أحمد القاضي (القاهرة)
بمقتل البغدادي تنتهي قصة سنوات من المطاردة منذ إعلان وزارة الخارجية الأميركية أنه إرهابي عالمي عام 2011 ورصد مكافآت كبيرة وصلت إلى 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه أو قتله.
لكنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن مقتل زعيم التنظيم الإرهابي، فقد انتشرت أخبار مقتله 8 مرات قبل ذلك، وكانت غير صحيحة في كل مرة.
ففي شهر سبتمبر 2014، انتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي مع أخبار عن مقتله، لكن تم الكشف أنها صور مفبركة، وبعدها بشهرين فقط انتشرت شائعة وفاته مرة أخرى بعد أن أعلنت بعض الصحف العراقية مقتل البغدادي، لكن الخبر تم نفيه بعد ذلك.
ولم تمر سوى ستة أشهر وتحديداً في أبريل من 2015 حتى انتشرت الأخبار مرة أخرى عن إصابته بجروح خطيرة أثناء معركة في محافظة نينوى العراقية، وأكدت حينها وسائل الإعلام عدم قدرته على قيادة التنظيم مرة أخرى بسبب تلك الإصابة.
وانقضى شهران على خبر إصابته، وخرجت الأخبار عن وفاة البغدادي في مستشفى إسرائيلي بالجولان في يونيو 2015، ليرد التنظيم الإرهابي من خلال إذاعة تسجيل صوتي للبغدادي يؤكد أن خبر وفاته غير صحيح، وفي الشهر ذاته أذاعت قناة السومرية العراقية خبر وفاته لكنه لم يكن صحيحاً. وأما في عام 2016 وتحديداً في شهر ديسمبر، فقد أعلن المرصد السوري عن مقتل زعيم التنظيم الإرهابي، وبعدها تم نفي الخبر من قبل المرصد نفسه. وأعلنت صحيفة «ميرور» البريطانية في يونيو 2017 مقتل البغدادي في غارة على مدينة الرقة السورية، لكن الخبر لم يكن صحيحاً أيضاً، وفي الشهر نفسه قالت موسكو إنه من المرجح أنها قتلته في غارة روسية على مدينة الرقة، لكنه تمكن من الإفلات مرة أخرى.
خبراء: «النصرة» آوته
اعتبر خبراء أن هناك إشارات تدل على تورط جبهة النصرة في إيواء البغدادي، والدليل على هذا الدعم هو مقتل البغدادي على أيدي قوات أميركية في محافظة إدلب، وهي منطقة نفوذ للجبهة.
وقال محمد مختار قنديل، باحث في شؤون الإسلام السياسي والجماعات المتطرفة «إن الجبهة منذ اليوم الأول لظهورها على الساحة في سوريا وهي تثير التساؤلات حول ولائها»، وأضاف: «أعتقد البعض في البداية أنها تابعة للحكومة، والقصد منها هو تشويه الثورة، أما الرأي الآخر فذهب لكونها جبهة تابعة لتنظيم القاعدة، خاصة أنها ظهرت بعد خطاب أيمن الظواهري عن الثورة في سوريا». وتابع: «يرى بعض ثالث من المراقبين أن الجبهة تضم فصيلين، أحدهما تابع للحكومة، والآخر ينتمي لتنظيم القاعدة». وأضاف مختار لـ«الاتحاد»، أن ما زاد من حجم الغموض حول انتماء الجبهة هو أنه بعد إدراجها على لائحة التنظيمات الإرهابية في الولايات المتحدة والشك في أن قائدها «أبو دعاء» هو نفسه البغدادي، عاد الحديث حول العلاقة بينهما، بعدما أعلن البغدادي قيام «دولة» التنظيم في العراق والشام، وأنه سيتحد مع «جبهة النصرة»، لكن الأمر لم يتم، حيث أعلن الجولاني تجديد البيعة للظواهري بحسب مختار. وبعد هذا الخطاب، ظهرت بعض الخلافات بين «داعش» و«جبهة النصرة»، إثر مقتل قيادي من كل جانب على يد الجانب الآخر، ثم قررت «جبهة النصرة» تغيير اسمها إلى «جبهة فتح الشام» عام 2017، وهو ما اعتبره الباحثون إعلان انفصالها عن «القاعدة»، وهنا عاد الحديث مرة أخرى عن دعم الجبهة الجديدة للبغدادي.