أبوظبي (الاتحاد)
منافسة ومهارات صوتية ومعايير تحكيم دقيقة.. شهدتها الحلقة التسجيلية الثانية من برنامج «المنكوس» على مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي، في موسمه الأول، الذي تنتجه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وعبر منشدو المنكوس عن أصالة الموروث الشعري الشعبي، في الحلقة التي تمّ بثّها على قناتي «الإمارات»، و«بينونة»، أمس الأول العاشرة مساءً.
وأبرزت الحلقة رؤية برنامج «المنكوس»، ضمن توجهات اللجنة، وأهدافها وحرصها المستمر على التعريف بالموروث الشعبي، وتعزيز دوره في بناء الهوية الوطنية، من خلال إبراز لحن المنكوس، بصفته واحداً من الألحان الإماراتية التراثية لغناء الشعر النبطي، كما اشتملت على مقابلات لجنة التحكيم مع بقية المتسابقين ضمن البرنامج، الساعين إلى الإجازة سبيلاً للدخول في منافسات الوصول إلى اللقب، ووصل عددهم إلى حوالي 30 مشاركاً من دول الخليج العربية.
الألحان الشعرية
أداء أعضاء لجنة التحكيم المشكّلة من الشاعر محمد بن مشيط المري من الإمارات، والشاعر والمنشد شايع فارس العيافي من المملكة العربية السعودية، وإبراهيم الخالدي نيابةً عن الناقد والأكاديمي الدكتور حمود جلوي، عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية بكلية التربية الأساسية، من الكويت، تميز بصعوبة الاختيار والتشديد على المعايير الدقيقة، والحرص على اختيار الأفضل والأعلى في المهارات الصوتية. وجاء المتسابق الأول عبدالله عمر المنصوري من الإمارات، وقد أجازته اللجنة بالإجماع، حيث قال المري له: «أبدعت وأمتعت، لديك خامة صوت جيدة، ونفس طويل وأداؤك ممتاز»، طالباً منه إسماع اللجنة ألحاناً أخرى.كما أجازت اللجنة المتسابق الثاني فيصل السبيعي المدارية من السعودية، والذي أكّد شايع العيافي له أن الباب لا ينفتح إلا للمستحقين من المتسابقين، طالباً منه إسماع اللجنة صوتاً ثانياً.
وأجازت المتسابق الثالث حامد بن مسفر الحلافي من السعودية، وأشاد محمد المري بروعة صوته وإبداعه، كما وافقه العيافي بعد سماع اللحن الثاني منه، معتبراً أنه أعطى المنكوس حقه، أما الخالدي فقد أشاد بمساحات الصوت لديه، وجاء الرابع حمدان محمد المنصوري من الإمارات مرتبكاً في بداية شلّته المنكوس، بحسب المرّي الذي توافق مع أعضاء اللجنة بعد سماع اللحن الثاني من المتسابق على أن الشاعر أبدع وأمتع مع جمالية الصوت.
مساحات صوتية
وتوالى أداء المتسابقين مريع مبارك المري وعامر محمد الدوسري من السعودية وعبيد المنصوري من الإمارات، الذين انفتح لهم الباب متيحاً لهم فرصة المشاركة رغم الرهبة والتوتر أثناء الأداء، وأجازت اللجنة المتسابق علي عبدالرحمن الهاشمي من الإمارات، رغم أن شايع العيافي أخذ عليه عدم استعداده للمشاركة، وقال له محمد المري: «أنا أجيزك كشخص، رغم أنني لم أعطك ضوء التأهّل»، بينما نال المتسابق فرج حمد المري من السعودية إجماع أعضاء اللجنة واستمتاعهم بحضوره.
وتفرد المتسابق عايض راكان المشعلي من السعودية بأدائه لحن منكوس فيه مفردات الدعاء لله بالتوفيق وفتح الباب في وجهه، واستعطاف أعضاء لجنة التحكيم الذين قابلوا التحية بأحسن منها وأعطوه فرصة غناء لحن ثانٍ أجازوه بعده لما برز فيه من تمكّن ومساحات صوتية أفضل.
