8 فبراير 2008 23:55
ارتفعت فواتير الطاقة في جميع الأنحاء الأوروبية هذا الشتاء وأصبحت في طريقها للاتجاه للمزيد من الصعود بعد أن عملت على تآكل الميزانيات المنزلية وإحباط وإرباك جهود البنوك المركزية الراميــــة للســــيطرة على التضخم·
ففي الأسبوع الماضي تم إخطار 17 مليون مشترك بريطاني في شركة ''سينتريكا'' المملوكة لمجموعة ''برتيش غاز'' بأنه أصبح يتعين عليهم دفع أموال إضافية بنسبة 15 في المائة مقابل الغاز الطبيعي بعد أن أنحت الشركة باللائمة على الارتفاع العالمي في أسعار الغاز بالجملة·
وقبل أيام قليلة من ذلك كانت فاتورة الطاقة بالنسبة لـ 5,5 مليون زبون بريطاني لشركة ''إي دي إف انيرجي'' التابعة لشركة ''إليكترسايت دي فرانس'' الفرنسية ارتفعت بنسبة 7,9 في المائة للكهرباء وبمعدل بلغ 12,9 في المائة للغاز الطبيعي·
وأصبحت اقتصادات القارة الأوروبية تشعر بالألم والمعاناة بعد أن شهدت الدول الثلاث عشرة في منطقة اليورو ارتفاعات في أسعار الطاقة بمعدل بلغ 9,2 في المائة في العام 2007 وفقاً لأرقام وكالة ''يورستات للإحصاء''·
وتماماً كما يحدث في الولايات المتحدة الأميركية فإن تكاليف الطاقة أصبحت تشكل الآن الدافع الرئيسي للتضخم وبصورة تجعل من الصعب على البنوك المركزية المضي قدماً في خفض أسعار الفائدة من أجل تحفيز النمو الاقتصادي المتباطئ·
وأصبح من المؤكد أن ارتفاع أسعار الطاقة استمر وسيظل يلقي بثقله على الاقتصادات الأوروبية بعد أن خلص تقرير لشركة ''موديز'' الى أن إجمالي الناتج المحلي لألمانيا الذي نما بمعدل 3,1 في المائة في عام 2006 كان من الممكن أن يرتفع بمعدل نقطة كاملة فيما لو كانت فواتير الطاقة أقل من مستواها الحالي بمقدار الثلث فقط·
وقالت ميلاني افيرال الاقتصادية في شركة ''موديز'' في لندن: ''لقد مضت فواتير الخدمة الى ارتفاع وأصبحت مرشحة للصعود في جميع أنحاء المنطقة بدرجات مختلفة وبنتائج عامة تتلخص في إحباط الإنفاق المنزلي''·
واستطردت تقول ''في أوقات الغموض الاقتصادي والتوقعات بتباطؤ الطلب العالمي فإن للاقتصادات الأوروبية تبقى أكثر حاجة للطلب المحلي من أجل الاستمرار في النمو العام''·
وفي ألمانيا حيث بلغت فواتير الطاقة أعلى مستوى لها في أوروبا فإن أسعار الغاز الطبيعي أصبح من المتوقع لها أن ترتفع مجدداً بنسبة 20 في المائة في هذا العام بعد أن باتت أسعار النفط المرتفعة تعمل على زيادة التكاليف في شركات الخدمة·
وذكرت كلوديا كيمفرت رئيسة المعهد الألماني لبحوث الطاقة والنقل والبيئة ان أسعار الكهرباء سوف تشهد أيضاً زيادة بنسبة 10 في المائة على الأقل· أما ماثيو هول محلل الطاقة في مكتب ''جلوبال انسايت'' قال :''إن تكاليف الطاقة المرتفعة دائماً ما تفضي الى آثار سالبة علي النمو الاقتصادي، وهناك عامل آخر يتمثل في أن ارتفاع أسعار الطاقة يعمل على رفع أسعار كل شيء آخر فيما يعتبر نوعاً من الحلقة الجهنمية التي تتطلب أن يتم التعامل معها بخطوات حكيمة من قبل جميع الاقتصادات الأوروبية''·
لذا فقد عمدت بعض الحكومات الأوروبية الى سلسلة من إجراءات السيطرة على الأسعار من أجل إنقاذ المنازل الأوروبية من قدوم الأسوأ عبر إجبار بعض شركات الخدمة على تقليل هوامش أرباحها·
أما البنوك المركزية في أوروبا فقد باتت تساورها المخاوف من أن تؤدي أسعار الأغذية والطاقة المرتفعة الى مطالب بضرورة زيادة المرتبات وحزم المزايا وبشكل يسرع من وتيرة ارتفاع الأجور والأسعار في نفس الوقت·
نقلاً عن ''وول ستريت جورنال''
المصدر: أبوظبي