عدد اليوم
حاتم فاروق (أبوظبي)
على أطراف مدينة العين.. وبالتحديد داخل قاعات شركة «ستراتا للتصنيع»، المتخصّصة في تصنيع أجزاء هياكل الطائرات من المواد المركبة المتطورة، والمملوكة بالكامل لشركة «مبادلة للاستثمار»، انضم روبوتان عملاقان إلى فريق العمل بالشركة بعدما نجحا باقتدار في اجتياز اختبارات القبول للحصول على شهادة اعتماد القياس.
وعلى الفور بدأت شركة «ستراتا» في تدشين مرحلة جديدة من اختبارات التصنيع المؤتمت عبر استخدام «الروبوتات» والتي تقوم بوضع طبقات المواد المركبة المستخدمة في صناعة مكونات الرفارف الداخلية لأجنحة طائرات إيرباص «900- 350A»، والتي من المنتظر أن تقوم بتصدير أولى شحناتها لشركة «إيرباص» العالمية بحلول الربع الثاني من العام المقبل.
وقالت «ستراتا»، إن إضافة هاتين الآلتين إلى المحفظة التكنولوجية المتقدمة، تعد خطوة مهمة تسمح للشركة المصنّعة لأجزاء هياكل الطائرات بتطوير قدراتها من خلال تبني تقنيات التصنيع المؤتمت، مؤكدة أن عملية التصنيع المؤتمت تعتمد على روبوتات يتم توجيهها بواسطة أجهزة الكمبيوتر، حيث يتم وضع المواد الأولية على سطحٍ مستوٍ ثم نقلها إلى آلة القولبة لمزيد من المعالجة.
وقال إسماعيل علي عبد الله، الرئيس التنفيذي لشركة «ستراتا»، إن التقنية الجديدة تسهم في توفير الوقت والجهد بدلاً من عملية التصنيع اليدوي التقليدية، مؤكداً في هذا الصدد أهمية بناء القدرات التكنولوجية التي تحددها خارطة الطريق لدى الشركة.
وشدد على أن التبني السريع لأحدث التقنيات والحلول المتوفرة مثل تقنية التصنيع المؤتمت، يمكن «ستراتا» من تعزيز تنافسيتها في قطاع صناعة الطيران العالمي. وتمتلك كل آلة من الروبوتات حيّز تحكّم كبير بأبعاد 2.5 متر و10 أمتار، ما يتيح لها التعامل مع الأجزاء والمكونات الكبيرة، ويسمح بترتيب ألياف الكربون على قوالب التصنيع وتقطيعها بدقة باستخدام تقنية القطع بالموجات ما فوق الصوتية الدقيقة، باستخدام الروبوت نفسه من دون الحاجة إطلاقاً لاستخدام آلة قطع أخرى منفصلة.
وأكد عبد الله أن الإمارات تتمتع بالمقومات التي تؤهلها لاحتلال موقع الصدارة على مستوى منطقة الخليج العربي لبناء قاعدة صناعية مستدامة ومتكاملة مع القطاع الصناعي العالمي، ما يمكنها من تحقيق المنافع الاقتصادية والاجتماعية المرجوة.
وأضاف أن «ستراتا» تواصل العمل على تحقيق رؤيتها المتمثلة في تبوء موقع متقدم بين أهم شركات تصنيع أجزاء هياكل الطيران في العالم، مع الحفاظ على جذورها وهويتها الإماراتية الفريدة، مؤكداً أن سجل طلبات الشراء في الشركة يتضمن في الوقت الراهن عقوداً تصل قيمتها إلى 7.5 مليار دولار، حيث تورد الشركة بموجبها أجزاءً من أجنحة وذيل الطائرات تحمل عبارة «صنع في الإمارات» لما يصل إلى 8% من إجمالي أسطول الطائرات في العالم.
وأوضح أن الشركة نجحت خلال فترة زمنية قصيرة في أن نتحول إلى مورد رئيس لعمالقة قطاع الطيران العالمي، بما في ذلك كل من «إيرباص» و«بوينج»، إلى جانب «ليوناردو فينميكانيكا»، وغيرها من أهم الشركات العاملة في قطاع الطيران.
وتشمل مشاريع التطوير الحالية التي تضطلع بها «ستراتا للتصنيع» كلاً من الطباعة ثلاثية الأبعاد، وأساليب الفحص المتقدمة من خلال التصوير الحراري، وتحسين المعالجة والتشغيل الآلي للأجزاء المركبة.
