السبت 26 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 36 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الوضوء والصمت والاستعاذة علاج للغضب

الوضوء والصمت والاستعاذة علاج للغضب
18 يوليو 2014 00:23
أحمد محمد (القاهرة) «الغضب»، هو إثارة وجدانية أو انفعال نفسي يظهر في شكل حركي، وميل عدواني قد لا يخضع للسيطرة، حيث تتغير حالة الأوعية ويتسارع التنفس، وهو تعبير يستخدمه الفرد العاجز عن التحكم في وضع يصعب على إمكاناته، ويختلف التعبير عن الغضب من مجتمع إلى مجتمع ومن فرد إلى فرد، وطالما اعتبر العرب أن الغضب شيء محمود؛ لأنه من علامات القوة والعنفوان، ولذلك فإنه من غير الممكن تغييره بعد اعتبر حقاً مشروعاً لدى البعض بخاصة كبراء القوم. والغضب من الأحاسيس في الإنسان، الذي يتأثر بما يجري حوله، ويتفاعل بما يشاهد ويسمع، فيضحك ويبكي، ويفرح ويحزن، ويرضى ويغضب، إلى آخر تلك الانفعالات النفسية، وهو من الأمور التي نهى الرسول، صلى الله عليه وسلم عن الاسترسال فيها، فقد يخرج الإنسان بسببه عن طوره، وربما جره إلى أمور لا تحمد عقباها، فالغضب نزغة من نزغات الشيطان، يقع بسببه من السيئات والمصائب ما لا يعلمه إلا الله، ولذلك جاء في الشريعة ذكر واسع لهذا الخلق الذميم، وورد في السنة النبوية علاجات للتخلص من هذا الداء وللحد من آثاره. وسبق النبي، صلى الله عليه وسلم العلماء في التحذير من خطر الغضب وكرر ذلك مراراً، عندما جاء رجل إليه فقال له أوصني، قال: «لا تغضب» وردد «لا تغضب»، وعن أبي الدرداء، رضي الله قال: «قلت يا رسول الله، دلني على عمل يدخلني الجنة قال: «لا تغضب»، وروى أبو هريرة رضي الله عنه أنه، صلى الله عليه وسلم قال: «ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب». لا تغضب وقد رفع الإسلام من أجل ذلك مرتبة الحلم، وجعل من كظم الغيظ وسيلة إلى التقرب إلى الله عز وجل. قال الخطابي، معنى قوله «لا تغضب»، اجتناب أسباب الغضب وألا تتعرض لما يجلبه، وأما نفس الغضب، فلا يتأتى النهي عنه لأنه أمر طبيعي لا يزول من الجبلة، وقال ابن البطال، يعني أن مجاهد النفس أشد من مجاهد العدو؛ لأنه صلى الله عليه وسلم جعل الذي يملك نفسه عند الغضب أعظم الناس قوة، ويجمل الإمام الغزالي رأيه في الغضب بأن أقل الناس غضبا أعقلهم، فإن كان للدنيا فهو دهاء ومكر، وللأخرة حلم وعلم، وقد قيل لعبد الله بن المبارك أجمل لنا حسن الخلق، فقال ترك الغضب. ولا شك أن نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، عرف بنور الوحي، خطورة هذه الانفعالات النفسية على المجتمع الإنساني قبل أن يكتشف الطب آثارها، ودعا بحكمة إلى ضبط انفعالاتهم، محاولاً أن يأخذ بأيديهم إلى جادة الصواب رحمة بهم وحفاظاً على صحة أبدانهم من المرض والتلف. وسبق الهدي النبوي في معالجة الغضب الطب الحديث، فلا شك أن سرعة الغضب من الأمراض المهلكة للبدن والمستنفذة لقواه، وقد جاءت التعاليم النبوية بطرق ناجعة لمكافحة الغضب والحد من تأثيره السيئ على البدن. وكشف العلم الحديث عن أن الغضب هو أسوأ تصرف يمكن للإنسان أن يقوم به، فقد حذر عدد من الأطباء من تفشي ظاهرة انعدام السيطرة على المزاج مؤكدين أنها مشكلة كبيرة على الرغم من أن أحداً لا يعتبر أنها تحتاج علاجا، وقال الأطباء، إن عدم التمكن من السيطرة على الغضب أصبح ظاهرة تتزايد وتتسبب بارتفاع أعداد الأعمال الإجرامية وتفكك عائلات، بالإضافة إلى المشكلات الصحية الجسدية والعقلية. علاج الغضب وردت نصوص عديدة في علاج الغضب من خلال الهدي النبوي فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لو يقول أحدكم إذا غضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه غضبه»، وعن أبي ذر رضي الله عنه، قال رسول الله لنا: «إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع»، وعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «علموا ويسروا ولا تعسروا، وإذا غضب أحدكم فليسكت». ومن العلاجات التي قدمها النبي للغضب، القيام بالوضوء وهذه الطريقة مجربة، ونافعة جداً، وفيها أثر بالغ في زوال الغضب واستئصاله، قال صلى الله عليه وسلم: «إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ». توصية طبية والاغتسال بالماء البارد أو غسل الوجه واليدين به، أحدث توصية طبية لها أثرها البالغ في تهدئة الجهاز العصبي، فالغضب يتولد من الحرارة العامة والتعرق والإحساس بالضيق، ويأتي الماء البارد ليخفف من هذه الأعراض، والوضوء الذي وصفه النبي، صلى الله عليه وسلم، يضفي فوق ذلك شعوراً بالعبودية لله عند قيام الغاضب بهذا الفعل التعبدي، ويزيد من إحساسه بالأمن والرضى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض