آمنة الكتبي (دبي)
أجمع مشاركون في بطولة «فيرست جلوبال» أنه يمكن للروبوتات أن تساهم في إسعاد البشرية، وسيكون لها أثر إيجابي في العديد من القطاعات الرئيسية مثل التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية، مشيرين إلى أنه من المتوقع، نمو العائدات العالمية في سوق الروبوتات الصناعية لتصل إلى 67.9 مليار دولار بحلول 2022. وقال تيموثي دويلي، مستشار في فريق جمهورية تيمور الشرقية الديمقراطية، إن هناك توجهاً عالمياً لاستخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي لتحسين حياة البشرية في العديد من القطاعات الرئيسية مثل التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية، مبيناً أن الروبوتات المتخصصة تعد مثالية للشركات وتساهم في زيادة الإنتاجية. وأضاف أن الأتمتة المتقدمة عبارة عن استجابة نسبية لنقص في الوظائف الماهرة، ويمكن توظيف الروبوتات في الوظائف الصعبة والتي تتسم بالخطورة، مبيناً أن للروبوتات دوراً في المساهمة لحماية البيئة والمحيطات وضمان سلامة البشرية. وأشار إلى أنه من المتوقع، نمو العائدات العالمية في سوق الروبوتات الصناعية إلى 67.9 مليار دولار بحلول 2022.
وقالت ميقان بوين، عضو في فريق الولايات المتحدة، إن الروبوتات تساهم في إسعاد البشرية في مختلف القطاعات، ومنها القطاع الصحي والبيئي وقطاع النقل، وأيضاً على المستوى الاجتماعي، وهناك العديد من الروبوتات التي تم تطبيقها لتحل في بعض الوظائف المعقدة، وأثبتت نجاحها في مختلف الدول.
وأضافت: كما أن اختراع أنواع حديثة من أجهزة الاستشعار، وظهور إنترنت الأشياء الذي ربط مختلف الأجهزة في شبكة واحدة قادرة على مراقبة جميع الظروف البيئية المحيطة والاستجابة بناءً على المعلومات التي جمعها، مشيرة إلى أن جميع ما تم ذكره ساهم في بناء جيل من الروبوتات أكثر تعقيداً من أي وقت مضى واستخدامها في كافة مجالات الحياة، كالصناعة والصحة والأمن ومساعدة البشر.
روبوت يقدم الوجبات
وأكد ملهم الفهد، عضو في فريق سلطنة عمان، أن للروبوتات دوراً في إسعاد البشرية في عدة مجالات مختلفة، مشيراً إلى أنه في السلطنة تم افتتاح مطعم روبوتو، حيث يعتمد على روبوتات لتقديم الوجبات والخدمات ويعتمد على الطاقة الشمسية، كما تم توظيف الروبوتات في الصيدلات.
وأضاف أن تكنولوجيا الروبوتات والذكاء الاصطناعي تمثل أحد أكثر القطاعات المستقبلية المهمة التي تستقطب المواهب والشباب، وتشكل عاملاً رئيسياً في العديد من المجالات العملية التي ترسم مستقبل البشرية.
وبينت هي سن شي، من فريق كوريا الجنوبية، أن للروبوتات أهمية كبيرة في حياتنا ولكن يجب أن يتم استخدامها بطريقة مثلى، مشيره إلى أن الشركات في كوريا تتجه إلى تصميم روبوتات لمساعدة الأشخاص كبار المواطنين على التنقل داخل منازلهم أو خارجها، فالعالم يتطور بشكل متسارع ويشهد تحولاً نحو الثورة الصناعية الرابعة في شتى مجالات الحياة، خاصة في المصانع والقطاعات الخدمية، وهو ما يؤثر على طبيعة ونوعية المهن المتاحة للإنسان في المستقبل، كما شهدت التكنولوجيا تغييرات كبيرة ومؤثرة بشكل عام.
الذكاء الاصطناعي
أظهرت دراسات حديثة صدرت عن شركتي «برايس ووتر هاوس كوبر» و«ديلويت»، أن الذكاء الاصطناعي سيسهم بنحو 320 مليار دولار أميركي في اقتصادات دول الشرق الأوسط بحلول العام 2030، أو ما يعادل 11% من إجمالي الناتج المحلي بهذه الدول، حيث ستقود كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، جهود الشرق الأوسط في المساهمة بنحو 2% من إجمالي المرود الاقتصادي المتوقع للذكاء الاقتصادي عالمياً خلال ذلك العام.
