الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المستقبل الوظيفي لـ 1.6 مليون شاب مرهون بالتعليم وسوق العمل خلال 10 سنوات بدبي

المستقبل الوظيفي لـ 1.6 مليون شاب مرهون بالتعليم وسوق العمل خلال 10 سنوات بدبي
29 أكتوبر 2019 02:05

سامي عبد الرؤوف (دبي)

أظهرت نتائج دراسة أجرتها دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي حول مستقبل التخصصات والوظائف وبيئة العمل في دوائر حكومة دبي على المدى المتوسط، أن التعليم وسوق العمل في إمارة دبي، سوف يحددان مصير عمل نحو 1,638,839 من الشباب من الفئة العمرية (15-45)، على المدى المتوسط «10 سنوات»، مؤكدة أنهم في حاجة لمعرفة تخصصات ووظائف المستقبل التي سيتطلبها تخطيط القوى العاملة المستقبلية على مستوى حكومة دبي بشكل خاص، وإمارة دبي بشكل عام.
وكشفت نتائج الاستبيان الإلكتروني الذي ارتكزت عليه الدراسة التي حصلت «الاتحاد» عليها، أن 59.15 من عينة الاستبيان «الموظفين»، أفادت بأنه تم دراسة أهم الوظائف التي ستستحدث خلال السنوات العشر المقبلة في دوائرهم، و68.64% أكدوا أنه تم عمل أتمتة على كـافة الخدمات التي تُقدمها دائرتهم، و59.19% أنه يوجد تصور لبعض الوظائف التي ستلغى خلال عشر سنوات.
ووزعت الدائرة الاستبيان الإلكتروني بالتعاون مع مركز دبي للإحصاء، على عينة بلغت 1240 موظفاً وموظفة، من العاملين في إدارات وأقسام الموارد البشرية في الدوائر المطبقة لقانون الموارد البشرية لحكومة دبي في 3 محاور مهمة وهي: تخصصات ووظائف وبيئة العمل المستقبلية في تلك الدوائر.

