معتز الشامي (أبوظبي)
شدد الإيطالي البيرتو زاكيروني المدير الفني لمنتخبنا الوطني، على أنه لا يشغل عقله بالانتقادات من بعض النقاد والمحللين، سواء عبر الصحف أو الاستوديوهات التحليلية خلال البطولة، مشيراً إلى أن كل ما يهتم به ويأخذ تفكيره بصفة يومية، وعلى مدار الساعة، هو «الأبيض» ولاعبوه، والعمل المستمر من أجل تقديم أفضل أداء وتنفيذ الأفكار الفنية والخطط داخل الملعب، ولا شيء غير ذلك، وقال: لا أتحدث العربية ولا أقرؤها، وبالتالي لا أتابع الانتقادات التي تُكتب من النقاد والمحللين، وما يقال في الاستوديوهات لا أسمعه، وتركيزي على اللاعبين فقط، وعلى تحليل الأداء والمستوى الفني، وأهتم بتطوير المستوى لبلوغ هدفي الأهم، وهو العبور إلى النهائي، ومن أجله وافقت على قيادة «الأبيض»، لأننا جميعاً نسعى للفوز باللقب والوصول إلى النهائي والقتال على حظوظنا في البطولة.
وعن المواجهة المرتقبة مساء اليوم، قال: المنتخب القطري فريق قوي ومنظم، ولم يتلق أي هدف خلال مشوار البطولة، وأدى بمستوى متميز خلال مشوار البطولة، وليس ذلك فقط، ولكن أيضاً خلال مشوار التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وأرى أنه متماسك في خطوطه الثلاثة، ويضم لاعبين شبابا إلى جانب أصحاب الخبرة، والكل يرى أن الفريق القطري أثبت أنه جاهز ومتميز، ويستطيع التعافي سريعاً من واقع أدائه خلال مشواره بالبطولة، حيث أثبت أنه قوي وصلب وقادر على أداء الأفضل، كما أنه منظم تكتيكياً ويملك أدوات هجومية ودفاعية.
وأضاف: أي متفرج يتابع الفريق القطري يرى أنه يضم مجموعة تلعب معاً منذ سنوات، وهو ما يعني أن التنظيم التكتيكي جيد للغاية، وهناك تفاهم وتجانس بين جميع اللاعبين، مواجهة فريق بهذا الحجم لن تكون سهلة، خصوصاً أنه لم يتلق أي أهداف، لكن كل ما سبق لن يثنينا عن تقديم مباراة تليق بمنتخب الإمارات، وبقدرات لاعبينا، وكلي ثقة في رغبة اللاعبين في الفوز، والتي ستجعل كل فرد فيهم يقاتل على «العشب الأخضر»، لتحقيق الهدف والوصول إلى النهائي عبر البوابة القطرية.
وأضاف المنافسة على لقب آسيا حلم عملنا من أجله على مدار العامين الماضيين، كل اللاعبين كانوا يحلمون بهذه اللحظة التي يتقربون فيها من النهائي، وبالتالي لن يكون هناك أي تفريط في الفوز، ولا في ضرورة الظهور بمظهر قوي في تلك المرحلة من البطولة التي تتطلب أداءً مشرفاً وقوياً بدافع الفوز ولا شيء غيره.
وفيما يتعلق بالفلسفة التي يطبقها خلال المواجهة، في ظل ارتفاع الأداء التكتيكي للمنتخب الوطني وإشراكه خلال رحلته في البطولة لما يصل إلى 20 لاعباً، قال:
دخلت البطولة بـ 23 لاعباً، وأصبحوا اليوم 21 لاعباً فقط، الإصابات أثرت على الفريق تماماً، وأتمنى من كل قلبي السلامة والشفاء العاجل لخليفة مبارك الذي أجرى جراحة في ألمانيا، وأيضا لمحمد أحمد الذي تعرض للإصابة هو الآخر ويغادر إلى الخارج لإجراء جراحة، وتعرضنا لـ «مطبات» صعبة وحرجة، إلا أن اللاعبين اثبتوا أنهم كانوا دائما على قدر المسؤولية وعند التحدي.
