عمرو عبيد (القاهرة)
يحلم كل لاعب كرة قدم بتحقيق العديد من البطولات والإنجازات، الفردية والجماعية، من أجل وضع اسمه في مكان لائق داخل كتب تاريخ اللعبة الأكثر شعبية في العالم عبر قرنين من الزمن، ولهذا يسعى بعض النجوم للانتقال من فرق لا تتمتع برغبة الفوز المستمر في البطولات، إلى أندية لا تتوقف عن حصد الألقاب، أو ببحث آخرون عن مزيد من أوقات اللعب والمشاركة في المباريات من أجل رفع قيمتهم التسويقية والفنية، وبين هذا وذلك، تبرز أسماء أخرى عدة راهنت على الانتقال من أجل تحقيق أحلامهم، لكنهم يلاحقون السراب حتى الآن!
ولعل أبرز هذه الأمثلة، هو المهاجم التشيلي الشهير أليكسيس سانشيز، الذي اعتاد اصطياد البطولات مع برشلونه في مطلع العقد الحالي، واتخذ قراره بالرحيل من أجل لعب المزيد من المباريات والوقت، فاختار أرسنال الإنجليزي ليصطدم بواقع المدفعجية المتراجع في السنوات الأخيرة، وقبع سانشيز بين جدران النادي اللندني طوال 4 سنوات لم يتذوق خلالها طعم التتويج سوى 3 مرات فقط، ببطولات تُعَد في المرتبة الأدني مقارنة بلقب البريميرليج أو البطولات الأوروبية، حيث فاز بكأس الاتحاد الإنجليزي مرتين ولقب واحد للدرع الخيرية، وهو ما لم يشبع نهم سانشيز الباحث عن ألقاب البطولات الكبرى، لدرجة أنه هاجم أرسنال بتصريحاته العنيفة قبيل إعلان رحيله، معلنا تمرده بوضوح قائلا أنه رحل إلى يونايتد بحثاً عن البطولات التي لم يجدها مع المدفعجية، لكن المهاجم اللاتيني لم يحقق ما راهن عليه، إذ لا تزال كتيبة مورينيو تعاني من أجل استعادة المجد الغائب، ولا تبدو العودة قريبة في ظل النتائج السيئة التي حققها الفريق في انطلاقته بالبريميرليج هذا الموسم، وتراجعت معدلات أداء سانشيز مع المان، حيث لم يسجل حتى الآن، مكتفياً بصناعة هدف واحد في ثلاث مباريات، مقابل تسجيله 11 هدفاً في الموسم الماضي مع أرسنال ويونايتد، في حين أنه هز الشباك 30 مرة في موسم 2016/2017 مع المدفعجية.
الغريب أن زميله الحالي في صفوف المان، روميلو لوكاكو، نفذ الإستراتيجية ذاتها قبل عامين، عندما قرر الرحيل عن صفوف إيفرتون بحثاً عن البطولات والألقاب، وانتقل في عام 2017 إلى صفوف يونايتد بمقابل مادي هائل، بلغ 85 مليون يورو وضعته في المرتبة العاشرة ضمن أغلى 100 صفقة انتقال عبر التاريخ، لكن القاطرة البشرية البلجيكية لم يحصد ما تمناه، حيث خرج خالي الوفاض في الموسم الماضي من دون أي تتويج مع الشياطين، برغم استمراره في إحراز الأهداف بمعدلاته المعروفة، حيث سجل لوكاكو 27 هدفاً مع المان في مختلف البطولات، لكنه تعثر قليلاً في انطلاق النسخة الحالية من البريميرليج، قبل أن يستفيق ويسجل 3 أهداف في 4 مباريات، لكن وضع الفريق لا يشير إلى قدرته على الفوز ببطولات كبرى هذا الموسم أيضاً !
ويبدو أن الأمر يرتبط بالمهاجمين وحدهم، بعدما رحل أوليفيه جيرو الفرنسي إلى تشيلسي قادماً من أرسنال بعد 6 سنوات قضاها بين جدران قلعة المدفعجية، صحيح أنه حصد خلالها 6 بطولات، إلا أنها اقتصرت مثل زميله السابق سانشيز على لقب كأس الاتحاد والدرع الخيرية، لأن الفريق لم يعد قادراً على الفوز بالبريميرليج أو الذهاب بعيداً في البطولات القارية، وقد يكون الحكم متسرعاً على حالة بطل المونديال الأخير مع الديوك، خاصة أن البلوز يسيرون بصورة جيدة منذ بداية الدوري الإنجليزي الحالي، إلا أن شدة المنافسة على القمة في وجود السيتي وليفربول، قد تصعب كثيراً من مهمة تشيلسي، كما أن المهاجم الفرنسي رحل من أجل زيادة مشاركاته وعدد دقائق اللعب، لكنه لا يزال بعيداً عما كان يصبو إليه بعدما شارك في 932 دقيقة لعب فقط مع البلوز في الموسم الماضي، كما لعب حتى الآن 69 دقيقة فقط في الموسم الجديد من دون أن ينجح في هز الشباك، ويسير زميله الإسباني، ألفارو موراتا، على النهج ذاته، إذ أراد الحصول على وقت أطول للعب، فظل حبيس مقاعد البدلاء خلال ما يقارب ثُلث مباريات العام السابق، كما لعب خمس مباريات حتى الآن مع البلوز، سجل خلالها هدفاً واحداً فقط.