الإثنين 25 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

برعاية محمد بن راشد.. «الدفاع» تنظم مؤتمر «كسب الحرب الرقمية» 6 نوفمبر

برعاية محمد بن راشد.. «الدفاع» تنظم مؤتمر «كسب الحرب الرقمية» 6 نوفمبر
30 أكتوبر 2019 02:12

ناصر الجابري (أبوظبي)

أعلنت وزارة الدفاع عن أجندة مؤتمر القادة لحروب القرن الحادي والعشرين، والذي ستقام فعالياته يومي 6 و7 نوفمبر المقبل في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ونادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
وتقام الدورة الحالية من المؤتمر الذي يعقد سنوياً تحت عنوان «كسب الحرب الرقمية»، باعتباره أحد أهم الموضوعات التي تجري في خضم الحروب المعاصرة غير التقليدية، بمشاركة مجموعة من المختصين والخبراء في مختلف القطاعات المرتبطة بفضاءات الحرب الرقمية، حيث سيتم استعراض مجموعة من أوراق العمل التخصصية التي تتناول فهم طبيعة الصراعات المعاصرة، وإيجاد الحلول للتحديات عبر تحليل مختلف العناصر المرتبطة بالمفاهيم والاتجاهات والرؤى في الحرب الرقمية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الوزارة في واحة الكرامة بأبوظبي، أمس، بحضور الدكتور إسماعيل البلوشي، المتحدث الرسمي لمؤتمر وزارة الدفاع، وعدد من كبار ضباط القوات المسلحة ووزارة الدفاع وممثلي الجهات المعنية المشاركة بأوراق عمل تخصصية ضمن أعمال المؤتمر، إضافة إلى ممثلي وسائل الإعلام.

