دبي، الرياض (وكالات)
وقعت هيئة الاستثمار السعودية 23 اتفاقاً بـ 15 مليار دولار ضمن فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار، أو ما يطلق عليها «دافوس الصحراء»، التي بدأت أعمالها في الرياض أمس.
وقال المنظمون، إنّ نحو 300 متحدث من 30 دولة، بينهم قادة ورؤساء مصارف وصناديق مالية سيادية، شاركوا بالحدث السنوي الذي يهدف لإبراز المملكة كوجهة استثمار ديناميكية.
ويسهم الإقبال القوي على المؤتمر دعم جهود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للتنويع الاقتصادي، وأشاد الملياردير الهندي موكيش إمباني، أغنى رجل في آسيا، خلال المؤتمر بالقيادة السعودية. وقال «منذ 20 عاماً، وأنا آتي إلى المملكة، لكن ما أراه خاصة في العامين أو الثلاثة الماضية هو تحول اقتصادي»، مؤكداً: «كرجل أعمال وكمستثمر، أنا مهتم تماماً».
وتم توقيع الاتفاقيات خلال حفل أقامته هيئة الاستثمار على هامش فعاليات المبادرة تحت شعار «استثمر في السعودية». وتضمنت الاتفاقيات نشاطات استثمارية عدة بمختلف القطاعات الاستراتيجية، أبرزها قطاع الطاقة والمياه، إضافة إلى قطاع الدواء والخدمات اللوجستية والبتركيماويات والتقنية وريادة الأعمال والابتكار.
وقال ياسر الرميان، رئيس مجلس إدارة «أرامكو»، في افتتاح المؤتمر إنّ «عدد المشاركين تضاعف» منذ النسخة الأولى للحدث، مضيفاً «نحن هنا لبناء صداقات وممارسة الأعمال». وأكد الرميان أن «أكثر من 6 آلاف تنفيذي ومشارك يحضرون المؤتمر»، موضحاً أن العدد أكثر «من ضعف المشاركين في مؤتمر الاستثمار الأول».
ويشارك في النسخة الحالية من الحدث، رؤساء أكبر المصارف العالمية وشركات إدارة الأصول وصناديق استثمار عالمية. ومن أبرز المشاركين في المنتدى، رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس البرازيل جايير بولسونارو، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وقادة 4 دول أفريقية أيضاً.
ويقود وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين وفداً أميركياً بارزاً يضم جاريد كوشنير، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره.
ومن بين الحاضرين الرؤساء التنفيذيون لكل من مؤسستي «بلاك ستون» و«سويفت بنك»، كما يشارك مسؤولون كبار من مصارف أميركية عملاقة، بينها «جي بي مورجان» و«بنك أوف أميركا».
ويعمل المصرفان على مشروع طرح نسبة من أسهم عملاق النفط السعودي «أرامكو» للاكتتاب العام. وورد في اللائحة أيضاً حضور رؤساء الصناديق السيادية للكويت والإمارات وسنغافورة وروسيا.
وشهد الحدث، إعلان طرح «أرامكو» أسهمها للاكتتاب العام في 4 ديسمبر، على أن يبدأ التداول في السوق المالية المحلية بعد أسبوع من ذلك، حسبما أفادت قناة «العربية» الإخبارية أمس.
وقالت القناة، نقلاً عن مصادر لم تسمها، إنّ هيئة سوق المال السعودية ستعلن تفاصيل اكتتاب «أرامكو» الأحد، وستحدّد «النطاق السعري» لطرح الشركة العملاقة في 17 نوفمبر الحالي.
وتابعت أنّ «بدء الاكتتاب في طرح أرامكو سيكون في 4 ديسمبر»، ما يعني أنّه سيكون بإمكان المستثمرين التقدّم بطلبات لشراء أسهم، على أن يبدأ تداول أسهم «أرامكو» في السوق السعودية في 11 ديسمبر.
ويشكّل الاكتتاب العام، حجر أساس برنامج الإصلاحات الذي وضعه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لتنويع اقتصاد المملكة، والتخفيف من اعتماده على النفط.
على الصعيد نفسه، قال العضو المنتدب لصندوق الثروة السيادي الكويتي، إن الصندوق سيدرس الاستثمار في الطرح العام الأولي لشركة «أرامكو».
ونقلت وكالة «بلومبرج» للأنباء عن فاروق بستكي قوله للصحفيين في الرياض «نحاول عادة التنويع بعيداً عن النفط، لكن هذه تشكل فرصة استثمارية».
وذكر أن «أرامكو» لم تتواصل هي أو مستشاريها مع الهيئة العامة للاستثمار الكويتية، مضيفاً أن قرار الاستثمار سيعتمد على حجم الطرح وتوقيته وقيمته.
وقال كيريل ديميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي، أمس، إن الصندوق يعكف على تشكيل «كونسورتيوم» من المستثمرين من أجل الطرح العام الأولي لـ«أرامكو».
وقال ديميترييف للصحفيين خلال المؤتمر «هناك عدة صناديق معاشات روسية مهتمة بالاستثمار في الطرح العام الأولي لـ«أرامكو»، وتلقينا مؤشرات من صندوقنا الروسي-الصيني بأن بعض المؤسسات الاستثمارية الصينية الكبيرة مهتمة بالطرح العام الأولي لأرامكو».
وامتنع الرئيس التنفيذي لبورصة سنغافورة بون تشي لو أمس عن التعقيب على ما إذا كانت البورصة تخوض محادثات بشأن إدراج دولي لـ«أرامكو» بسنغافورة في المستقبل.
