الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

سينما تثري فكر الصغار.. وتربطهم بالواقع

سينما تثري فكر الصغار.. وتربطهم بالواقع
13 سبتمبر 2018 00:41

أزهار البياتي (الشارقة)

سينما الأطفال عالم ملون تمتزج عبره الصور بالمشاهد والموسيقا والخيال، لتستحوذ على اهتمام الطفل، فكره، ومشاعره، مرتحلة معه إلى فضاء سحري رحب، يعيش من خلاله تجارب غنية، ترفِّه حسّه، ترتقي بمداركه، وتثري أفكاره وخياله، فالفيلم السينمائي مصدر للمتعة والفرح، ومعه ينتقل المتلقي إلى آفاق واسعة من روافد الفن والإبداع.
من هذا المنطلق تحرص الشارقة على احتضان مهرجان فني نوعي، تخصصه فقط للأعمال التي تُعنى بالطفل وتهتم بشؤونه ورغباته، يلتقي عبره رواد السينما العالمية وصنّاع الأفلام كافة، من مخرجين وكتّاب وممثلين ومنتجين، مستعرضين آخر نتاجهم الفني، وأهم المستجدات في هذا المجال، وذلك عبر مهرجان الشارقة السينمائي الدولي لسينما الأطفال الذي ينطلق خلال منتصف أكتوبر المقبل، بفعاليات دورته الجديدة والسادسة على التوالي.
والشارقة السينمائي الدولي لسينما الأطفال يخصص حصة كبيرة من جداول دوراته السنوية لعرض أفلام البطولات الخارقة، حيث إنها الأكثر تأثيراً في ذهنية الطفل والأقوى سيطرة على تفكيره وسلوكياته، مؤثرة في خياله الخصب، ومثيرة في نفسه سمات الحماس والجرأة، بحيث يسبح مع أبطاله الخياليين إلى عوالم أرحب، منبهراً بقدرتهم الخارقة على مقارعة الوحوش، أو إمساك المباني المائلة ومنع انهيارها، أو حتى القضاء على مخلوقات فضائية تهدد بتدمير كوكب الأرض مثلاً، وقد يظل أياماً أو شهوراً يحلم بالطيران أو الغوص في الأعماق أو تسلق المباني الشاهقة برشاقة، تماماً كما يفعل بطله المفضل، فهو يرى في هذه النماذج إمكانات وصفات كبيرة يتمنى شخصياً امتلاكها ليشعر بالبطولة والتميّز بين محيطه وأقرانه.

نموذج البطل
وتشير الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي، مديرة مؤسسة (فن) ومهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، إلى أهمية وجود أفلام البطولات الخارقة ونموذج البطل في خيال الطفل، قائلة: «لطالما حلم الأطفال بأبطال الأفلام والحكايات، متعلقين بتفاصيل شخوصهم الخيالية، متابعين مغامراتهم وقدراتهم السحرية الخارقة بمنتهى الشغف والحماس، بحيث يتحّول عندهم هؤلاء الأبطال الخارقون إلى قدوة ومثال يحتذى به، وسرعان ما يبدأ الصغير بتقليد حركاتهم وتصرفاتهم، منفعلاً بما يقدمه الفيلم السينمائي له من عناصر إبهار ومؤثرات صوتية وبصرية غاية في السحر والدهشة، تلّون عالمه وتجعله أكثر استمتاعاً وسعادة».
وتتابع القاسمي: «لكي نضمن حصول الطفل على المنافع الكاملة لهذه النوعية من الأفلام السينمائية وأبطالها الخارقين، لا بد من توسيع معنى «البطولة» لديه، وتعريفه بـ«البطل» من واقع عالمه المحيط، بحيث نغرس في وجدانه سلوكيات قويمة وصفات إيجابية، كأن نوضح له أن مساعدة المحتاجين بطولة، وإطعام قط جائع بطولة، وإرواء نبتة في الحر بطولة، وأن أصحاب المهن المبدعين في أعمالهم أبطال، مثلاً كالأم التي ترعى المنزل وتخلص في تربية أولادها تعتبر بطلة، وكذلك الأب الذي يسهر على راحة أبنائه وتلبية متطلباتهم هو الآخر بطل، وهما لا يقلان بطولة عن أي بطل خارق يشاهده الطفل في فيلمه السينمائي المفضل».

إثراء الأفكار
وتعبّر القاسمي عن أهمية الفيلم السينمائي ودوره الملهم في الأطفال المعاصرين، موضحة: «هذه الأفلام تتميز بقدرتها على إثراء أفكار الطفل، وتوليد طاقة هائلة لديه على الإبداع، كما أنها ترتقي برغبته في حب الخير، على أن يكون هناك دور محوري للوالدين في تعزيز هذه الجوانب، لعل أبرزها محاولة ربط ما يفعله هؤلاء الأبطال الخارقون بالواقع، من خلال الإشارة إلى سلوكيات يومية يستطيع الطفل من خلالها أن يثبت أنه بطل أيضاً، كأن نحول ارتباط الطفل بشخصية خيالية قادرة على الطيران باجتهاده في الدراسة مثلاً، حتى يصبح بعدها طياراً ويكون هو الآخر قادراً على الطيران، بمعنى آخر لا بد من تحفيز عزيمة الأطفال وربط أبطالهم بالواقع المعاش».

«بلال»
وعن أهمية وجود أفلام البطولات في سينما الطفل، قالت: «إن هناك جانباً آخر يتعلق بأهمية التركيز على أفلام ترتبط بأبطال حقيقيين، وتقديمهم بأسلوب قادر على شد انتباه الطفل، ولعل أوضح مثال على ذلك، فيلم الأنيميشن «بلال»، الذي أخرجه وأنتجه المبدع السعودي أيمن جمال، والذي استطاع فيه أن يوظف شخصية الصحابي بلال بن رباح، بأسلوب قريب من قلوب الأطفال، نجح من خلاله في الاستحواذ على اهتمامهم ليس في المنطقة العربية فحسب، بل في مختلف دول العالم».
ودعت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي أولياء الأمور إلى متابعة رغبات وأفكار أبنائهم الصغار، واستكشاف مواهبهم الدفينة مع تنمية قدراتهم الذاتية، في سبيل دعمهم ومساعدتهم على تطويع قدرات أبطالهم الخارقين في تطوير الجوانب الإيجابية في شخصياتهم، بحيث يتحولون إلى نماذج مبدعة وصالحة في مجتمعاتها مستقبلاً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©