3 يوليو 2011 21:12
لوان تبعث في النفس الراحة والطمأنينة وأخرى تعبر عن الحب والتفاؤل وثالثة عن التحدي والمثابرة هذه هي طبيعة تأثير الألوان على الطفل، فاللون عبارة عن طاقة مشعة لها طول موجي معين تقوم المستقبلات الضوئية في شبكية العين بترجمتها إلى ألوان، وتحتوى الشبكية على ثلاثة ألوان هي الأصفر والأحمر والأزرق، والبقية تتكون من مزج هذه الألوان الثلاثة، وعندما تدخل طاقة الضوء إلى الجسم فإنها تنبه الغدة النخامية ما يؤدى ذلك إلى إفراز هرمونات معينة تحدث مجموعة من العمليات الفسيولوجية وبالتالي تؤثر تأثيرا مباشرا على المزاج والتفكير والسلوك.
الأثر اللوني
تعتبر الألوان من أبرز الآثار التي تجذب العينين فبعد أيام من ميلاده يبدأ الطفل بالتميّز بين الأشياء من خلال ألوانها. يشعر الطفل خالد عبد الله (5 سنوات) أن الألوان تجذبه. ويقول “أميل في رسوماتي إلى الألوان الفاتحة وخاصة اللون الأخضر والبرتقالي”. ويمسك الصغير اللون الأزرق بيديه ليرسم الغيوم في لوحته. ويؤكد “أحب اللون الأزرق”. أما الطفلة حور زايد (6 سنوات) فأغلب ديكور غرفتها اللون الوردي، تقول “طلبت من والدتي أن يكون ديكور الغرفة كله وردياً”. تواصل حديثها وهي تضع ملصقات على مكتبة غرفتها “هذا اللون يدفعني للمذاكرة أكثر ويفتح شهيتي للجلوس في الغرفة أكثر مما سبق للعب أو ممارسة هواية الرسم فيها”.
وللألوان تأثير كبير على الأطفال. إلى ذلك، تقول فاطمة العلي، متخصصة بالإرشاد الأسري في مركز “ارتقاء للتدريب والاستشارات” إن “علماء النفس أكدوا أن اللون الأحمر يرتبط بالنشاط والحيوية، فهو يلفت الانتباه ويفتح الشهية. كما أنه يناسب الأماكن الخاصة للعب الأطفال. ويجب تجنبه في غرف النوم خصوصاً للأشخاص الذين يعانون من الأرق بينما الأزرق يوحي بالهدوء والاسترخاء، وهو لون بارد يخفف من التوتر العصبي”. وتضيف “أجريت تجربة على أطفال عدوانيين تم وضعهم في صف دراسي أزرق اللون فلوحظ أنهم باتوا أهدء نسبياً وانخفضت عدوانيتهم”.? وتتابع “الأصفر يوحي بالسعادة والمرح والانشراح، وكذلك الذكاء. ويزيد هذا اللون من الطاقة في الجهاز الليمفاوي، فيجمع بين الدفء والمرح. وهو ينشط الذهن ويساعد على الإبداع في الكتابة. أما الأخضر فيتميز بالهدوء وبأنه مضاد للتوتر، وهو يضفي مسحة من السكون والطمأنينة. ويناسب غرف الأطفال، وليس أماكن العمل التي تحتاج إلى بذل مجهود ذهني أو جسمي. والبرتقالي لون دافئ ومشرق، علماً أن أشعة اللون البرتقالي تستخدم في حالة الإرهاق والتعب. وهو يرمز إلى الطاقة، والبرتقالي الفاتح يدل على الصحة والحيوية. بينما يبعث اللون البنفسجي الهدوء والنظرة المنتعشة والتفكير العميق والحكمة والابتكار والجدل، الأبيض يعد رمز الهدوء والنقاء وهو يشمل ألوان الطيف الضوئي كافة وهو اللون المنتشر في كل ما يتعلق بحياة الإنسان. وهو أكثر الألوان راحة للنفس.? أما اللون الأسود فيعد لون القوة وهو غير موجود في ألوان الطيف، ويعطي إحساساً بالقوة والثقة بالنفس”.
تأثيرات إيجابية
ثبت علمياً أنّ الألوان تساعد بتأثيراتها الإيجابية على بعض حالات العنف لدى الأطفال. إلى ذلك، تقول العلي “أظهرت بعض الدراسات والأبحاث أن الألوان تساعد في معالجة الأطفال الذين يعانون من مشاكل نفسية، وتم ذلك من خلال تغيير أجواء بيئتهم السكنية من الألوان الزاهية والصارخة إلى درجات اللون الأزرق الباردة التي تؤدي في تأثيراته العضوية إلى انخفاض في ضغط الدم، والذي أسهم في تحسين سلوك هؤلاء الأطفال”.
المصدر: أبوظبي