أما المتسابقان عبدالله فهد الدوسري ومحمد ناصر المري من السعودية، فقد أجمعت اللجنة على إجازتهما لتمكنهما من الصوت ومخارج الحروف وأداء لحن المنكوس، بينما تفرّد المتسابق خليفة حميد الوهيبي بكونه المشارك الوحيد من سلطنة عُمان، والذي خاطبه المري قائلاً: «نتشرف بأهلنا وإخواننا في السلطنة، ونتشرف بمشاركتهم في البرنامج»، أما الخالدي فاعتبر أن أداءه للحن المنكوس «يدلّ على وحدة التراث والموروث الشعبي في منطقة الخليج العربي».
وكانت قمة التميز مع عدد من الأصوات المعروفة الحاضرة بفاعلية على الساحة، بينهم حمد الطويل المري وعلي محمد العجمي وناصر محمد المري وفلاح شثين المسردي من السعودية، والذين أجازتهم لجنة التحكيم بالإجماع، معتبرةً أنها تعوّل عليهم في نجاح البرنامج وتتوقع لهم التألق في الأداء وحمل رسالة إحياء لحن المنكوس، فهم يشكلون إضافة إلى البرنامج، بإبداعهم وخامات صوتهم وثقتهم العالية بأصواتهم وحضورهم المتميز ضمن البرنامج منذ اللحظات الأولى للمشاركة، وهذا ما دفع اللجنة إلى الاستزادة بسماع ألحان أخرى منهم بينها ما هي خارج المنكوس مثل لحن الرواح الذي أبدع في أدائه المنشد ناصر المري، والذي كان أسرع من نال إجازة اللجنة في البرنامج لامتداد نفسه وقوة وجمالية صوته وإتقان أدائه ومخارج حروفه.
ملامح الطرب
وجاء أداء المتسابق زايد صالح المري من الإمارات مرتبكاً لم يقنع عضو اللجنة الشاعر محمد بن مشيط المري الذي قال: «المنكوس له أداء وطريقة وأنت لم يقنعني أداؤك»، بينما اعتبر العيافي أن صوته متقطع وأمامه فرصة لتحسينه، فملامح الطرب موجودة لديه، ووافقه الخالدي ناصحاً إياه بأن يهتم بجمالية صوته ويبذل مجهوداً أكبر لتحسينه.
وكان مقلب الحلقة حضور ناصر بن شايع العيافي ورغم عدم مشاركته في البرنامج، أمام لجنة التحكيم التي تضم والده، الأمر الذي أثار شجن الوالد واعتزازه بابنه الذي أنشد من أشعاره وكلماته فأبدع وأمتع، وتبعه المتسابق ناصر بن هادي المنصوري من الإمارات الذي أجازته اللجنة رغم تأكيدها عليه بأنه واقع تحت ضغط المشاركة الذي يجب أن يتجرد منه ليبدع ويقدم جماليات موهبته وصوته، وهذا ما أعادت التأكيد عليه مع المتسابق عمر شافي العجمي من الكويت الذي طالبته بتطوير نفسه، فهو من أهل المنكوس، ولكنه واقع تحت الضغط النفسي أيضاً، كذلك أجازت بخيت جابر المري من السعودية بإجماعها على تميّز صوته الطيب وخامته الجميلة وتمكّنه من لحن المنكوس وكونه من أهل الإبداع.
أداء مميز
تميز المتسابق سعد مهدي اليامي من السعودية بإجماع اللجنة التي رأت في حضوره إضافة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وأنه أطرب وأبدع بصوت رائع وأداء مميز مجيد للمنكوس، وكذلك كان رأي اللجنة في فيصل محمد المري من السعودية أيضاً، والذي أضاف برأيها جمال اختيار الأبيات الشعرية إلى جانب جمال الأداء والصوت وإتقان المنكوس.
بينما كان الختام مع خالد فردان القحطاني من السعودية، والذي خاطبه العيافي بالقول: «هذا الباب لا نفتحه إلا لشخص لديه الحد الأدنى من ألحان المنكوس وأنت أجدت فيه بكل معاني الإجادة».
متسابق من أصحاب الهمم
مع عدم إجازة عدد من المتسابقين لعدم تمكّنهم وضعف أدائهم وغياب مهاراتهم الصوتية والإنشادية، نال المتسابق طالب راشد المري من الإمارات، وهو كفيف من أصحاب الهمم، قبول واستحسان أعضاء لجنة التحكيم، حيث أجمعوا على أن لديه خامة صوت جيدة ونفسه طويل، وذلك بعد أن أدى أكثر من لحن أمامهم.