وبسبب جهود دولة الإمارات المتواصلة، المتمثلة في تبني استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، وتأسيس أول وزارة للذكاء الاصطناعي في العالم، مع دعم لامحدود للمشاريع الريادية والابتكارات المتقدمة والتعليم في هذا المجال، فقد توقعت الدراسات بأن تصل دولة الإمارات مرحلة النضج الكامل بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في عام 2030 لتضمن لنفسها وباستحقاق مكانة استراتيجية تؤهلها بأن تكون منصة انطلاق لمنطقة الشرق الأوسط بحلول الروبوتات والذكاء الاصطناعي، بل واحدة من قادة هذه التقنيات الذكية في العالم، ممن سيمهدون طريق البشرية لمرحلة ما بعد عام 2030.
ولفتت الدراسة إلى أن التأثيرات المتلاحقة للروبوتات والذكاء الاصطناعي تظهر الآن بشكل واضح في كثير من مناحي حياتنا اليومية، وتتوالى موجات الابتكارات التي تعتمد على هذه التقنيات المتقدمة في سبيل تحسين مستويات الحياة، ومواجهة مختلف التحديات التي تعترض الدول والمجتمعات.
وجدية النظرة الاستراتيجية لدولة الإمارات نحو مجالات الذكاء الاصطناعي، وتحديداً لقطاع تقنيات الروبوت المتطورة، جاءت من إدراك تام لحجم الفرص الواعدة فيها ومدى الأثر الذي ستخلقه هذه التكنولوجيات في عالم الغد، كما أنها تركز على التوجه نحو الدخول وبقوة عصر الثورة الصناعية الرابعة والمعتمد على بناء إنسان ومجتمع المستقبل، عبر الاستثمار في التكنولوجيات والعلوم المتقدمة، والتي تعد بتقديم أفضل المخرجات في المجالات التعليمية والصحية والصناعية والاقتصادية وغيرها.
محطات استخدام الروبوتات في الإمارات
1- عمليات القسطرة القلبية
في 2014، أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع استخدام تقنية الروبوت في عمليات القسطرة القلبية، حيث تم تركيب الجهاز في مستشفى القاسمي، وإجراء أول عملية باستخدام هذا النظام الآلي في 26 من الشهر ذاته.
وفي 2018 زودت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، المستشفى بجهاز روبوت جديد لعمليات القسطرة القلبية المعقدة، يعتبر الأول من نوعه في الشرق الأوسط، ويتميز بوجود ذراع ثالثة للتحكم بالقسطرة لم تكن موجودة في السابق، بالإضافة إلى زيادة في دقة الأداء والسرعة التي يتم فيها زراعة الدعامة، كما يستخدم الروبوت في إجراء عمليات القسطرة في مستشفى راشد بدبي.
2- جراحات النساء والولادة
أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن إطلاق برنامج جراحات الروبوت بمجال أمراض النساء والولادة، والذي جاء بعد الإنجازات التي تحققت باستخدام الروبوت في مجال جراحات القلب، نظراً لقدرتها على الوصول إلى أصعب أجزاء الجسم وأعقدها، فضلاً عن الدقة المتناهية في إجراء العمليات.
3- الصيدلية الروبوتية
أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع في يناير 2017، عن إطلاق خدمة صرف الأدوية عبر الصيدلية الروبوتية للعيادات الخارجية في مستشفى الفجيرة، بهدف القضاء على الأخطاء الدوائية وانتظار المتعاملين لفترات طويلة.
كما دشنت هيئة الصحة بدبي، في نفس العام، أول روبوت من نوعه لصرف الدواء من دون تدخل بشري في مستشفى راشد، ويعمل الروبوت بتقنيات فائقة المستوى لصرف 12 وصفة طبية في أقل من دقيقة واحدة، كما يتحمل تخزين أكثر من 35 ألف علبة دواء، من خلال باركود خاص لكل صنف دواء.
4- «ميدو اب» لرعاية المرضى عن بُعد
أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع تطبيق «ميدو اب» بهدف متابعة المرضى عن بُعد، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات والحصول على رؤى تنبؤية تساعد في الكشف المبكر عن المضاعفات والظروف الصحية المهددة لحياة المرضى. ويقوم التطبيق على تعقب المقاييس الأكثر حيوية وأهمية بالنسبة للعناية بحالات المرضى، حتى تتمكن فرق العناية الطبية من تقديم رعاية أفضل وأكثر مواءمة مع احتياجات كل شخص، من خلال تحليل وإظهار البيانات الخاصة بكل مريض.
