«الخواجة عبدالقادر» كوميدراما تروي قصة تاجر بريطاني عشق مصرية

يحمل رسالة قبول الآخر كما هو، ويدور حول فكرة التعايش، إنه مسلسل "الخواجة عبدالقادر" الذي تدور أحداثه في عام 1940 وتستمر حتى أوائل الألفية الثالثة، وقد أصر الكاتب عبدالرحيم كمال على عدم التورط في تناول الفترة الحالية، لأنها حرجة وحتى لا يتم إقحام الثورة في مضمون الأحداث. أحداث المسلسل تبدأ في الدوران أثناء فترة الحرب العالمية الثانية، وتعكس الأوضاع السياسية والاجتماعية المضطربة للشعب المصري، والعالم بأكمله خلال تلك الفترة (بيروت) - كان فريق العمل قد أجرى تصوير بعض المشاهد في لندن، وذلك من أجل اللحاق بالجو الممطر والشتوي الذي يفترض أن تدور فيه أحداث بعض المشاهد. كما أن توتر الأوضاع بالسودان حالت دون تصوير بعض المشاهد فيها، ما جعل فريق العمل يستبدل مواقع التصوير بديكورات مماثلة في مصر بمحافظة أسوان ومدينة الأقصر. شعور بالقلق “الخواجة عبدالقادر” دراما صعيدية، لكن أحداثها تتميز بالمواقف الكوميدية التي يبرع فيها الفنان يحيي الفخراني، وهو يجسد شخصية الخواجة عبدالقادر، حيث مرج بين الضحك والبكاء، لكنه كما يقول، يشعر بالقلق كلما وجد نفسه في مواجهة شخصية جديدة، ففي برأيه القلق موجود باستمرار خاصة في مرحلة التنفيذ، بمعنى أنه قلق من عدم تنفيذ العمل بشكل جيد، أما نجاحه أو عدمه فهذه مسألة ليست له علاقة بها نهائياً، وهناك أعمال شارك فيها ويتوقع عدم نجاحها مثل مسلسل “شرف فتح الباب” فوجد انه نجح أضعاف ما كان يتوقع كون موضوعه كان قاسياً على المجتمع، لكن الفكرة أعجبته وحرص على المغامرة بتقديمه، ويرى متعته في تقمص أدوار متنوعة، حيث إن الوصول إلى مفاتيح كل شخصية يعبر عن قدرة الفنان وإلمامه بأدواته. والفخراني هو التاجر الخواجة عبد القادر، الذي يعيش في بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية وتدفعه الظروف للقدوم الى السودان ومنها الى صعيد مصر، حيث تنشأ قصة حب بينه وبين “زينة” التي تقوم بدورها الفنانة السورية سلافة معمار. وقد انتهى تصوير المشاهد الخاصة بلندن كذلك جزء كبير من المشاهد الخارجية، خاصة تلك المتعلقة بأربعينيات وخمسينيات القرن الماضي والتي تم تصوير عدد منها في الشوارع القديمة وأخرى في ديكورات تم بناؤها في بلاتوهات التصوير. تاجر مجوهرات بريطاني ويعتبر الفخراني أن هذا العمل من أحب الأعمال إلى قلبه، وهو من إخراج نجله شادي الفخراني، ويشارك في التمثيل الى جانبه في دور بطولي مع سلافة معمار، حشد من الممثلين من بينهم سوسن بدر ومحمود الجندي وصلاح عبد الله وعبد العزيز مخيون وأحمد فؤاد سليم وصلاح رشوان وآخرين. وعن مضمون عمله الرمضاني المنتظر يصرح الفخراني على عكس ما كان يجري معه في السنوات السابقة، ويعتبر أن أحداث المسلسل ستكون إيجابية ولها فائدة على صعيد الشارع المصري لما تحمله من رموز وإشارات حول موضوع التعايش الذي برأيه ـ تحتاجه مصر اليوم أكثر من أي فترة سابقة في تاريخها، فهو سيلعب دور صائغ وتاجر مجوهرات بريطاني يدعى “هربرت” ويقرر السفر الى مصر للاستقرار بها بعد أن فقد ثروته وأخاه وابن أخيه خلال الحرب العالمية الثانية، وبعد فشل زواجه أيضاً، فيستقر في مصر ويشهر إسلامه ويقع في حب فتاة مصرية “سلافة معمار”، ويطلق على نفسه اسم “عبد القادر” من هنا، نكتشف هذه التعددية في شخصية البطل وانتماءاته القديمة والجديدة والتي تطرح قضية قبول الآخر كما تطرح فلسفة الحب وأيضاً الحوار بين الماضي والحاضر. وينضم “الخواجة عبد القادر” إلى مروحة الدراما على ام بي سي خلال رمضان المقبل، وهو من تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج شادي الفخراني، وبطولة يحيى الفخراني. ويتناول حياة الشخصية المحورية في العمل وهو “الخواجة عبد القادر” من جانبين إنساني واجتماعي، في سياقٍ درامي لا يخلو من الحس الكوميدي العالي. صراع بين الخير والشر وحول طبيعة العمل وقصته تقول النجمة سوسن بدر إن للمسلسل طبيعة خاصة لأنه يتحدث بالمجمل عن الجزء الروحاني في الإنسان، وعن مدى صحة الاعتقاد القائل بأنه وبعد رحيل الإنسان تبقى سمعته وآثاره الروحية موجودة من خلال طيبة قلبه ونقاء سريرته، مضيفة أن العمل يتطرق بمحوره الأساسي إلى طبيعة البشر من خيرٍ وشر، فكما يوجد في الكون طيبة وأناس طيبون، يوجد من يوصفون بالأشرار، حيث يدور الصراع بين الخير والشر، وهي حكمة الله في خلقه. وتقوم سوسن بدر بتجسيد دور المرأة الغيورة ذات النزعة الشريرة.. وتصف أنها لا تلعب دور المرأة الشريرة بالمعنى الصحيح للكلمة، بل المرأة الغيورة، والغيورة جداً إن جاز التعبير... فالغيرة بنظرها في الإنسان صفة مذمومة عندما تكون في غير مكانها. كما أن غيرتها في المسلسل تتسم بكونها طريفة ومفعمة بجانب كوميدي، لناحية كونها لا تؤذي أحداً، موضحة أن هناك الكثير من المشاكل في العمل تنشب بينها وبين أخت زوجها، التي تقوم بأداء دورها سلافة معمار، وهي تمثل الجزء النقي من الإنسان والطرف الخيّر في المسلسل. مخرج موهوب وكاتب بارع حول تجربتها التلفزيونية الأولى في هذا المسلسل مع يحيى الفخراني الأب، وشادي الفخراني المخرج الابن، تعرب بدر عن سعادتها وفخرها بالعمل مع ممثل قدير كالفخراني الذي سبق وأن اشتركت معه في ثلاث مسرحيات. فيما تعتبر بدر أن المخرج شادي يتميز بكونه مخرج “حقّاني” بمعنى أنه يسعى لأن يعطي كل شخصية في العمل حقها. مضيفة أنه يتناول الشخصيات بعمق، وليس بشكل سطحي، فهو مخرج موهوب وهذا يبدو واضحاً في عمله الأول.. وتصف بدر الشخصيات في العمل بأنها تتميز بكونها مكتوبة بشكل عميق، وهنا تكمن براعة الكاتب عبد الرحيم كمال، وهذا ما سيلاحظه المشاهدون من خلال التصرفات المبررة لكل شخصية في العمل.