ناصر الجابري (أبوظبي)
قدمت وكالة الإمارات للفضاء بالتعاون مع «كريبتو لابز»، مركز الابتكار العالمي وحاضنة المشاريع الناشئة في أبوظبي، دعماً لمشروع «عين استرا» الذي أطلقه الشاب الإماراتي أدهم الخاجة بالتعاون مع عدد من الخبراء والمتخصصين، ضمن المشاريع الفائزة في برنامج «جيوتيك للابتكار» الهادف إلى تسريع نمو الأفكار المبتكرة والمشاريع الناشئة في قطاع الفضاء وتحويلها إلى أفكار جاهزة تجارياً وقابلة للتطوير والتسويق.
وقال أدهم الخاجة لـ «الاتحاد»: يعمل المشروع على استعمال الأقمار الاصطناعية المخصصة لمهام الاستشعار عن بعد لرصد التغيرات الطبيعية في باطن الأرض من الارتفاع والانخفاض الذي يحدث خلال فترة محددة من الزمن، خاصة في المناطق السكنية ومزارع النخيل والتي تكون عرضة بشكل متواصل لبعض التغيرات، عبر تصميم قاعدة بيانات ترصد التغيرات المختلفة وتعمل على التنبؤ بالأثر المتوقع للسلوكيات البيئية على التغيرات الأرضية وسبل معالجتها وإيجاد الحلول للتحديات الناجمة عنها.
وأضاف: لاحظنا خلال العمل على المشروع منذ بدء العمل فيه، وجود تغيرات في مستويات ارتفاع الأراضي خاصة في بعض المزارع بالدولة، حيث تحدث هذه التغيرات في بعض الأحيان عند ممارسة الأنشطة المتعلقة باستخراج المياه من الآبار لري النخيل لفترة زمنية تستمر لسنوات، لذلك عملنا على دراسة هذه التغيرات وتحديد المشاكل الطبيعية التي قد تنشأ وتوفير البيانات اللازمة للجهات المعنية والذين لديهم مشاريع استراتيجية تتطلب معرفة حالة الأرض قبل البدء في تنفيذ مشروع أو العمل ضمن مزرعة.
وأشار إلى أن طريقة المشروع تعتمد على تلقي البيانات من القمر الاصطناعي وتحويلها إلى خوارزميات إلكترونية خاصة، تسهل من عملية معرفة التأثيرات وقياسها بمرور الزمن ومدى الحاجة لإجراء خطوات تنفيذية تعمل على تقليل الأثر الذي يتم رصده أو إيقاف السلوكيات التي لها أثر سلبي على تكوين الأرض، وهي الأمور التي تحتاج إلى معرفة جيدة بالأرض، لافتاً إلى أن المشروع يوفر 4 منتجات في قطاع بيانات الأقمار الاصطناعية، تعمل جميعها لتطوير خدمات متابعة ميدانية مستمرة، قادرة على تحديد تغيرات شكل الأرض فور حدوثها والمعالجة المتقدمة لرصد تشوه الأرض ومراقبتها.
وبين أنه بالاستفادة من الدعم المقدم للوكالة و«كريبتو لابز»، فإن المرحلة المستقبلية ستشهد توسيع نطاق المشروع ليشمل الاستفادة من بيانات القمر الاصطناعي في رصد الآفات الزراعية من مثل السوسة الحمراء للنخيل ومتابعة أثرها والعمل على اتخاذ الإجراءات الاستباقية التي تكافحها قبل حدوثها، حيث تسهم البيانات في تقديم الدعم اللازم للبيئة المحلية عند وجود التحليل الدقيق والفهم الجيد للمعلومات الواردة من التقنيات الفضائية.
وأشاد الخاجة بالجهود التي تقدمها وكالة الإمارات للفضاء بالتعاون مع الجهات العاملة في القطاع لتقديم الدعم اللازم للابتكارات والمشاريع التي تسهم في تعزيز منظومة العمل الابتكارية في القطاع، وتشجيع الكفاءات التي تسهم في تعزيز ثقافة الابتكار ودعم مفهوم البحث والتطوير والابتكار في مجال التقنيات والعلوم، إضافة إلى ترسيخ مكانة الدولة في مؤشرات التنافسية العالمية على مستوى دعم المشاريع الابتكارية في بيئة داعمة للأعمال.