أفاد 64.71% من أفراد العينة بأنه توجد وظائف ستلغى نهائياً في دائرتهم خلال السنوات العشر المقبلة، و64.23% كان لديهم تصور بأهم 10 وظائف قد تحتاجها دوائرهم، و70.14% بأن هناك وظائف جديدة سوف تظهر في دوائرهم خلال الفترة نفسها.
فيما أكد 70.39% أن لديهم تصوراً حول إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي للخدمات المقدمة في دائرتهم خلال السنوات العشر المقبلة، و57.46% أنه تم إيجاد بدائل للموظفين المواطنين الحاليين في مهن قد تختفي مستقبلاً، و61.87% أن إدارة الموارد البشرية في دائرتهم جاهزة لتحقيق الاستراتيجيات الحكومية ذات الصلة.
وحول بيئة العمل المستقبلية، فقد ذكر 66.67% من المشاركين في الاستبيان أن البحث عن بيئة العمل السعيدة هو ما قد يدفعهم لتغيير عملهم خلال السنتين المقبلتين، و48.15% يرجعون التغير إلى المرونة في ساعات العمل، و38.89% يطلبون العمل بروح الفريق، و37.04% يعتقدون أن استخدام الذكاء الاصطناعي، هو الدافع للتغير وبيئة العمل السعيدة.
أما الاحتياجات اللازمة لزيادة الإنتاجية في العمل، فقد أكد 61.11% من المشاركين في الاستبيان من موظفي حكومة دبي، أهمية توفير أماكن ترفيهية، و42.22% وجود مسار وظيفي واضح، و41.11% التدريب والتطوير، 40% العمل المرن.
وذكر 45.56% من المشاركين في الاستبيان أن العمل عن بعد من أهم عوامل النجاح وتحسين الأداء في العمل، وأشار 27.78% من العينة إلى أهمية وجود القائد الملهم، و23.33% منهم ارتأوا أنها تعود للمكافآت المالية، و23.33% لأهداف الدائرة الواضحة، و20% لوجود استراتيجية واضحة، و20% للتعليم المستمر، و18.89% لوجود فريق عمل مبدع ومتعاون، و16.67% للتشجيع والتحفيز، و15.56% للترقية، و15.56% فريق العمل، و14.44% للتحفيز والتشجيع، و13.33% للشفافية والتقدير، و11.11% للمسار الوظيفي الواضح.
وأوصت الدراسة، بضرورة وضع خطة وطنية لإعداد منظومة موارد بشرية متطورة تواكب المستقبل على المدى المتوسط في دوائر حكومة دبي، ويشارك فيها ممثلون عن الدوائر المحلية الحكومية وشبه الحكومية، لتطبيق استراتيجيات الحكومة وخطة دبي 2021.
وأكدت أهمية الاستعداد المبكر لتنفيذ متطلبات واحتياجات جيل الألفية في بيئة العمل وأنظمة الموارد البشرية المطلوبة، والتركيز على الإرشاد المهني، والعمل على تأهيل مرشدين مهنيين مواطنين يتمتعون بمعرفة واسعة لاحتياجات الدولة المستقبلية من الوظائف والتخصصات، بالإضافة لإعادة صياغة المناهج والتخصصات التعليمية، بما يتناسب مع توجهات الحكومة في تحقيق استراتيجياتها.
وحدد المشاركون في الاستبيان أهم الطرق التي يمكن أن تساعدهم على النجاح وتحسين أدائهم في العمل، بالمسارات الوظيفية والخطة التطويرية الواضحة للموظفين، والعدالة الوظيفية والمساواة في المكافآت المالية، والدعم والتحفيز والتمكين للموظفين، وتحسين بيئة العمل، والشفافية والحوكمة، وتحسين تقييم الأداء وزيادة المكافآت المالية، ووجود قائد ملهم وإدارة معرفة متميزة من خلال الرقابة على عمل الإدارات، وتطوير المديرين وأنظمة الموارد البشرية، والدوام المرن والعمل عن بعد، والشراكات والتعاون في العمل.
أما أهم 10 تحسينات في أنظمة الموارد البشرية قد تكون مطلوبة خلال السنوات العشر المقبلة، فقد حددها المشاركون في الاستبيان بأتمتة كافة خدمات الموارد البشرية (توظيف، تقييم الموظفين، هيئة المعاشات، التنبؤ بالمستقبل) متوافرة على مدى الساعة، وتطوير الأنظمة الحالية مثل المسميات والمسارات الوظيفية وقياس الإنتاجية، وتحقيق سعادة الموظفين «الترقيات الحوافز»، والتوطين النوعي وتطوير المواهب، ومزيد من المرونة للدوائر في تطبيق أنظمة الموارد البشرية لما يتلاءم معها، ونظام تطوير مهارات تخصصية في الموارد البشرية متوسطة المدى، والإبداع والابتكار وفريق العمل الواحد، وتحسين ساعات العمل، وتوظيف ذوي الهمم.
وقال عبدالله علي بن زايد الفلاسي، مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي: «إن الدائرة تنسق مع دوائر حكومة دبي وتعمل معها جنباً إلى جنب من أجل وضع استراتيجية واضحة المعالم لوظائف المستقبل التي تحتاجها الجهات الحكومية».وأشار إلى أن الدائرة حرصت على إجراء دراسة بحثية استقصائية للتعرف على آراء الموظفين من العاملين في إدارات وأقسام الموارد البشرية في الدوائر التي تطبق قانون الموارد البشرية لحكومة دبي، وكذلك آراء الطلاب والخريجين الجدد، من أجل فهم التغييرات الجذرية المصاحبة للثورة الصناعية الرابعة، والتي ستغير من وظيفة الموارد البشرية، واستشراف مستقبل التخصصات والوظائف المطلوبة، على مستوى دوائر حكومة دبي، خلال السنوات العشر المقبلة، وبيئة العمل المناسبة لجيل الألفية.
ومن جانبها، قالت عائشة المحياس، مدير إدارة بناء القدرات الوطنية، بدائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، إن دراسة مستقبل التخصصات والوظائف وبيئة العمل في دوائر حكومة دبي على المدى المتوسط، شارك في إعدادها مختصون من الدائرة ومن عدد من دوائر حكومة دبي، والجامعات، حيث تم تشكيل فريق لاستشراف المستقبل، انبثق من محور استشراف المستقبل لمسرعات الموارد البشرية التي عملت عليها الدائرة.
وأضافت: «تضمنت الدراسة إجراء بحوث استقصائية والأخذ بآراء أختصاصيين عالميين، والاسترشاد بمراجع علمية عالمية متخصصة، واستندت كذلك إلى الاستراتيجيات التي أطلقتها حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي: استراتيجية الذكاء الاصطناعي التي أطلقت في أكتوبر 2017، واستراتيجية بلوكتشين التي أطلقت في أبريل 2018، واستراتيجية الثورة الصناعية الرابعة التي أطلقت في سبتمبر 2017، واستراتيجية استشراف المستقبل التي أطلقت في سبتمبر 2016». أوصت الدراسة بضرورة التعاون بين كافة الدوائر الحكومية، تحت منظومة فريق عمل واحد، للحد من الازدواجية والتكرار في المهام، والتركيز على دور المؤسسة الأساسي للتكامل في الإنتاجية مع بقية الدوائر الأخرى، وتوفير بيئات عمل خارجية، وتشجيع العمل عن بعد، والدوام المرن، وريادة قطاع الأعمال وتقديم التسهيلات اللازمة للشباب لاستدامة هذا القطاع الحيوي، والاهتمام بالتوعية الشاملة لإدارات وأقسام الموارد البشرية لحكومة دبي، نحو المستقبل المهني والتنمية المستدامة للموارد البشرية للحكومة، وتوحيد الرؤى والأهداف، وتعزيز روح فريق العمل الواحد.

