سعيد ياسين (القاهرة)
أثناء دراسته الثانوية في مدرسة فيكتوريا، شارك أحمد رمزي في إحدى المسرحيات، ورغم أنه لفت أنظار زملائه وأساتذته إلى موهبته، إلا أنه لم يأخذ أمر الفن بجدية، والتحق، مثل والده وشقيقه الأكبر بكلية الطب واستمر فيها ثلاثة أعوام، لكن لم يرغب في استكمال دراسة الطب، وانتقل إلى كلية التجارة، ومنها إلى السينما.
وجاءت بداية رمزي في العام 1954 من خلال فيلم «أيامنا الحلوة» مع فاتن حمامة، وعمر الشريف، وعبدالحليم حافظ، وتقاضى فيه أجراً 40 جنيهاً، وجسد شخصية شاب فقير يقع مع زميليه في حب فتاة فقيرة، يكتشفون مرضها وحاجتها لعملية جراحية، ويتهافتون على مساعدتها.
في أول يومين من تصوير مشاهده كان يذهب إلى الاستديو ويضع الماكياج وينتظر لثماني ساعات، ثم يعود إلى البيت دون أن يصور شيئاً، وهو ما سبب له توتراً كبيراً، وأحس أن مشواره الفني سينتهي قبل أن يبدأ، ولاحظت الفنانة زينات صدقي في اليوم التالي أثناء تصوير أول مشهد له، وكان يجمعه بها توتره وخجله، فهدأت من روعه وطمأنته، ونصحته أن يبدو بصورة طبيعية.
وظل رمزي طوال مشواره مديناً لها، ويعتبرها صاحبة فضل كبير عليه إلى جانب المخرج حلمي حليم الذي منحه الفرصة الأولى في «أيامنا الحلوة»، وتكرر تعاونه معه لاحقاً في عدد من الأفلام، منها «حكاية العمر كله»، و«القلب له أحكام»، و«غرام تلميذة».
ورغم نجاحه وثناء النقاد والجمهور عليه، إلا أنه لم يكن مقتنعاً بموهبته حتى ذهب ذات يوم إلى سينما «علي بابا» وكانت تعرض فيلم «أيامنا الحلوة» بعد عامين من طرحه، ولم يكن اسمه موجوداً على الأفيش، لكن صاحب السينما كتب اسمه عليه بشكل واضح بخط يده.
وقتها شعر أحمد رمزي أنه نجح في التمثيل، وظل فتى الشاشة الشقي لأعوام طويلة وأيقونة الشباب في عصره، ورفيق رحلة عبدالحليم حافظ الذي كان يتفاءل بوجوده معه في أفلامه، كما في «أيام وليالي»، و«بنات اليوم»، و«الوسادة الخالية».
جمعته علاقة صداقة قوية مع عمر الشريف ورشدي أباظة، أثمرت العديد من الأفلام الناجحة، منها «صراع في الميناء»، و«الشياطين الثلاثة»، و«تمر حنة»، وكان قاسماً مشتركاً في 13 فيلماً مع سعاد حسني، منها «غراميات امرأة» و«السبع بنات»، و«عيلة زيزي»، و«ليلة الزفاف»، و«العريس يصل غداً»، و«شقة الطلبة».
انهالت عليه العروض بعد مشاركته في فيلم «ابن حميدو» أمام إسماعيل يس الذي حرص أن يشاركه بطولة أفلامه «إسماعيل يس في الأسطول»، و«الكمساريات الفاتنات»، و«إسماعيل يس في الطيران»، و«إسماعيل يس في دمشق»، خصوصاً وأن «ابن حميدو» تكلف إنتاجه 18 ألف جنيه، وحقق إيرادات زادت عن 300 ألف جنيه، وحصل فيه على أجر 400 جنيه، وكان نفس أجر زملائه من النجوم.
رفع رمزي أجره بعد ذلك إلى 800 جنيه في فيلم «غريبة» أمام نجاة الصغيرة، ورغم اعتراض المنتج رمسيس نجيب، إلا أن المخرج أحمد بدرخان أصر على إسناد الدور له وأقنع رمسيس أنه لا يصلح أحد غيره لتجسيد شخصية الشاب حسام في الفيلم، وأنه على استعداد للتنازل عن أجره ليقوم رمزي بالدور الذي نجح فيه نجاحاً لافتاً، وهو ما جعله يرفع أجره في الفيلم التالي «الأخ الكبير» أمام فريد شوقي إلى ألف جنيه.