محمد حامد (الشارقة)
لم يكن النجم البلجيكي إيدين هازارد يعلم يقيناً ما يمثله القميص رقم 7 في ريال مدريد، فقد كانت تصريحاته قبل وعقب الحصول على القميص، الذي يحمل رقم 7 تحمل مزيجاً من الثقة والمرح، إلا أنه أقر قبل ساعات أن رقم رونالدو إرث ثقيل، فهو رقم تاريخي للاعب تاريخي ومن بين الأكثر حضوراً وتأثيراً في تاريخ «الملكي»، فقد سجل رونالدو 450 هدفاً في 438 مباراة مع الريال، أي بمعدل يفوق الهدف في كل مباراة، وحصد 14 بطولة، أهمها رباعية دوري الأبطال، وعانق الكرة الذهبية 4 مرات.
تصريحات هازارد الأخيرة تلامس الواقع، بعد خوضه عدة مباريات مع الريال لم يقدم خلالها أفضل مستوياته، مما جعل البعض يستعيد صورة «الدون»، الذي لا يمكن تعويضه أبداً، فقد أكد النجم البلجيكي الذي توهج مع تشيلسي أن ارتداء القميص رقم 7 مع الريال ليس سهلاً أبداً على حد قوله، وأضاف في تصريحات لموقع النادي الملكي: «الحصول على هذا القميص بعد رونالدو ليس أمراً سهلاً أبداً، لأنه لاعب واسم تاريخي بكل بساطة».
هازارد أعاد الحديث عن الرقم 7 إلى دائرة الضوء من جديد، وهو حديث لم يفقد بريقه يوماً ما، إلا أنه قد يخبو ترقباً وانتظاراً لنجم جديد يحمل هذا الرقم فوق ظهره، ليواصل الانتصار له والسير به على خطى الأساطير، بداية من الملك كيني دالجليش أسطورة ليفربول، وجورج بيست أيقونة مان يونايتد، ومن بعده عدد من النجوم في صفوف الشياطين الحمر الذين أبدعوا، وأضافوا له سحراً خاصاً في الوقت ذاته، وعلى رأسهم إيريك كانتونتا، ودافيد بيكهام، وصولاً إلى رونالدو.
قصة الرقم 7 لا ترتبط بنجوم الماضي فحسب، بل إن هناك عدداً من اللاعبين الذين يتألقون في الوقت الراهن، ومن بينهم سانشو نجم دورتموند ومنتخب إنجلترا، وهو شاب واعد يملك موهبة جعلته موضع صراع بين كبار أوروبا للحصول على خدماته، ومع سانشو يسطع اسم رحيم سترلينج نجم مان سيتي، والذي أعاد اكتشاف نفسه على يد جوارديولا، وكذلك أنطوان جريزمان، الذي قاد فرنسا للمجد المونديالي بهذا الرقم.
وعلى الرغم من أن الرقم 10 يكفيه فخراً أنه توهج فوق ظهر بيليه ومارادونا وبلاتيني وميسي، وهو الرقم الأسطوري الأهم في تاريخ كرة القدم، فإن الـ7 له قصة أخرى قد تكون أكثر بريقاً، فغالبية النجوم الذين تألقوا به لا يقلون شأناً وتاريخاً عن أيقونات الرقم 10، كما أن ما يميز هذا الرقم مرونة المركز الذي يلعب به من يحمله، فهو يزين قمصان الأجنحة، وكذلك نجوم قلب الهجوم، وصناع اللعب، وبعض اللاعبين من أصحاب المهام الدفاعية في وسط الملعب.
«الفهد الأسمر» ومبخوت.. أيقونتان بـ «رقم السعد»
مصادفة رائعة أن يحصل الرقم 7 على بريقه محلياً أيضاً، ويكفي أن فهد خميس أحد أفضل نجوم الكرة الإماراتية والخليجية والعربية على مدار التاريخ هو أحد النجوم الذين ظهورا بالرقم 7 مع «الأبيض»، والذي خاض معه 82 مباراة دولية بين عامي 1981 و1990 وسجل 37 هدفاً، كما أنه الهداف التاريخي للدوري المحلي برصيد 165 هدفاً، إلا أنه كان يرتدي القميص رقم 17 مع نادي الوصل. وفي الجيل الحالي منح على مبخوت الهداف التاريخي للمنتخب الوطني ومهاجم نادي الجزيرة بريقاً خاصاً للرقم 7، فهو الهداف الأفضل في تاريخ المنتخب برصيد 60 هدفاً، ومازال أمامه متسع من الوقت والفرص لرفع حصيلته وجعل مهمة الأجيال القادمة أكثر صعوبة لبلوغ هذا الرقم، وعلى مستوى الإنجازات التهديفية مع الجزيرة، فقد سجل مبخوت 163 هدفاً في البطولات كافة، وعلى رأسها الدوري والكؤوس المحلية، والبطولات القارية مع فريق الجزيرة.
من «الكنج» و«المشاغب الأنيق» إلى رحيم وسانشو
قائمة لا نهاية لها من النجوم الذين صنعوا تاريخاً لأنفسهم وأنديتهم ومنتخباتهم بالرقم 7، واللافت في الأمر أنه رقم يغازل التاريخ والحاضر وكذلك المستقبل، فقد تألق به كيني دالجليش أسطورة ليفربول بين عامي 1977 و1990، وسجل 170 هدفاً، وحصد 20 بطولة، أهمها الألقاب القارية التي صنعت تاريخ الريدز، كما حمل جورج بست نجم يونايتد الشهير هذا الرقم بين عامي 1963 و1974، وسجل للشياطين الحمر 179 هدفاً، وحصد بطولات عدة.
ولليونايتد على وجه التحديد قصة مع الرقم 7، فقد ظهر به غالبية نجوم وأساطير النادي ليصبح فعلياً أكثر أهمية وقيمة من الرقم 10، وهؤلاء النجوم هم جورج بست وكانتونا الملقب بالمشاغب الأنيق، وبيكهام ثم رونالدو، وعدد آخر من اللاعبين المؤثرين مثل كوبل، وجوني بيري، وبريان روبسون، إلا أنه ومنذ رحيل رونالدو عن يونايتد ظهرت لعنة الرقم، فقد ظهر به أوين، وفالنسيا، ودي ماريا، وديباي، وسانشيز، إلا أنهم جميعاً لم يسجلوا أكثر من 15 هدفاً.
وبعيداً عن قلعة الشياطين الحمر، فقد تألق الأوكراني أندريه شيفشينكو بالرقم 7، وكذلك نجم البرتغال لويس فيجو، والفرنسي فرانك ريبيري، والإسباني راؤول جونزاليس، ويلعب رونالدو البرتغالي دور الوسيط أو الجسر الذهبي بين نجوم الأجيال السابقة ونجوم الوقت الحالي من أصحاب الرقم الجذاب، وعلى رأسهم أنطوان جريزمان هداف فرنسا، وكيليان مبابي نجم باريس سان جيرمان، وسانشو لاعب دورتموند والمنتخب الإنجليزي، ورفيق دربه في صفوف الأسود الثلاثة رحيم سترلينج المرشح القوي للقب أفضل لاعب في «البريميرليج» الموسم الحالي، والذي صنفه ريو فرديناند مع أفضل 5 نجوم في الكرة العالمية.