حماية الفضاء السيبراني
وقال معالي محمد بن أحمد البواردي الفلاسي، وزير الدولة لشؤون الدفاع، في كلمة له بمناسبة الإعلان عن أجندة المؤتمر «انطلاقاً من إيمان وزارة الدفاع بما للتقنية الرقمية وتطور الذكاء الاصطناعي من تأثير مباشر على مقتضيات الدفاع على الأمن الوطني، وفي سبيل حماية سيادة الدولة ومقدراتها، فقد اختارت كسب الحرب الرقمية موضوعاً لمؤتمرها لهذا العام، حيث أصبحت الحروب الرقمية تشكل تهديداً حقيقياً أمام الدول، وتحدياً لقدرتها على حماية فضائها الرقمي أو السيبراني. وعليه يناقش المؤتمر تحديات الحروب الرقمية وتأثيرها على الأمن الوطني للدول، والبحث عن أفضل السبل والوسائل لتحقيق النصر في مثل هذه الحروب».
ومن جهته، أكد مطر سالم علي الظاهري، وكيل وزارة الدفاع، أهمية مؤتمر كسب الحرب الرقمية الذي يأتي ضمن خطة مؤتمرات وزارة الدفاع الاستراتيجية التي انطلقت عام 2015، بهدف المساهمة في إعداد قادة المستقبل لمواجهة تحديات حروب القرن الحادي والعشرين، مشيراً إلى أن التكنولوجيا الناشئة أصبحت تغير طابع الحرب، خاصة بما نشهده من الانتشار السريع والتأثير المباشر والفاعل للتكنولوجيا الرقمية على بيئة العمل الدفاعي، والتي دفعت نحو طرح ودراسة ومناقشة التحديات التي تحدثها الحروب الرقمية على البيئة الأمنية الدفاعية.
ومن ناحيته، قال الدكتور إسماعيل البلوشي: «سيناقش المؤتمر عدداً من المواضيع التي تهم الساحة الوطنية والدولية، ومنها تحديات الحرب الرقمية والنظم المستقلة في الحرب، والابتكار والتحديات الاستراتيجية المستقبلية، وتباين العصر الرقمي في عالم متزايد الارتباط، والأمن السيبراني، والفضاء وعمليات التأثير في العصر الرقمي، والنظم المسيرة والجاهزية الوطنية لمواجهة التهديدات الرقمية وتأمين البنية التحتية الرقمية، تعزيزاً للرؤية الاستباقية لوزارة الدفاع في تناول القضايا الاستراتيجية الكبرى للدفاع عبر الإسهام في تطوير وتوحيد الوعي المعرفي الوطني، وتعميق إدراك جميع المكونات الوطنية بطبيعة التحديات الدفاعية».
وأضاف: «إن المؤتمر سيكون قيمة مضافة في تسليط الضوء على مجالات الحرب الرقمية، وذلك من خلال تقديم أحدث الرؤى والدراسات والاستراتيجيات والسياسات المتعلقة بالاتجاهات سريعة التطور في الصراعات الرقمية، وتأثيرات تهديداتها المحتملة والناشئة والمتغيرة على البيئة الأمنية الدفاعية، لتعميق قدرات التكامل الوطني لكسبه، حيث يأتي مكملاً لسلسلة مؤتمرات القادة لحروب القرن الحادي والعشرين، وتهدف إلى إعداد قادة المستقبل القادرين على تحقيق الاستباقية والاستشراف وسرعة التكيف للاستجابة للتحديات الناشئة من خلال تسليحهم بأحدث الرؤى في مجالات الأمن والدفاع، وتحقيقاً لمساهمة وزارة الدفاع في إنتاج المعرفة الاستراتيجية الضرورية في المجالات المستقبلية، وتبادل الخبرات لضمان تحقيق الأهداف الدفاعية للدولة».
ولفت إلى أن الوزارة تتطلع لمناقشة موضوع كسب الحرب الرقمية مع جميع شركائها في مجتمع الأمن الوطني ومكونات القوى الوطنية والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني وصناع السياسات والخبراء وأصحاب الاختصاص من خلال تشجيع الحوار والتعاون وتبادل الخبرات على المستوى الوطني والدولي، لتعزيز الخطط التشاركية لمعالجة التحديات والتهديدات الرقمية والسيبرانية.
وبين أن الوزارة مستمرة في نهجها الاستباقي لفهم طبيعة الصراعات المعاصرة والمستقبلية، والنظر في كيفية تطوير قدراتها الاستراتيجية، بما يتناسب مع الطبيعة سريعة التغير في البيئة الدفاعية في جميع جوانبها، وما يختص بحماية الفضاء المفتوح لدولة الإمارات، وتعزيز القدرة على الاستمرار في كسب المعارك الرقمية، والمحافظة على القطاعات الحيوية والمجتمع، وذلك عن طريق الاستعداد الاستباقي للتحديات.
وأوضح أن التقنية تقود التطورات السريعة في القدرات الذاتية للأنظمة غير المأهولة، حيث إن هذه الأنظمة ستؤدي، وبشكل متزايد دوراً مهماً في الصراعات المستقبلية وصولاً إلى زيادة التحكم الذاتي في أنظمة الأسلحة، والذي سيؤدي إلى تحديات في الاستقرار القانوني والأخلاقي والسياسي والاستراتيجي.
وبين أن الحكومات بدأت في التعامل مع كيفية مواجهة التحديات والفرص المرتبطة بزيادة التحكم الذاتي، وذلك لأن التكنولوجيا تتطور بسرعة في هذا المجال، وسوف يتم استخدام مجموعة كبيرة من شبكات الاتصالات وشبكات واسعة من الأجهزة الذكية، إلى جانب زيادة السرعات والأتمتة وإنترنت الأشياء، حيث سيتسبب العيش في هذا العالم الرقمي في وجود فرص كبيرة ومواطن ضعف ومخاطر علينا استشرافها وفهمها.

