: كالديمقراطية والأرستقراطية ونظم الحكم وتصورنا للمدينة الفاضلة؛ وصرح فلسفة الدين الذي يتعلق بأصله وتطوره.
ما نود قوله هنا، أن عنوان هذا العمل المسمى «مباهج الفلسفة» ربما يوحي إلينا- كما أراد مؤلِّفه- أن الفلسفة لها دور حيوي مبهج، حينما تنأى بنا عن حالة الحيرة والفوضى والاضطراب التي تنشأ عن استغراقنا في الجزئيات المتضاربة والمتعارضة والمتغيرة على الدوام؛ إذ تقدم لنا رؤية كلية للمسائل التي تؤثر تأثيراً حيويّاً في رؤيتنا لقيمة الحياة الإنسانية ومعناها. ذلك أن مباهج الفلسفة تسكن شتى قصورها أو صروحها في مملكتها الرحبة مترامية الأطراف، حتى إن كانت بعض المداخل والدهاليز المؤدية إلى هذه القصور تبدو خالية من السحر والجمال، كما هو الحال بالنسبة لمجال أو قصر المنطق الجاف الذي يكاد يخلو من أي جمال، ومع ذلك فإنه يعد مدخلاً ضروريّاً لقصور الفلسفة البهيجة، «وكأن الفلسفة (بذلك المدخل) قد أخفت جمالها عن أعين الغرباء، وأوجبت على طلابها أن يمروا من خلال هذه المحنة أولاً، حتى يثبتوا جدارتهم بالمشاركة في مباهجها العزيزة»، على حد تعبير ديورانت البليغ. ولا شك أن ديورانت معه كل الحق في هذا الوصف البليغ لدور المنطق في الفلسفة: فالمنطق ليس فلسفة، وإنما هو مجرد مدخل للفلسفة باعتباره أداة ضرورية لها، فهو أداة تعيننا على توصيل الأفكار والمفاهيم الفلسفية الكلية التي تفسر لنا معنى الحياة والوجود والتاريخ.. إنه مجرد أداة تُعيننا على أن ننقل خبراتنا بمباهج الفلسفة إلى الآخرين من خلال لغة متعقلة قابلة للفهم، وبحيث يكونون قادرين على مشاركتنا تلك البهجة التي تنشأ عن متعة التأمل والفهم للمعاني الكلية.
ومع ذلك، فإننا نلاحظ أن هذا العمل بعنوان «مباهج الفلسفة» الذي يتألف من كتابين، هو عمل يفتقر إلى البناء المنطقي المُحكم الذي يمكن أن نتعلمه من درس المنطق ذاته. ذلك أننا نلاحظ حالة من عدم التوازن في بناء أجزاء هذا العمل، وهو أمر ظاهر للعيان- دونما عناء- في الكتاب الأول من هذا العمل؛ فالجزء الرابع من هذا الكتاب المخصص للمشكلات الأخلاقية في حياتنا المعاصرة، ينطوي على فصول عديدة تستغرق أكثر من نصف الكتاب. وربما يرجع السبب في هذا إلى أن المؤلِّف مشغول- في المقام الأول- بمشكلات الحياة العملية التي تمثلت عنده في مشكلات الحياة الأخلاقية؛ ولكن مشكلات الحياة (بما في ذلك المشكلات التي يعانيها الموجود البشري في حياته المعيشة) تتجاوز المشكلات المتعلقة بالأسرة والزواج والمرأة والطفل، ويقع كثير منها على عمق أبعد كثيراً من ذلك: في الوجود نفسه وعلاقتنا به، وفي تصورنا عن الوجود الحقيقي وعن الذات الإنسانية نفسها، بل في تصورنا لمعنى الحياة ذاتها؛ وذلك هو المعنى الحقيقي للميتافيزيقا الذي أغفله ديورانت، واكتفى بفهم الميتافيزيقا وفقاً لتصورها التقليدي في المباحث الفلسفية، وبذلك أخفق في فهمها كما نجدها لدى الفلاسفة الوجوديين، وبوجه خاص لدى نيتشه وهيدجر- على سبيل المثال- اللذين قلبا فهمنا للميتافيزيقا رأساً على عقب. ولذلك فإننا نأخذ على ديورانت أنه لا يهتم بمجال الميتافيزيقا، فلا يكرس له سوى عشرين صفحة، بينما يكرس لمجال الأخلاق حوالى مائتين وخمسين صفحة، وفي ذلك خلل واضح في بناء العمل من حيث الثقل النسبي لكل جزء من أجزائه. وقد يجوز لنا أن نتغاضى عن هذا الخلل في البناء حينما يتعلق الأمر بمجال المنطق، من حيث إن هذا المجال هو مجرد أداة من أدوات التفلسف؛ وبالتالي مجرد مدخل أو دهليز يؤدي إلى صروحها الكبرى البهيجة؛ ولكننا لا يمكن أن نتغاضى عن تهميشه للميتافيزيقا (حتى إن كان موضوعها لا يشكل مادة جاذبة للقارئ العام الذي يستهدفه ديورانت فيما أظن). كما أننا لا يمكن أن نتغاضى عن إهماله لمجال علم الجمال الذي يُعنى بالبحث في معنى الفن والجمال، ومعنى الجميل في الفن وصلته الحميمة بغيره من صور الجمال. فإذا كانت روح الفلسفة البهيجة وفتنها وسحرها تتجلى في كل قصر من قصورها؛ لكان أَوْلى إذن أن يحتل قصر الجمال ذاته مكانة بارزة في مملكتها، لا تلك المكانة الهامشية التي تجعل قصر الجمال متواريّاً عن الأنظار، شاغلاً مساحة ضئيلة في الخلفية (كما هو حاله في نهاية الكتاب الأول).
وعلى الرغم من إهمال ديورانت لمجالي الميتافيزيقا والجمال، فبوسعنا القول إنه قد رد الاعتبار لهما بطريقة غير مباشرة: فعلى الرغم من أنه قد أهمل صرح الميتافيزيقا من حيث المساحة التي خصصها له، فإنه قد أدرك أهمية هذا الصرح، فبدأ باعتباره النقطة المركزية التي تبدأ منها الفلسفة وإليها تعود. ولذلك نرى أن ما أغفله ديورانت في البداية، قد فطن إليه في النهاية، وإن كان بطريقة لاواعية؛ فهو حينما أراد أن يضع خاتمة لمجمل عمله في «مباهج الفلسفة»، لم يجد موضوعاً لهذه الخاتمة أفضل من موضوع «الحياة والموت» الذي اختتم به الكتاب الثاني من هذا العمل؛ وكأنه بذلك يعود إلى الموضوع الميتافيزيقي على الأصالة، وبذلك فإنه وجد نفسه- من حيث لا يقصد- يعود إلى الميتافيزيقا التي بدأ بها، ولم يعطها حقها من الاهتمام في بداية الأمر. كذلك فإنه يرد إلى البحث عن الجمال اعتباره في نهاية الكتاب الأول، حينما يقول في الصفحة الأخيرة: «الحكمة وسيلة، والجمال، في الجسم والنفس، غاية. والفن بغير علم فقر، ولكن العلم بغير فن بربرية... لقد زال شيء عن مصر ما عدا العظمة الهائلة التي رفعتها من الرمال. وفني كل شيء عند الأغريق وبقيت حكمتها وفنونها. إن الجمال الحي أعظم أنواع الجمال، ولكنه يذبل مع تقدم العمر ويفسده الزمان. والفنان وحده هو الذي يستطيع أن يضع يده على الصورة العابرة ويطبعها في قالب يغالب الفناء». ولهذا يستشهد ديورانت على فكرته هذه بسطور أخيرة مستمدة من أبيات للشاعر الفرنسي جوتييه، يقول فيها:

كل شيء إلى فناء
سوى الفن فإلى بقاء
ولربما تكون هذه الصفحة الأخيرة من الكتاب الأول من «مباهج الفلسفة» دالة بوضوح على أسلوب الكتابة الفلسفية الذي يميز أعمال ديورانت، خاصةً في هذا العمل؛ فنحن هنا بإزاء فلسفة ممتزجة بالأدب والسرد، وبالتاريخ والفن، وبالواقع والحياة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض