الاتحاد (أبوظبي)
شارك العرض التجسيدي «ثلاثي الأبعاد» (الهولوجرام) بالحجم الكامل للمهاتما غاندي في حوار مع اثنين من الأستاذة في محاضرة، في ذكرى ميلاده خلال الشهر الجاري في باريس، نظمها معهد «غاندي للسلام والتنمية المستدامة» التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بالتعاون مع وفد هندي.
والحوار، الذي شارك فيه المهاتما غاندي، ركّز بصورة أساسية على هدف التنمية المستدامة من أجل التعليم. وافتتحه سفير الهند لدى فرنسا والمندوب الهندي الدائم لدى اليونسكو «فينا يموهان كواترا» ومساعد المدير العام لشؤون أفريقيا لدى اليونسكو، فيرمين إدوارد ماتوكو.
وتبادلت الصورة التفاعلية لغاندي بـ«الهولوجرام» آراءه في حوار «أهيمسا» أو حوار الرحمة، الذي تزامن مع الذكرى الـ150 لميلاد غاندي، وشارك مع المجسم «جريجوار بورست»، أستاذ علم النفس التنموي وعلم الأعصاب المعرفي، وفيرا الخوري، عضو اللجنة الاستشارية لمؤتمر تحول التعليم من أجل الإنسانية التابع لليونسكو لعام 2019.
وتم إنشاء العرض التجسيدي لغاندي، باستخدام صور تفصيلية متعددة ترجع إلى الفترة ما بين 1930 و1940، وبرنامج لإنشاء ما يُعرف بـ«الخطوط الكانتورية» والطباعة ثلاثية الأبعاد، حيث تمكن المبرمجون من تشكيل إطار للمهاتما بالحجم الكامل أثناء حياته.
واستخدم المبرمجون أيضاً أدوات نحت رقمية لإضافة الألوان والنسيج لإضفاء الواقعية على صورة غاندي، كما كان في حياته.
وتم تنشيط الصورة وتركيب الصوت مع حركة الشفاة لإنتاج عرض تجسيدي بتقنية الهولوجرام الملونة مع تقنيات متطورة لنسخ الصور. وأشرف على هذه البرمجة المهندس بيراد راجارام يانجيك، إلى جانب فريق تكنولوجي من متاحف «غاندي الرقمية».
ورغم أن غاندي كان من بين أكثر الأشخاص الذين تم تصويرهم في عصره، وأمكن للعالم الحصول على كثير من صوره وحواراته المصورة وخطاباته الإذاعية، لكن كل ذلك يُمثل أقل من 5 في المئة من إنتاجه المكتوب الذي تم جمعه وتصنيفه في 95 مجلداً.
وربما يمكن لتقنية الهولوجرام سد هذه الفجوة، ومن الممكن أن تتحول كلماته المكتوبة إلى تجربة تفاعلية بسيناريو يحاكي حياته.
وخلال اللقاء، تمكنت «الصورة التجسيدية الواقفة لغاندي» من التحدث لمدة 15 دقيقة كاملة، تخللتها دقيقتان إلى ثلاثة دقائق في صورة مداخلات للجنة الحوار. وقد تم استخلاص حديثه بالرجوع إلى كتاباته حول الرحمة والطيبة والتساؤلات النقدية والتعليم. وجاء تنظيم حوار «أهيمسا» إحياء ليوم نبذ العنف الذي يتزامن مع ذكرى ميلاد المهاتما غاندي.
الهولوجرام والتعليم
أثارت فكرة العرض التجسيدي مخيلة كثير من المبدعين، فهي تقنية يمكن تطبيقها في كثير من المجالات ابتداء من الألعاب المنزلية، وحتى المحاضرات الجامعية.
ويمكن استخدامها كوسيلة تعليمية سواء في التفاعل مع المادة العلمية، أو تسجيل المحاضرات بأبعاد ثلاثية على نحو يوفر تكلفة استدعاء أحد المحاضرين العالميين للتدريس في جامعة معينة. ويمكن أن يقوم هذا المحاضر بإلقاء محاضرة في عدة جامعات في آنٍ واحد.
ومنذ سنوات، بدأ مقدمو التقنية التعليمية يتطلعون إلى استخدام التقنية المعتمدة على استخدام الهولوجرام كأداة للتعلم عن بعد، ويمكن من خلالها ربط الفصول الدراسية عن بعد، وتسهيل محاضرات متعددة الفصول الدراسية.
ويمكن استغلالها أيضاً في «حضور» أحداث تاريخية مهمة. وتقنية شاشات العرض الثلاثية الأبعاد أو المجسمة، من الابتكارات التي تشهد تقدماً سريعاً في الوقت الراهن.