1 أكتوبر 2010 21:45
يشهد قطاع التقنية العالمي حالة من نشاط الصفقات مثل تلك التي تشهدها الولايات المتحدة الاميركية كالعرض الكبير الذي قدمته «إنتل» لشركة «مكافي» ثم استحواذها على قسم الصناعات اللاسلكية في شركة إنفنيون، وتفوق «هيولت باكارد» على «ديل» بالاستحواذ على «3 بار» لتخزين البيانات.
ويستعد القطاع في المملكة المتحدة لمرحلة النمو المتوقعة في الاندماجات والاستحواذات التي من المنتظر أن تقوم بها بعض الشركات الكبيرة.
ويقول بول جولي المدير الإداري لشركة أرما بارتنرس “مصرية هولندية ماليزية” “يحتاج السوق لشئ من الاستقرار قبل البدء في الصفقات وفي هذه الحالة ربما يستغرق تعافي الاقتصاد العالمي عقد كامل من الزمان الشئ الذي يجعل الشركات بين خياري انتظار انتعاش الأسواق أو الدخول في الصفقات”.
وتشير الأرقام الواردة، الى تعافي الصفقات بالفعل هذا العام بعد التراجع الذي شهدته في السنة الماضية. وبلغ إجمالي الاستحواذات في قطاع التقنية في المملكة المتحدة حتى الآن في 2010 نحو 4.5 مليار دولار.
ويعتبر هذا الرقم كبيرا مقارنة بالعام 2009 عند 1.7 مليار دولار، لكنه بعيدا عن الذروة التي بلغها القطاع في 2008 عند 14 مليار دولار.
وشمل نشاط الصفقات في الشهور الأخيرة موافقة أباكس بارتنرس على شراء أغلبية اسهم سوفوز بنحو 197 مليون جنيه استرليني.
يذكر أن هذه الشركة متخصصة في صناعة برامج مكافحة الفيروسات حيث تتخذ من أكسفورد شير مقرا لها.
ومع ذلك يعتبر استحواذ أن تي تي اليابانية على دايمنشن داتا المدرجة في المملكة المتحدة والتي تتخذ من جنوب افريقيا مقرا لها، بنحو 2.1 مليار جنيه استرليني، من الصفقات النادرة.
وبانتعاش الصفقات في المملكة المتحدة، فمن المتوقع أن تتجه اليها الشركات الاميركية التي كنزت الأموال خلال أيام الأزمة المالية، ومؤسسات الأسهم الخاصة وربما شركات أوروبية مثل ساب الألمانية كبرى شركات البرمجيات الأوروبية، وغيرها من الشركات.
ويقول مارك فيشر المدير الإداري لدى شركة جيفريز انترناشونال للتكنولوجيا والاستثمارات “بالرغم من حالة البطء السائدة في انتقال الأموال بين اميركا وأوروبا إلا أن الصفقات بدأت في العودة واصبح هذا التوقيت مناسبا للبيع مع عودة شركات الأسهم الخاصة”.
ويعتبر إعلان طرح حصة من شركتي «بيتفير» لألعاب الانترنت و«أيه في جي» لبرمجيات مكافحة الفيروسات، بمثابة الاختبار الحقيقي لقطاع التقنية في المملكة المتحدة.
وعينت كل من الشركتين مصرفا ليعمل كمستشار لها في الطرح المبدئي العام. ومع ذلك، فليس من الممكن إدراج أي من الشركتين في الوقت المحدد في ظل عدم استقرار الأسواق وقلق المستثمرين.
واستطاعت شركتان فقط في المملكة المتحدة هذا العام إدراج حصة الأسواق وهما شركة بروميثيان لصناعة السبورة التفاعلية الالكترونية وأوكادو لتجارة التجزئة الالكترونية، اللتان استطاعتا القيام بالطرح المبدئي العام في الوقت الذي وقف فيه عدم استقرار السوق في وجه الشركات الأخرى.
وتخطت «بروميثيان» المخاوف المتعلقة بخفض الإنفاق على التعليم في المملكة المتحدة وتأثير ذلك على تجارتها بتوجيه 90% من مبيعاتها الى الخارج، ويقول مديرها التنفيذي جين شارليير “لم يتغير شئ بالنسبة للتوقعات التي تم التخطيط لها ولا نزال نتوقع مضاعفة النمو، ونقوم حاليا بدفع أرباح مؤقتة للأسهم”.