تفضيل الدوام المرن وعن بُعد
خلصت الدراسة إلى أن الجيل الحالي يحتاج إلى توجيه وإرشاد في التخطيط نحو التخصصات المطلوبة مهنياً في المستقبل، وأن غالبية الشباب المواطن يركز على التخصصات الإدارية، فالحاجة إلى الوعي بأهمية وقيمة العمل المهني في المستقبل لا تزال غير مدرجة في أجندة الإرشاد المهني.
وأكدت أهمية زيادة توعية الطلبة المواطنين باستراتيجيات المستقبل، وإدراجها ضمن المناهج التعليمية والأكاديمية، وبرامج الإعلام، وأن غالبية الطلبة غير مقتنعين بتخصصاتهم العلمية الحالية، ولا مانع لديهم من تغيير التخصص في أي وقت.
وكانت إجابات جيل الألفية حول أهم 10 وظائف للمستقبل واضحة بأنها تطابق احتياجات المستقبل، ومع ذلك لم تكن من ضمن خياراتهم المستقبلية، على الرغم من أن الوظائف المتوقع إلغاؤها مستقبلاً تطابق خيارات جيل الألفية، إلا إنها ما زالت أولياتهم في الاختيار.
وأظهرت الدراسة أن الجيل الحالي يميل نحو العمل المرن والعمل عن بُعد، ولا يحبذ التقييد، وهو يعد تحدياً لتطوير أنظمة العمل الحالية بما يتناسب مع ميولهم، ويحبذ جيل الألفية العمل في الأماكن المفتوحة، والتعليم والتطوير المستمر، ويرغبون في مزيد من الثقة والمسؤولية.

أهم 10 وظائف للمستقبل بدبي
لإنجاز الدراسة، نظمت دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، ورشة عمل «استشراف المستقبل»، وقد حضرها نحو 39 شخصاً من الذكور والإناث من الفئة العمرية 15-35 من طلبة المرحلة الثانوية والجامعية والخريجين الجدد والموظفين في القطاع الحكومي والاتحادي والخاص، وبلغ عدد الإناث نحو 21 والذكور 28.
وتم تحليل نتائج ورشة العمل مع الاستبيان لمعرفة العواقب والتداعيات التي ستواجه مستقبل التخصصات والوظائف وبيئة العمل المستقبلية، للخروج بالتوصيات المطلوبة، وقد تضمنت الورشة 3 جلسات تم من خلالها مناقشة المحاور الثلاثة نفسها: تخصصات ووظائف وبيئة العمل المستقبلية.
وفيما يخص تخصصات المستقبل، فقد ذكر 36% من عينة البحث من المشاركين في الورشة أنهم يفضلون التخصصات الإدارية في المستقبل، مقابل 30% يفضلون التخصص التقني، و5% التخصص العسكري، كما ذكر 64% من المشاركين في الورشة أنهم اختاروا من أنفسهم تخصصهم في الدراسة، في حين ذكر 7.8% من العينة أن تخصصهم ليس من اختيارهم.
أما فيما يخص وظائف المستقبل، فذكر المشاركون أن أهم 10 وظائف في المستقبل ستكون مهندس تكنولوجيا الطاقة، مبرمج الطبيب الذكي، مبرمج مواقع وبرامج ذكية، مهندس إلكتروني، مهندس طباعة أجهزة 3D، مهندس طب حيوي «الطب الجينومي»، عالم فضاء، مهندس ذكاء اصطناعي، مهندس زراعة «الزراعة الحيوية»، ومصمم ومبرمج روبوت «الجندي الذكي».

الوظائف «المُلغاة» وبيئة العمل المستقبلية
وفيما يخص أهم 10 وظائف يتوقعون أن تلغى في المستقبل، فقد توقع المشاركون زوال وظيفة موظف خدمة العملاء، وظيفة معلم، الطبيب العام والصيدلي، الشؤون الإدارية، إدارة الأعمال، سائق وسائل المواصلات، مهندس نفط، ومهندس معماري، موظف موارد بشرية، موظف القضاء والمحاماة، ووظيفة طيار.
وحول بيئة العمل المستقبلية، رأى المشاركون في ورشة العمل، أن ساعات العمل ستكون مرنة، ولمدة 4-5 ساعات يحددها الموظف يومياً، وأن ساعات العمل ستكون حسب رغبة الموظف، وفيما يخص طبيعة بيئة وشكل العمل، أجاب المشاركون في الورشة بأن العمل سيكون عن بعد، وتتوافر فيه كافة الخدمات التقنية والترفيه، وستكون المكاتب مفتوحة وواسعة ومريحة، وبيئة العمل متعاونة وسعيدة، وستكون عبارة عن كبسولات أو مقاهٍ حكومية خاصة منتشرة في كل مكان في الإمارة أو الدولة يدخل لها الموظف ببطاقة العمل وينجز الأعمال المطلوبة منه. وحول نموذج المسؤول الذي يتوقعه المشاركون في الورشة، توقعوا أن يكون المسؤول صاحب أخلاق عالية وأن يكون المسؤول الذكي «روبوت»، وقائداً متعلماً، وفريق عمل واحد، وكل مسؤول عن نفسه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©