وقال على هامش المؤتمر في الرياض «كبورصة توفر وصولاً فعالاً إلى 100% تقريباً من آسيا، فنحن بنفس جاذبية أي بورصة أخرى لأي شركة تتطلع إلى جمع رأس المال».
وفتحت «أرامكو» دفاتر حساباتها للمرة الأولى منذ تأميمها قبل 40 عاماً، لوكالتي «فيتش» و«موديز» الدوليتين للتصنيف الائتماني في أبريل الماضي، في إطار استعداداتها لجمع الأموال من المستثمرين.
وحقّقت الشركة العملاقة أرباحاً صافية بلغت 111 مليار دولار في 2018، لتتفوق على أكبر 5 شركات نفطية عالمية، وحققت عائدات بقيمة 356 مليار دولار.
وتقدّر «أرامكو» احتياطات النفط المثبتة بـ227 مليار برميل، واحتياطاتها من الهيدروكربون بـ257 مليار برميل من المكافئ النفطي، ما يكفي لأكثر من نصف قرن، وهو مستوى عالٍ ومريح، بحسب وكالة «فيتش».
وكشف وزير المالية السعودي محمد بن عبدالله الجدعان أمس نمو الناتج المحلي غير النفطي في بلاده خلال العام الحالي إلى 18.3 بالمئة .
ونقلت وكالة الأنباء السعودية أمس عن الجدعان قوله بحضور الرئيس السويسري أولي ماورر، إن السعودية نجحت في تطوير قطاع مالي قوي، وأن القطاع المالي في بلاده يعد الأكبر بعد القطاع النفطي.
وأشار إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي من 17.4% في عام 2018 إلى 18.3% في الربع الثاني من العام الجاري.
وأكد الجدعان أن سويسرا تتمتع بقطاع مصرفي قوي ومتطور للغاية، وتقوم ببناء قطاع التكنولوجيا المالية.
من جانبه، أوضح الرئيس السويسري أهمية وضع خطط لتحقيق التعاون بين البلدين وتطوير القطاع المالي إلى جانب تبادل الخبرات.
السعودية تستثمر في مشروعات المصب للنفط والغاز بالهند
قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أمس، إن السعودية ستستثمر في مشروعات المصب للنفط والغاز في الهند في إطار شراكة استراتيجية بين البلدين في خطوة تسهم في إتاحة منفذ ثابت لبيع الخام من أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.
ومن المقرر أن يجتمع مودي الذي يقوم بزيارة للرياض على مدار يومين للمشاركة في مبادرة مستقبل الاستثمار، مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد.
وبحسب بيان صادر عن مكتب مودي، قال رئيس الوزراء الهندي في مقابلة مع «عرب نيوز»: «نتحرك الآن تجاه شراكة استراتيجية أوثق ستشمل استثمارات سعودية في مشروعات المصب للنفط والغاز».
ووقعت «أرامكو» اتفاقاً مبدئياً مع شركات حكومية هندية بشأن حصة قدرها 50% في مصفاة عملاقة طاقتها 1.2 مليون برميل يومياً من المزمع تشييدها على الساحل الغربي للهند.
وتعتزم الحكومة الهندية بيع حصتها بالكامل البالغة 53.29% في مصفاة «بهارات بتروليوم كورب» التي تديرها بسعر 10 مليارات دولار وفقا للتقديرات.
وتسعى «أرامكو» لشراء حصة 20% في «ريلاينس إندستريز» لأنشطة البتروكيماويات والتكرير في صفقة تُقدر قيمتها بمليارات الدولارات. من جهة أخرى، قال الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير جون باجانو، إن الشركة المدعومة من الصندوق السيادي السعودي صندوق الاستثمارات العامة تسعى للحصول على قرض بأكثر من 10 مليارات ريال (2.67 مليار دولار) من 4 أو 5 بنوك محلية لتمويل مشروعات سياحية.
وتعتزم السعودية إقامة منتجعات على 50 جزيرة قبالة ساحل البحر الأحمر ستضم محمية طبيعية ومواقع غوص وسط الشعاب المرجانية ومواقع تراثية.
وقال باجانو في مقابلة مع «رويترز» أمس، إن القرض الذي كان موضوع مناقشات مع أسواق المال سيمول تطوير النشاط، بجانب رأس المال المقدم من الصندوق.
وقال إن من المتوقع أن تكون الوثائق المالية جاهزة بحلول الربع الأول من العام المقبل.
والبحر الأحمر واحد من ثلاثة مشاريع كبرى يدعمها صندوق الاستثمارات العامة، بجانب منطقة نيوم الاقتصادية التي تقدر استثماراتها بنحو 500 مليار دولار ومشروع القدية الترفيهي.
«سامسونج» تعتزم المشاركة في تطوير «القدية»
تعتزم مجموعة «سامسونج» توقيع مذكرة تفاهم للمشاركة في تطوير مدينة «القدية» الترفيهية العملاقة جنوب العاصمة السعودية. ويتوقع أن يتم التوقيع على مستوى الرؤساء التنفيذيين على هامش «مبادرة مستقبل الاستثمار» في الرياض. ومن الممكن أن تشارك وحدات من المجموعة في تطوير مدينة الألعاب الترفيهية والفندق ومركز التسوق، وفقاً لوكالة «بلومبرج» للأنباء. ويشمل برنامج المبادرة عدداً من جلسات النقاش، التي يشارك فيها 300 متحدث من صناع القرار ومستثمرون وخبراء من أكثر من 30 دولة.