السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«محطة الشارقة الجوية».. حكاية أول طائرة تحط على أرض الإمارات

«محطة الشارقة الجوية».. حكاية أول طائرة تحط على أرض الإمارات
26 أكتوبر 2019 00:00

الشارقة (الاتحاد)

يوثق متحف «محطة الشارقة الجوية» تاريخ الطيران في دولة الإمارات خاصة، والخليج العربي عامة، إذ يروي المتحف الذي اُفتتح عام 2000، قصة أول طيارة هبطت على أرض الإمارات في إمارة الشارقة، ويتتبع مسيرة التحولات التي قادها مطار الشارقة في أربعينيات القرن الماضي، وأثر ذلك على الواقع الاقتصادي والثقافي والاجتماعي في المنطقة.
تبدأ حكاية المحطة في الخامس من أكتوبر عام 1932، حيث تم الانتهاء من جميع الترتيبات الخاصة لوصول أول طائرة إلى مطار الشارقة في تمام الساعة الرابعة عصراً، وبالفعل، استقبل مدرج الطائرات حول المحطة أول طائرة قادمة من مطار «جوادر» (في باكستان حالياً)، متجهة إلى بريطانيا، وحملت الطائرة التابعة للخطوط الجوية الإمبراطورية اسم «هانو»، وكان على متنها ركاب وبريد، لتحلّق من الشارقة بعد أن تزوّدت بالوقود والمؤن التجارية، لتفتتح تاريخ الطيران الجوي في الدولة.

ربط الشرق بالغرب
منذ افتتاحها وحتى يومنا هذا، استطاعت «محطة الشارقة الجوية»، أن تلعب دوراً محورياً في لفت الانتباه لإمارة الشارقة، والإمارات ككل قبل قيام الاتحاد، حيث ساهمت من خلال هذه النافذة الجوية في ربط الشرق بالغرب، والتعرّف على الثقافات والحضارات، بل مدّت من خلالها جسراً يعدّ وسيلة سريعة وسهلة وفاعلة تنطلق من الشارقة إلى دول المنطقة والعالم.
وساهم موقع الشارقة في تحقيق تغيير ملحوظ في خطوط عبور الطائرات الدولي، حيث تم توجيه خط سير الرحلات الجوية نحو الشارقة عندما قررت الخطوط الجوية الإمبراطورية «إمبريال إيرويز» إيقاف رحلاتها عبر بلاد فارس وتحويلها إلى طريق جنوبي رئيسي لها يمرّ عبر منطقة الخليج العربي، لتنضم المحطة كنقطة رئيسة إلى الخط الجديد إلى جانب مطار القاهرة.
ورسّخت «محطة الشارقة الجوية» الموقع الجغرافي المميز للدولة باعتبارها همزة وصل تربط كلّاً من قارات أوروبا وآسيا وأستراليا، حيث ظلت المحطة نافذة حيوية تفتح قنوات الاتصال الحضاري والتجاري والثقافي مع الغرب، كما كانت قاعدة انطلاق لعمليات الطائرات الحربية خلال الحرب العالمية الثانية، حتى عام 1971 الذي غادرت فيه آخر الطائرات العسكرية البريطانية أراضي الشارقة، وكان عددها ثماني طائرات من طراز «هنترز».

دلالات تاريخية
وتتميز «محطة الشارقة الجوية» بوجود استراحة المسافرين للمبيت ومجهزة بسبل الراحة والأمان، كما ضمت مركز الأرصاد الجوية، ومحطة البرقيات، ومركز البريد، وخزانات الوقود، وقوة دفاع المطار، إلى جانب مدرج الطائرات الذي تم تعبيده في الستينيات من القرن الماضي، ليصبح اليوم ما يعرف بـ«شارع الملك عبد العزيز».
وقد اُعتبر استخدام طائرة «الهانو» قفزة نوعية في تاريخ الطيران المدني، حيث تميزت بضخامة حجمها وقدرتها على قطع مسافات طويلة وهو ما تطلبته رحلات الخطوط الدولية بين بريطانيا والهند وأستراليا مروراً بمنطقة الخليج العربي، وقد شمل خط الطيران الدولي هذا نقاط توقف عدة للتزود بالوقود، ومطارات رئيسة هي كرويدين في لندن، أثينا، القاهرة، بغداد، البصرة، الشارقة، كراتشي، وصولاً إلى الهند وأستراليا.

أول ظهور للسينما
يجد الزائر لمتحف محطة الشارقة الجوية توثيقاً بصرياً جمعت أرشيفه «هيئة متاحف الشارقة»، ليسجل أول ظهور للسينما في الإمارة بالأبيض والأسود، حيث يستدل من خلال الصور المعروضة على أول دار سينما في المنطقة الخليجية في ثلاثينيات القرن الماضي، ووثقت لبداية إنشاء السينما في الخليج، ويكشف مراحل ازدهارها على يد السلاح الجوي البريطاني خلال الأعوام 1949 و1959، حيث كانت السينما عبارة عن شاشة متوسطة الحجم وغرفة خاصة بالعرض، وكانت تعرض أفلاماً صامتة، معظمها وثائقية قصيرة وترفيهيّة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©