فاطمة عطفة (أبوظبي)
يزهو متحف اللوفر أبوظبي بالقلادة التي أهداها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، للمطربة أم كلثوم، وهي من لآلئ الخليج العربي الطبيعية على طراز القلائد الهندية التقليدية، بجانب لؤلؤة طبيعية من أقدم اللآلئ المكتشفة في العالم حتى اليوم، وقد عثر عليها فريق من علماء الآثار من دائرة الثقافة والسياحة في مستوطنة قديمة في جزيرة مروح في أبوظبي.
هذا ما اطلع عليه الإعلاميون صباح أمس في الجولة التي نظمها لهم متحف اللوفر أبوظبي مع افتتاح معرضه الجديد الذي جاء بعنوان «10 آلاف عام من الرفاهية» 30 أكتوبر الجاري، تحت عنوان «مجتمعات متغيّرة»، ويستمر إلى 18 فبراير 2020، ويعتبر الأول من نوعه في الشرق الأوسط الذي يسلط الضوء على تاريخ الرفاهية، وقد جاء تنظيم المعرض بالتعاون بين متحف اللوفر أبوظبي ومتحف الفنون الزخرفية في باريس ووكالة متاحف فرنسا، ويضم المعرض نحو 350 قطعة استثنائية في مجال الموضة والمجوهرات والفنون البصرية والأثاث والتصميم ليبين نظرة الشعوب إلى مفهوم الرفاهية، من العصور القديمة وحتى يومنا هذا.
ويتضمن 12 قسماً تعرض قطعاً متحفية من العصور القديمة وصولاً إلى يومنا هذا، فالمعروضات من الإمبراطوريات القديمة من الشرق الأوسط ومنطقة البحر المتوسط والتي كانت تشير إلى المكانة الاجتماعية لمالكها.
ومن مصر، هناك مجموعة من القطع والمصوغات الذهبية، منها قطعة حلي وطوق مزين بالأسماك وخاتم ذو حجر مسطح، إضافة إلى صورة شخصية ترجع إلى أنطينوبولس تعود للقرن الثاني للميلاد مطلية بألوان شمعية.
ومن باريس 1907- 1908، توجد سلطانية حساء جون باتيست كلود أوديو، وهي من النحاس الأصفر ملبس بالفضة تعود لدار كريستوفل متحف الفنون الزخرفية، إضافة إلى ثوب نسائي من قطعتين يرجع لسنة 1867، مخمل حريري باللون الأزرق الياقوتي مطرز بخيط الذهب برسوم أعشاب الهرقلية المتشابكة وعناقيد العنب، دانتيل بخيط الذهب، باريس، متحف الفنون الزخرفية، هبة من إي. هايو دي تيلي،1935،
وتتنوع القطع المعروضة ما بين بساط من العصر المملوكي من مصر من القرن الخامس عشر، وصولاً إلى ساعة رملية من تصميم الفنان الأسترالي مارك نيوسن، كما يسلط المعرض الضوء على الرفاهية في عالم الأزياء من خلال تصاميم كلاسيكية وأخرى عصرية لكبار مصممي الأزياء، مثل بالينسياغا وشانيل وديور ولوي فيتون، إضافة إلى كارل لاغرفيلد وعز الدين عليّة ودار أزياء شباريلي وإيف سان لوران وهيرميس.
وقال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: «نسلط في هذا المعرض الضوء على علاقة الإنسانية بمفهوم الرفاهية عبر مختلف العصور والثقافات، وذلك من خلال رؤية شاملة على هذه العلاقة، من الكنوز القديمة، وصولاً إلى الأزياء الفاخرة في هذه الأيام، وتأتي هذه المقاربة في سياق السرد العالمي للمتحف والذي يشكّل جوهر مهمتنا الثقافية».
أوليفييه غابيه، منسق المعرض ومدير متحف الفنون الزخرفية في باريس، أشار إلى زمن الرفاهية في يومنا هذا وما زالت منتشرة في مختلف أنحاء العالم، وإلى أن هذه المعروضات تتجلى في القطع المحيطة بنا والصور التي نراها واللغة التي نستخدمها، ومن هنا، يجمع هذا المعرض أعمالاً فنيّة نادرة تم الحفاظ عليها ضمن المجموعات الوطنية الفرنسية، كما يضم في الوقت عينه قطعاً أثرية ثمينة تم اكتشافها مؤخراً في أبوظبي.
وقالت الدكتورة ثريا نجيم، مديرة إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في المتحف، إن المعرض يسلط الضوء على أوجه الرفاهية المتعددة، والتي لطالما أذهلت الإنسان على مر التاريخ، مع التركيز بشكل خاص على المواد والتقنيات التي تحدد قيمة هذه القطع الثمينة. فنحن نسعى إلى تغيير المفهوم الشائع للرفاهية لنتيح للزائر النظر إلى هذا المفهوم الذي يتحوّل باستمرار بمنظور جديد.