الذكاء الاصطناعي والحرب الحديثة
وأكد البلوشي أن الطائرات من دون طيار تعد ضمن ترسانة الأسلحة عالية التقنية والمتحكم بها عن بعد، على الرغم من أنها لا تختلف كثيراً عن الطائرات المقاتلة في قدرتها التدميرية لتنفيذ مهام مختلفة ومتعددة في بيئة العمليات، كما يعد الذكاء الاصطناعي جزءاً مهماً من الحرب الحديثة مقارنة بالأنظمة التقليدية، ولذلك فإن الأنظمة العسكرية المجهزة بالذكاء الاصطناعي قادرة على التعامل مع كميات أكبر من البيانات بشكل أكثر كفاءة، كما يعمل الذكاء الاصطناعي على دعم التنظيم الذاتي والتشغيل الذاتي للأنظمة القتالية نظراً لقدراتها الكامنة في الحوسبة وصنع القرار مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات الأمن والدفاع.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن تؤدي زيادة تمويل البحث والتطوير من قبل مراكز البحوث في أغلب الدول لتطوير تطبيقات جديدة ومتقدمة للذكاء الاصطناعي، إلى زيادة الاعتماد على الأنظمة التي يقودها الذكاء الاصطناعي في القطاع العسكري، حيث يشير الذكاء الاصطناعي إلى قدرة الآلات على أداء المهام التي تتطلب عادة ذكاءً بشرياً، والتعرف على الأنماط، والتعلم من التجربة واستخلاص النتائج والتنبؤ واتخاذ الإجراءات، سواء رقمياً أو كبرنامج ذكي، كالتحكم الذاتي في النظم المادية.
وشدد المتحدث الرسمي لمؤتمر وزارة الدفاع، على أن عمليات المعلومات هي جزء من الحرب الرقمية والتي تهدف إلى التأثير على العقول والتوجيه النفسي غير المباشر عبر العمليات النفسية والإعلامية المتطورة للغاية، وذلك بغرض إفشال مؤسسات الدول من خلال أدوات متعددة باستخدام الفضاء الإلكتروني والعابر للحدود التقليدية.

برنامج المؤتمر
يتضمن برنامج المؤتمر في اليوم الأول والذي سيعقد في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي، الكلمة الرئيسة للمؤتمر التي سيلقيها معالي محمد بن أحمد البواردي، وزير الدولة لشؤون الدفاع، وتليها كلمة رئيسة لمعالي عمر بن سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي، عن تحدي الحرب الرقمية، وتليها كلمة رئيسة للخبير بول شار من مركز الأمن الأميركي الجديد بعنوان النظم المستقلة في الحرب، ويليها ورقة عمل تخصصية للعميد الركن الدكتور مبارك سعيد الجابري، رئيس هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في القيادة العامة للقوات المسلحة، تحت عنوان «الابتكار - التحديات الاستراتيجية المستقبلية»، وتليها ورقة عمل تخصصية للمهندس خليفة الشامسي، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والحوكمة المؤسسية في مجموعة اتصالات بعنوان تباين العصر الرقمي في عالم متزايد الارتباط.

أوراق عمل تخصصية
يشمل اليوم الأول ورقة عمل تخصصية للبروفيسور إرنستو دامياتي من مركز تكنولوجيا معلومات الاتصال التابع لشركة اتصالات بريتيش تيليكون، ثم ورقة تخصصية يقدمها الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء، بعنوان «الفضاء والحرب الرقمية»، وتليها ورقة تخصصية للدكتور إيان تونيكليف من وحدة الاتصالات الاستراتيجية وعمليات المعلومات، تحت عنوان عمليات التأثير في العصر الرقمي، وسينتهي اليوم الأول بحلقات نقاشية تخصصية تشارك فيها مجموعة من الخبراء والمختصين في الحرب الرقمية. وسوف يستضيف نادي ضباط القوات المسلحة بأبوظبي فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر، والذي سوف يتضمن عقد ورش عمل تخصصية في مختلف مجالات وقطاعات الحرب الرقمية، بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين على المستوى الوطني والدولي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©