5- الشرطي الآلي
أعلنت القيادة العامة لشرطة دبي في مايو 2017 انضمام أول شرطي آلي ذكي في العالم إلى صفوف كوادرها لتأدية المهام المُوكلة إليه. ويستطيع الشرطي الآلي كشف المشاعر وحركة الأجسام والتعرّف على الإيماءات وإشارات اليد عن بُعد.
6- روبوت للإنقاذ على الشواطئ
وأطلقت بلدية دبي روبوتاً آلياً للإنقاذ البحري على الشواطئ العامة، يعتبر من أحدث الإضافات إلى منظومة السلامة العامة للشواطئ التابعة لبلدية دبي وأكثرها ابتكاراً. وقد تم تصميمه لمواءمة أسوأ الظروف المناخية، حيث يمكن استخدامه في حال الموج العالي أو التيارات البحرية الساحبة التي يصعب على المنقذ البشري السباحة فيها، وبإمكانه كذلك إنقاذ ما يتراوح بين أربعة إلى خمسة أشخاص في آنٍ واحد.
7- «حمد» لخدمة المتعاملين
كشفت الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية (هيئة الإمارات للهوية سابقاً) في نوفمبر 2014 عن إطلاق (الروبوت حمد) لخدمة وإسعاد زوار مراكز الخدمة التابعة لها في مختلف إمارات الدولة. ويقدم الروبوت حمد العديد من الخدمات، مثل إنجاز طلبات تجديد بطاقة الهوية وتعريف المتعاملين بحالات بطاقاتهم وتحديث بياناتهم الشخصية.
8- روبوت لإنتاج لوحات المركبات
افتتحت هيئة الطرق والمواصلات، أول مصنع في العالم يستخدم أجهزة الروبوت لإنتاج لوحات أرقام المركبات تصل طاقته الإنتاجية إلى 33 ألف لوحة يومياً، وهو عبارة عن نظام لطباعة اللوحات باستخدام تقنية الروبوت، حيث يستقبل جهاز الروبوت أوامر الطباعة آلياً من نظام الترخيص الإلكتروني، ومن ثم يقوم بطباعة اللوحات دون أي تدخل بشري.
9- الروبوت «عامل نظافة» في مترو دبي
باشرت هيئة الطرق والمواصلات باستخدام روبوت يتولى مهمة تنظيف محطات المترو، حيث يمكن الاستفادة منه في التقليل من استخدام المياه اللازمة للتنظيف التقليدي مع توافر قدرة كبيرة على التعقيم.
10- «راشد» المساعد الذكي
أطلقت مؤسسة دبي الذكية التابعة لحكومة دبي مستشار المدينة الذكي «راشد»، الذي يعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي لمنح المستخدمين إجابات وافية حول الإجراءات والمستندات والمتطلبات اللازمة لمعاملاتهم المختلفة، وذلك وفقاً لقاعدة بيانات ضخمة مشتركة بين عدد من الدوائر الحكومية.
يوسف العتيبة: الشباب يصنع مستقبلاً أفضل
قال معالي يوسف العتيبة، سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأميركية: إن الشباب المشاركين في بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست جلوبال» في دبي، يساهمون في صنع مستقبل أفضل من خلال التفكير الابتكاري المبدع، حيث يسعى كثيرون منهم للتوصل لحلول مبتكرة للتحديات الملحة التي تواجه العالم، ومن بينها التغير المناخي.
وأضاف معاليه: الشراكة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإحدى المنظمات الأميركية الرائدة، تهدف لتمكين الجيل القادم لاستشراف المستقبل وتشجيع الابتكارات والدفع نحو آفاق أرحب من التقدم التقني.
وتمنى معاليه التوفيق لكل المشاركين الذين تجاوز عددهم 1500 طالب وطالبة من مختلف تخصصات البرمجة وعلوم الكمبيوتر والتصميم.
فتيات أفغانستان: 5 عمليات لجمع ملوثات المحيطات
متشحات بعلم أفغانستان، تدفعهن العزيمة لتمثيل بلدهن، يحلمن بالفوز في اللقب العالمي لبطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست جلوبال» التي تستضيفها دبي.
وضمت منصة الفريق الأفغاني في فيستيفال أرينا بدبي 5 فتيات، قدمن للمشاركة في «فيرست جلوبال»، البطولة التي ألهمت ملايين الفتيات حول العالم من المهتمات بالبرمجة وتصميم الروبوتات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وطوّر فريق «الحالمات الأفغانيات» روبوتاً يطبّق خمس عمليات لجمع الملوثات بأحجامها المختلفة من مياه المحيطات باستخدام تقنية التوجيه، ومن ثم نقلها بوساطة رافعة لوضعها في بارجة متخصصة لتدوير تلك النفايات.
الفريق نفسه شارك في الدورة الأولى من البطولة التي أقيمت في الولايات المتحدة كما استقبل الفريق قادة دوليين.
32 فريقاً في المنافسات الإقصائية
اختتمت منافسات اليوم الثاني من المرحلة التأهيلية لبطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست جلوبال» التي تحتضنها دبي في الفترة من 24 إلى 27 أكتوبر الحالي، بحلول كازاخستان في المركز الأول، وتنظيم 141 مباراة، فيما يشهد اليوم الأحد، المنافسات الإقصائية النهائية بمشاركة 32 فريقاً.
وأشاد المشاركون في البطولة بمستوى التنظيم الاحترافي الذي تشهده المسابقة المقامة في دبي، واصفين إياها بالأفضل في تاريخ البطولة، معربين عن سرورهم بالتسهيلات التي وفرها المنظمون، ما عكس روحية وتوجهات عام التسامح في الإمارات.
وحضر ثاني أيام المنافسات عدد من المسؤولين والسفراء لدى دولة الإمارات وخبراء بمجالات الروبوتات والذكاء الاصطناعي من دول العالم، ووسائل إعلام محلية وإقليمية وعالمية لتغطية هذا الحدث الذي يؤكد مكانة الإمارات العالمية في مجال التكنولوجيا والابتكار، ونشر قيم التعاون البناء.
ويعكس تنظيم بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست جلوبال» في دبي، الموقع الريادي لدولة الإمارات في تنظيم واستضافة الأحداث والفعاليات العالمية، ودورها المحوري في تعزيز الجهود الدولية لتوظيف التكنولوجيا المستقبلية في دعم وبناء قدرات المواهب الشابة، وتحفيز أصحاب العقول اللامعة والأفكار الاستثنائية لابتكار أفضل الحلول للتحديات التي يواجهها العالم في مختلف المجالات والقطاعات الحيوية.
«النشامى» يطور معارفه وخبراته في عالم الروبوتات
التكنولوجيا ليست مجرد معادلات وأرقام يتعامل معها أناس أشبه بالآلات، بل صورة متغيرة لرؤيتنا للحياة، تجعلنا نكتشف أنفسنا بشكل أفضل، كما يرى أعضاء فريق «روبو فايترز»، من نشامى مدرسة الملك عبدالله الثاني للتميز في الأردن، الذين يشاركون في بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست جلوبال»، التي تستضيفها دبي.
ويقول ياسر جاد الله، مشرف الفريق: «إنه كمدرب ومنظم لكافة برامج الإبداع العلمي، ومنها الروبوتات، يراقب بالتعاون مع المعلمين وأهالي الطلبة تغيرات سلوك الطلبة، حيث ثبت أن الطالب الذي ينتظم في أحد البرامج، ويشارك في المسابقات، تتطور شخصيته وقدرات التواصل لديه أكثر بكثير من الآخرين، كما أن الاحتكاك والتعامل مع طلبة من بيئات وجنسيات مختلفة يثري معارف الطلبة، ويساعدهم على التأقلم مع الجميع».
ويضم الفريق الأردني، المكون من طلبة من مدرسة الملك عبدالله الثاني للتميز في الزرقاء، كلاً من: خليل القاق 16 سنة بالصف الأول الثانوي، وهو كابتن الفريق ويعمل في التصميم والبرمجة، ومحمد جمجوم 16 سنة بالصف الأول الثانوي والمصمم الرئيسي، ومحمد الربابعة 16 سنة بالصف الأول الثانوي وهو المبرمج الرئيسي، وبشار العموش 15 سنة بالصف العاشر وهو مساعد مصمم الروبوتات، وأصغر أعضاء الفريق عبدالرحمن أبو دولة 14 سنة من الصف التاسع وهو باحث علمي ومصمم عروض تقديمية.
ويقول مشرف الفريق: «نحن فريق تشكل منذ سنوات، ويتم إشراك الطلبة فيه بعد تلقيهم تدريبات نظرية وعلمية، ضمن خطة المدرسة لتطبيق مجموعة من برامج الإبداع العلمي».
دين كامين: أفضل نسخة في دبي
شكلت الحلول التكنولوجية التي ابتكرها دين كامين المخترع وخبير التكنولوجيا ورائد الأعمال، البالغ من العمر 68 عاماً، العمود الفقري في تشغيل جميع آلات غسيل الكلى و80% من مضخات الأنسولين في العالم، ولا يزال الرجل الذي أسس بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست جلوبال»، عازماً على إيجاد الحلول للتحديات الكبيرة التي تواجه البشرية، وشهيته لتغيير العالم متقدة حتى اليوم، ما يظهر جلياً في البطولة التي تستضيف دبي دورتها الثالثة.
ويقول كامين: «هذه المرة الثانية فقط التي يقام فيها هذا الحدث في مدينة خارج الولايات المتحدة الأميركية، وقد وعدت دبي باستضافة أفضل نسخة لهذه البطولة وأوفت بهذا الوعد!»، ويضيف: «من السهولة بمكان أن نرى لماذا استطاعت دبي أن تحول هذه الفعالية إلى نجاح باهر. فمن المعروف أن دبي هي الوجهة التي تستضيف الفعاليات التكنولوجية المرموقة وتحتضن جهود تطوير التقنيات الناشئة. وإذ تتمتع الإمارة بموقع استراتيجي وسط العالم، فثمة طموح كبير لتحويل دبي إلى مركز عالمي للابتكار بقيادة الشباب».
بالنسبة إلى كامين، جاء تأسيس «فيرست جلوبال» عام 1989 انطلاقاً من رغبته بمنح الشباب الأميركي الأدوات والتحفيز اللازمين لفتح آفاق الوظائف المستقبلية المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. وقد كان العامل الأكثر تحفيزاً هو ما أشار إليه كامين بأنه «الأزمة الثقافية».
حلول لمواجهة تحدي تلوث المحيطات بـ«شاكتي»
في أجواء تفاعلية يستعد فريق «جيرد أب جيرلز» الهندي لاستكمال منافسات بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست جلوبال» في دبي، من خلال تجارب على الروبوت «شاكتي» –(ويعني «القوة» باللغة السنسكريتية)- لمواجهة تحدي تلوث المحيطات.
واللافت في الفريق الهندي تشكيلته المكونة من الفتيات فقط، تتراوح أعمارهن بين 15 و17 عاماً، في أول مسابقة خارجية يشاركن فيها على الإطلاق، وبدافع من شعارهن «فتيات يبرمجن المستقبل»، لم يكتف فريق «جيرد أب جيرلز» بتطوير قدراتهن الروبوتية فحسب، بل بتنفيذ برامج توعية متعددة في الهند.
وأشارت راديكا سيخساريا ذات الستة عشر ربيعاً، وهي عضو في الفريق، إلى أن الروبوت الخاص بالفريق «شاكتي» يختلف عن الروبوتات الأخرى لأنه يتميز بآلية جمع وتسليم شاملة يمكنها جمع الملوثات الكبيرة والصغيرة ووضعها في أماكن مخصصة بما يوفر الوقت والجهد.
وقالت لافانيا ذات الخمسة عشر عاماً: «يتميز الروبوت شاكتي بموثوقية وثبات وتنوع أكبر من الروبوتات التي تنافسنا ضدها، لذا أعتقد أن لدينا فرصة جيدة جداً للفوز».
وقامت عضوات الفريق الهندي بتأسيس فريق «فيرست ليجو ليج» الذي يعمل مع فتيات من المناطق الداخلية في وسط الهند، وجمعن التبرعات لتقديم مجموعة أدوات لتلك الفتيات، في إطار المبادرة التي تنفذها «فيرست»، وهي مؤسسة خيرية غير ربحية تعمل مع الطلاب الصغار وتدربهم من خلال الهندسة الواقعية لبناء روبوتات قائمة على قطع «الليجو» لإنجاز مهام محددة.
«عيادة الروبوتات».. القلب النابض
رغم أن الروبوتات أصبحت تتمتع بمستويات عالية من الدقة والذكاء الاصطناعي، وقدرة فائقة على القيام بعدد كبير من المهام كبديل للبشر، إلا أنها لا تزال تحتاج العنصر البشري حال تعطلها، وما كان من الممكن وجود أكثر من 200 روبوت في مكان واحد تجمعهم بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست جلوبال» المقامة في دبي، من دون توفير فريق مختص لتوفير الدعم والإصلاح، وتسهيل كافة العقبات أمام المتسابقين.
وتميزت البطولة بوجود «عيادة للروبوتات» تضم 25 إماراتياً يقومون بإصلاح المشاكل التقنية التي يمكن أن تواجه أكثر من 1500 متسابق يمثلون 191 دولة مشاركة، لتكون العيادة بمثابة القلب النابض للبطولة. وتضم العيادة خبراء تقنيين يوفرون كافة أنواع الدعم والفحص واستبدال قطع الغيار والتدخل السريع لإصلاح المشاكل الطارئة حتى تضمن العيادة أعلى مستويات الجودة للروبوتات ويتم التأكد من مبدأ تكافؤ الفرص بين كافة المتسابقين من دول العالم المشاركة بالفعاليات.
بدورها، قالت حصة مصبح قائدة الفريق التقني بعيادة الروبوتات: إن العيادة لديها 4 أقسام فرعية لتوفر كافة أنواع الدعم للمتسابقين وهي: الورشة، وقسم قطع الغيار، والتفتيش بالإضافة إلى فريق نوعي للتدخل السريع في الحالات الطارئة.
وأضافت أن العيادة قامت بإصلاح وفحص أكثر من 120 روبوتاً خلال فعاليات اليوم الأول من بطولة العالم للروبوتات والذكاء والاصطناعي، مشيرة إلى أن أغلب حالات الأعطال تتمثل في دعم للبرمجيات وإصلاح أجهزة التحكم، واستبدال البطاريات.
وقالت أحلام الحمادي من قسم الورشة بعيادة الروبوتات: إن مهمة الورشة الأساسية هي القيام بأعمال القص واللحام وفك وتركيب أجزاء الروبوت باستخدام منشار إلكتروني، وتتمثل أغلب الحالات التي تتردد على الورشة في قص أجزاء من الروبوت حتى تتناسب مع التصميم المطلوب.
فريق المكسيك: الإمارات ألهمتنا
منذ أربعة أشهر بدأ تسعة طلاب من المكسيك العمل على نماذج أولية لحل التحدي العالمي المتمثل في تلوث المحيطات. وبعدها بـ 12 أسبوعاً، بدأت مشاركتهم في بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست جلوبال 2019» في دبي التي يشارك فيها أكثر من 1500 طالب من 191 دولة، ليعملوا على تطوير روبوتات يمكنها تنظيف ملايين الأطنان من الملوثات في المحيطات.
ويقول ريكاردو سالازار: «دافعنا الدائم هو أن نظهر للعالم أننا كشباب لدينا القوة والأدوات اللازمة لجعل العالم أفضل»، ويرى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل مركزاً عالمياً رائداً لتمكين المواهب الشابة». ويضيف: «فور وصولنا إلى دبي، لاحظت أنها مدينة رائدة في التكنولوجيا، رأينا ذلك في شوارعها، وفي تفاعل الناس في ما بينهم، فالتكنولوجيا في كل مكان، ومن الواضح أنهم يأخذون مثل هذه المنافسات على محمل الجد، وهم عازمون على مواصلة هذه المسيرة». ويتابع ريكاردو: «لا شك بأن الإمارات متقدمة جداً، وقد سمعت بمسابقة جديدة ستحدث العام القادم في أبوظبي، وستركز على مجال الروبوتات».
الفريق الإيطالي.. إنقاذ البحار
يخوض أعضاء الفريق الإيطالي المشارك في بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست جلوبال 2019» في دبي، منافسات البطولة بحماسة وإيجابية لإيمانهم بقدرة الروبوتات على إيجاد حلول مبتكرة لإنقاذ البحار والمحيطات من النفايات والملوثات التي تؤثر على الحياة البحرية وسكان العالم.
ويركز روبوت الفريق الإيطالي على تنظيف المحيطات من خلال إزالة الهيدروكربونات وهي العناصر الرئيسية المكونة للبترول والغاز الطبيعي، ويتطلب التحدي أن تقوم الفرق المشاركة باستخدام النماذج الأولية من الروبوتات لجمع وتوصيل الملوثات إلى حاوية معالجة تحتوي على ثلاثة مستويات هي الاسترجاع وإعادة التدوير وإعادة الاستخدام. ونظراً إلى أن الفريق الإيطالي فضّل عدم ربط مشروعه بمسار محدد وإتاحة الفرصة لأن تأخذ الفكرة شكلها مع مرور الوقت، قام الطلاب الإيطاليون ببناء روبوت يجمع الملوثات الصغيرة ويضعها في مستوى إعادة الاستخدام، وفي الوقت ذاته يدفع الملوثات الكبيرة إلى مستوى الاسترجاع.
فريقا مصر وفلسطين.. أفكار استثنائية للمستقبل
حب البرمجة والروبوتات في مقتبل العمر، وحلمه بتطوير مهاراته مستقبلاً في مجال الذكاء الاصطناعي، كان الدافع الرئيسي لطموح أمجد حامد لقيادة الفريق الفلسطيني المشارك في بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست جلوبال».
وقال أمجد: «ستتيح لنا المشاركة في هذه البطولة العالمية فرصة التعرف إلى ثقافات جديدة وتجارب متنوعة في توظيف التكنولوجيا لابتكار تطبيقات مستقبلية تعود بالخير على المجتمعات».
وقالت زميلته في الفريق إنها متشوقة للمشاركة في هذا الحدث العالمي وتبادل الخبرات مع الشباب القادم من مختلف قارات العالم والتواصل معهم للحديث عن أحلامهم ومشاريعهم المستقبلية، ويضم الفريق كلاً من عمر صالح، وأمجد حامد، وشيماء لدادوة، ومؤيد يوسف، وقيس خطيب.
اهتمام مستقبلي بالبيئة
وأجمع أعضاء الفريق المصري على أهمية تكاتف دول العالم على المحيطات والبيئة البحرية كونها واجباً مشتركاً بين الحكومات والمنظمات الدولية والمؤسسات وأفراد المجتمع، ويجب تعزيز الوعي العام بأهمية دور المحيطات في توازن العالم البيئي. وقالت إحدى المشاركات في فريق جمهورية مصر: «أشعر بحزن كبير عندما أرى مستوى الإهمال العالمي وعدم الاكتراث بالحفاظ على البيئة وخاصة أنني عشت في مدينة ساحلية تعاني كغيرها من رمي الملوثات في المياه. وآمل أن نسهم في هذه الجهود الدولية لابتكار حلول مبتكرة توظف تكنولوجيا الروبوتات والذكاء الاصطناعي».
وأشار أحد زملائها في الفريق إلى أن حماية المحيطات التي تمثل الموضوع الرئيسي لدورة هذا العام من «تحدي فيرست جلوبال» مسؤولية على عاتق الجميع، وعلى كل شخص أن يبدأ بنفسه للمساهمة ولو بجزء قليل في الحملات المحلية والعالمية لحماية البيئة البحرية. وتقول ليلى عبد الله مشرفة الفريق: «أعضاء الفريق كلهم من مركز «يونغ ليدرز أكاديمي» في الإسكندرية وتم اختيارهم من قبل «فيرست جلوبال» حيث شاركنا في التحدي الذي تم تنظيمه في واشنطن والثاني الذي جرى في المكسيك وفي هذا التحدي الذي يجري في دبي لدينا فريق يضم خمسة من المتسابقين الذين يتمتعون بطموحات كبيرة وأفكار استثنائية هم إضافة إلى عبد الرحمن الشبيني، ممدوح الشريف، طارق الشريف، هناء البنا، وسندس عمر، ويصرون جميعاً على إحداث تغيير في جودة الحياة العالمية من خلال توظيف أفكارهم وابتكاراتهم بما يخدم الإنسانية.
وأشارت إلى أن عبد الرحمن الشبيني منذ صغره عانى من مرض «الهيموفيليا» ما دفع أهله لمنعه من اللعب والاحتكاك مع أطفال الحي وأصدقائه في المدرسة خوفاً على صحته وتعرضه للنزيف، إلا أن الشبيني أوجد لنفسه عالمه الخاص ليكتشف مواهبه وخبراته ويدخل عالم التكنولوجيا والروبوتات وتبدأ رحلته مع الذكاء الاصطناعي سنة 2014 بمشاركته مع الفريق المصري في بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فرست جلوبال» ويؤسس لنفسه حياة جديدة ترفض الاستسلام للمرض.