أزهار البياتي (الشارقة)
أنوثة، رقي، وأناقة.. هذه هي الكلمات التي جسدت تشكيلة المصمم العالمي واللبناني الأصل إيلي صعب، مستعرضا من عاصمة النور باريس ملامح من رؤاه الاستثنائية وأسلوبه المتميّز في مجال التصميم، مقدما ضمن موضة فن الهوت كوتور وعالم الخياطة الراقية للعام 2018، نماذج وقطعا مدهشة من الأفكار والتصاميم، من تلك التي ترسم قوام المرأة، وتضفي عليها نفحات من السحر والثراء في المناسبات كافة.
ثراء التفاصيل
لعل المتابع لطراز ونمط هذا المصمم المبدع على الدوام، سيكتشف كيف أنه يعد الرقم الصعب في عالم صناعة الموضة والجمال، حيث لا يكف موسم بعد آخر من إدهاش اتجاهات الموضة العالمية واكتساب المزيد من الشهرة والنجاح، متسيّدا وبلا منازع منصات عروض الأزياء في مختلف عواصم الأناقة حول العالم، معتمدا على فنونه الجميلة ولمساته الإبداعية التي تعيد صياغة مفاهيم الأنوثة الطاغية والحضور المترف لأبعد الحدود، وكأنه يرسم أيقونات أثيرية قادمة من عوالم نائية، ترفل بشذرات الفخامة والثراء في كل مناسبة ومكان.
فضاءات الحلم
في هذه المجموعة التي ترجمت فعليا معاني فنون «الهوت كوتور»، اعتمد صعب من جديد على إظهار حسه المتفرد في مدرسة التصميم، آخذا المرأة معه في رحلة ضوئية بعيدة، ومحلقا معها إلى فضاءات نائية من الحلم والخيال، في محراب أنوثتها ومعيدا نحت تضاريس قوامها بمنتهى البراعة والرقي، آخذاً سمات من شخصها، نعومتها، ورقتها المؤثرة، ليبتكر لها باقة متنوعة من القطع والموديلات، من تلك التي تتميّز بخصوصية وترف وحضور، وتعكس في ذات الوقت نفحات كلاسيكية مكسوة بروح معاصرة، تبقيها حتما حاضرة في نطاق الأناقة لعدة مواسم وسنوات.
لمسات الترف
منطلقا من متحف الديكو آرت الشهير في العاصمة الفرنسية باريس، استعرض المصمم تشكيلته الواسعة من فساتين السهرة والمناسبات، وصلت إلى حدود الـ62 قطعة وموديل، جاءت وفق أطوال متفاوتة ما بين القصير «ميني جوب» والطويل «ماكسي»، مع بعض الأطقم والتايورات، مرسومة جميعا بخطوط أنثوية غاية في الجرأة والإبداع، مميّزة بقصّات قد تبدو للوهلة الأولى كلاسيكية وتقليدية، ولكن ضمن مخرجات فنية وعصرية نابضة بالحركة والحياة، تجد ملامحها ظاهرة على التفاصيل، وتلك اللمسات والرفل والتماوج بين طبقات القماش.
طاقات القماش
أبرز ما ميّز تشكيلة صعب الأخيرة «كوتور» لهذا العام، نماذج آسرة لفساتين سهرة قصيرة تلف حنايا من ترتديها بشغف وغواية، مزودة بذيول ترفل وتتمايل مع كل حركة ونسمة هواء، بالإضافة إلى ثانية طويلة وشفافة بخصر محدد وجوبات واسعة تتطاير حول الساقين بخفة وهشاشة بادية للعيان، كما برزت بعض الأثواب ذات الكتف الواحد، بحيث تلف منطقة الجذع بحنو لتنفرج بعد خط الوسط بحرية وانسدال، مع تصاميم أخرى تشابه بقصّتها نموذج السترة أو الجاكيت المخصّر، يطوقها حزام رفيع ويصحبها بنطلون حريري مستقيم... وهكذا دوالييك، منفذة جميعا بنوعيات وثيرة من الأقمشة والخامات، تميّز من بينها أمتار من الشيفونات الناعمة، الدانتيلات الرقيقة، الأتوال الشفافة، مع بعض من التفتا الشنجان، وشيء من الفاي والأورجانزا.
غنى الألوان
أما لناحية ألوان إيلي صعب، لمجموعة الكوتور هذه، فقد أتت وفق مسطرة لونية غنية بكل المقاييس، بدءا من التدرجات الباستيلية الراقية من أطياف البيج العاجي، الرملي، والعسلي، وما يعرف بدرجة «النود» من ألوان البشرة، مروراً بالسماوي الضبابي، الرمادي الرصاصي، والوردي البطيخي، بالإضافة إلى ظلال أكثر حميمية وحضورا، كالأحمر المرجاني، البنفسجي الليلي، والأخضر الزمردي، ثم انتهاءً بموجات المد الأسود الحالك، والتي تألقت كعادتها مع لمسات المصمم وما يضفيه عليها من شغل يدوي مطعم بحبات الباييت والستراس، مطرزة بحفاوة على مساحات متفرقة من القماش.