وأضاف: فلسفة الجهاز الفني تقوم على التعامل مع قائمة المنتخب بالكامل بنفس الاهتمام، فلا يوجد لدينا مصطلح لاعب أساسي وآخر احتياطي، فجميع اللاعبين في القائمة أساسيون، والكل له دور وسيكون أيضاً هناك أدوار قادمة لبعض الأسماء، التي لم تحصل على فرصتها لوقت كاف، حيث إن المنتخب يسعى للفوز ويواجه كل منتخب، بالقدر نفسه من الاهتمام والتركيز، بل نواجه الفرق بأسلوب يناسب مستوياتها المختلفة، وتنفيذ تلك الاستراتيجية يتطلب ضرورة الاستعانة بكفاءات مختلفة، ولاعبين متميزين في كل مركز، يستطيعون تنفيذ الفكر المطلوب، بحسب العناصر الخطرة في قوائم الفرق المنافسة، وبحسب ظروف كل مباراة وهذا هو الأهم.
وأوضح زاكيروني أن «الأبيض» سيدخل للمواجهة المرتقبة مساء اليوم بتركيز كبير لتحقيق الهدف المنشود وبرغبة كبيرة في الوصول لهدف الجميع واللعب على النهائي للمنافسة على لقب البطولة، وقال: المنتخب واجه صعوبات في بداية البطولة، وأيضاً في دور الـ 16، خاصة أننا واجهنا فرقاً تلعب بتكتل دفاعي، وتعتمد على المرتدات، لكن قدمنا مستوى متميزاً في المواجهة الأخيرة أمام أستراليا، والثقة الآن كبيرة للغاية للوصول بـ «فورمة» الأداء إلى مرحلة متطورة.
وعن دور الجماهير الإماراتية، قال: جماهير المنتخب ساندتنا بكثافة في المباراة الأخيرة ضد المنتخب الأسترالي، ونتمنى حضورهم بكثافة، هذه المرة سعة الملعب أكبر، ونريد أن نراه ممتلئا، لأن المنتخب يحتاج لجماهيره ولكل مساندة ممكنة، وكلنا ندرك أهمية المباراة، وكل مباراة تعتبر تحدياً بالنسبة لنا، وهي بمثابة نهائي لـ «الأبيض»، وليس نصف نهائي، جميع اللاعبين يدركون ذلك، ويدركون المسؤولية الكاملة على عاتقهم، كلنا أيضاً نتحمل المسؤولية، وكلنا معاً نستطيع تجاوز الفريق القطري، والشيء المهم الآن هو العمل على استرجاع قوتنا، في وقت قصير للمباراة مساء اليوم، بسبب عدم وجود وقت كاف بين المباريات، من حيث دور الثمانية والدور نصف النهائي، هو أمر تعاني منه جميع المنتخبات الأربعة المتأهلة لهذه المرحلة، حيث ضرورة استعادة التعافي في وقت قصير وقياسي، وهذا لا يمنع أن علينا التعامل مع هذه الظروف، بثقة في النفس، وهو ما قمنا به بالفعل.
وحول الفارق بين البطولة الحالية والأجواء التي سبق وأن عاشها في 2011 مع منتخب اليابان عندما توج باللقب، قال: بطولة كأس آسيا 2019 تختلف تماماً عن 2011 التي قدت فيها منتخب اليابان، فلا توجد مباراة سهلة في هذه البطولة، وكل مواجهة هي نهائي، والآن الفجوة باتت ضئيلة للغاية بين المنتخبات، ولا يوجد فريق سهل أو متواضع، بل كل الفرق التي وصفت بأنها قليلة استطاعت أن تزعج المنتخبات المرشحة والكبيرة، لأن التكنولوجيا باتت أفضل وتساعد جميع المدربين لتطوير الأداء والنهوض بالمستوى الفني لمنتخباتهم، وبالتالي تضييق الفجوة، وهو ما أفاد في تطوير منظومة اللعب الجماعي والارتقاء بالنواحي البدنية والفنية، وهذا شيء مهم للغاية.
وفيما يتعلق بمستوى الحكم المكسيكي المكلف بإدارة المباراة، خصوصاً أن مستواه في الدور الأول لم يكن جيداً بشكل كاف، قال: أنا لا أهتم بالتفكير في مستويات الحكام، لكن تركيزنا ينصب على لاعبي «الأبيض» ولاعبي الفريق المنافس، أما الحكم المكسيكي فقد أدار لنا مباراة سابقة أمام الهند، وأثق بأنه سيدير المباراة باحترافية، كونها مباراة حساسة، وتتطلب ضرورة الحذر، لكن رغم ذلك لا أحد معصوم من الأخطاء، الكل يمكن أن يخطئ، وأهم شيء ألا يحسم الخطأ نتيجة المباراة.