يقال مَخَرَتِ السفينة تَمْخَرُ وتَمْخُر مَخْراً ومُخُوراً: جرت تَشُقُّ الماءَ مع صوت، وقيل: استقبلت الريح في جريتها، فَهي ماخِرَةٌ، ومَخَرَت السفينةُ مَخْراً إذا استقبلتَ بها الريح.
وفي التنزيل: “وترى الفُلْكَ فيه مَوَاخِرَ” النحل 14؛ يعني جَوارِيَ، وقيل: المواخر التي تراها مُقْبِلةً ومُدْبِرةً بريح واحدة، وقيل: هي التي تسمع صوت جريها، وقيل: هي التي تشق الماء، وقال الفراء في قوله تعالى مواخر: هو صوت جري الفلك بالرياح؛ يقال: مَخَرَتْ تَمْخُرُ وتَمْخَرُ؛ وقيل: مواخِرَ جوارِيَ.
والماخِرُ: الذي يشق الماء إِذا سبَح.
وفي الحديث: لَتَمْخَرَنَّ الرُّومُ الشام أربعين صباحاً؛ أراد أنها تدخل الشام وتخوضه وتَجُوسُ خِلالَه وتتمكن فيه فشبهه بمَخْرِ السفينةِ البحرَ. وامتخر الفرسُ الريحَ واستمخرها: قابلها بأنفه ليكون أَرْوَحَ لنَفْسِه؛ والمَخْرُ في الأصل: الشَّقُّ. مَخَرَتِ السفينةُ الماءَ: شقَّتْه بِصَدْرها وجَرَتْ.
ومَخَرَ الأرضَ إذا شقها للزراعة، ومَخَرَ الأرضَ مَخْراً: أرْسَلَ في الصيف فيها الماءَ لِتَجُودَ، فهي مَمْخُورَةٌ.
ومَخَرَتِ الأرضُ: جادَت وطابَتْ من ذلكَ الماء.
وامْتَخَرَ الشيءَ: اخْتارَه، وامْتَخَرْتُ القومَ أي انتَقَيْتُ خِيارَهُم ونُخْبَتَهم؛ قال الراجز: من نُخْبَة الناس التي كان امْتَخَرْ وهذا مِخْرَةُ المال أي خِيارُه.
والمِخْرَةُ والمُخْرَةُ، بكسر الميم وضمها: ما اخْتَرْتَه، والكَسْرُ أعلى. ومَخَرَ البيْتَ يَمْخَرُه مَخْراً: أخذَ خِيار متاعه فذهب به.
ومَخَرَ الغُرْزُ الناقَةَ يَمْخَرُها مَخْراً إِذا كانت غَزِيرَةً فأُكْثِرَ حَلْبُها وجَهَدَها ذلكَ وأهْزَلَهـــــا.
وامْتَخَرَ العَظْمَ: استخرَجَ مُخَّه؛ واليَمْخُور: الطويل من الرجال، وهو من الجمال الطَّوِيلُ العُنُقِ. وعُنُقٌ يَمْخُورٌ: طويلٌ.
وجَمَلٌ يَمْخُورُ العُنُقِ أي طويله؛ قال العجاج يصف جملاً:
في شَعْشَعــان عُنُق يَمْخـــــور
حابي الحُيودِ فــارِض الحُنْـــــجور
الماخُور مَجلِس الرِّيبَةِ ومَجْمَع أهل الفسْق والفساد وبيوت الخَمّارينَ، وهو تعريب مَيْ خُور، وقيل: هو عربي لتردّد الناس إليه من مَخْر السفينةِ الماءِ. وبَناتُ مَخْرٍ: سَحائِب يَأتِينَ قُبُلَ الصَّيْفِ منْتَصِبات رِقاق بِيضٌ حسانٌ وهنّ بنات المَخْرِ؛ وكل قطعة منها على حيالها: بنات مخر؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
كأَن بناتِ المَخْرِ، في كُرْزِ قَنْبَرٍ،
مَوَاسِقُ تَحْـدُوهُنَّ بالغَوْرِ شَمْـــأَلُ
إنما عنى ببناتِ المَخْر النَّجْمَ؛ شبَّهَه في كُرْز هذا العَبْدِ بهذا الضَّرْب من السّحاب؛
طرفة بن العبد:
لا تلُمْني! إنّها من نسوة
رُقَّدِ الصّيْــــفِ، مَقالِيــــتٍ، نُزُرْ
إسماعيل ديب | Esmaiel.Hasan@admedia.ae