وبما أن بروميثيان واوكادو هما الشركتان الوحيدتان اللتان قامتا بالطرح المبدئي العام في المملكة المتحدة، فقد شهد سوق الطرح نوعا من الخمول خاصة أن المستثمرين الأجانب لا يرغبون في الدخول في ذلك. وبالرغم من توقع المحللين دخول شركات اخرى في الطرح، إلا انه من الصعب تحديد هذه الشركات في الوقت الحالي.
ومن الاستحواذات التي يتوقعها المحللون والعاملون في المصارف شركات مثل «أوتونومي» و«أيه آر أم» و«ساج» و«مايكروفوكاس»، التي من المتوقع أن تجذب بعض الشركات الاميركية والأوروبية الكبيرة العاملة في قطاع التقنية.
لكن هل تعتبر هذه الشركات أهدافا يمكن التعويل عليها؟
كثيرا ما يتم تسمية «آبل» للاستحواذ على «آيه آر أم» القابضة المتخصصة في تصميم الرقاقات المستخدمة في هواتف الآي فون المحمولة، وهناك شركات اخرى تمت تسميتها للدخول في مناقصة الاستحواذ هذه مثل انتل وإنفنيون وهيولت باكارد.
وفي ظاهر الأمر، تبدو «آيه آر أم» رئيسية في صناعة الرقاقات التي تدخل في استخدام 95% من الهواتف المحمولة حول العالم، كما تعمل المجموعة في صناعة الرقاقات التي تدخل في تطبيقات اخرى غير الهواتف المحمولة، لكن تبيع الشركة في واقع الأمر ملكيتها الفكرية لشركات اخرى تقوم بصناعة الرقاقات.
ويقول المحللون إن شراء المجموعة من قبل أي من عملائها من الشركات الكبيرة يعني نهاية النشاط التجاري الذي تتلقاه من منافسي تلك الشركات. ويقول احد المحللين “لماذا تسعى واحدة من الشركات المنافسة لشراء أيه آر أم في الوقت الذي يمكنها الحصول على تقنية الرقاقات بسعر اقل عبر الترخيص”.
ويبدو أن الشركة التي لم تعلق على شائعات الاستحواذ فضلت هي الأخرى التركيز على صفقات صغيرة.
وأصبحت مايكرو فوكاس العاملة في مجال البرمجيات والاستشارات، مثار حديث السوق في الآونة الأخيرة. وتساعد الشركة عملاءها في تحديث منصات تقنية المعلومات بدلا من شرائهم لأخرى جديدة حيث ضمن هؤلاء العملاء مصارف كبيرة مثل أتش أس بي سي وباركليز، وشركات مثل بوينج وتيسكو.
لكن محللون يقولون إن المبلغ الذي يمكن أن تدفعه واحدة من شركات الأسهم الخاصة للاستحواذ على فوكاس يجعلها بعيدة المنال لشركة خارج هذا المجال، بالرغم من انه ربما ترى كل من آي بي ام وساب استحواذها مناسبا على الأقل من الناحية الاستراتيجية.
أما ساج، فمرشحة لان يتم بيعها أو تشتري هي. وحققت الشركة التي تعمل في برامج المحاسبة نموا ملاحظا من خلال سلسلة من عمليات الاستحواذات التي تمت في السنوات الأخيرة. وينتظر المستثمرون الآن حدوث تغييرات استراتيجية في الشركة بسبب نموها الضعيف.
وربما تعتبر اوتونومي اكبر شركة للبرمجيات في المملكة المتحدة في مدينة كامبريدج، الفائدة الحقيقية في قطاع التقنية. وكثيرا ما تردد أن آي بي أم واوراكل من اكبر المرشحين للاستحواذ عليها. لكن أعلنت الشركة أنها تنوي هي الأخرى الدخول في نشاط الاستحواذات.
وقامت المجموعة التي استحوذت على انترووفين للبرمجيات في السنة الماضية مقابل 775 مليون دولار، بجمع 500 مليون استرليني في شكل سندات قابلة للتحويل مما يجعلها تملك مليار دولار جاهزة لاستخدامها في الاستحواذات.
(عن فاينانشيال تايمز)
ترجمة: حسونة الطيب