هناء الحمادي (أبوظبي)
محمد إبراهيم الهاجري.. نشأ في كنف عائلة عرفت بحب العلم والتميز، لذا ظهر شغفه بالعلوم التطبيقية منذ المرحلة الثانوية، حيث أحرز الميدالية الفضية في أولمبياد الرياضيات على مستوى المملكة المتحدة، مما عزز رغبته في الالتحاق عام 2011 بإحدى أفضل الجامعات في تخصصات الهندسة في الدولة وهي جامعة خليفة.
رحلته لم تتوقف عند محطة واحدة بل حصل على درجة البكالوريوس عام 2015 في تخصص الهندسة الكهربائية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، كما تم تكريمه أربع مرات خلال سنوات الجامعة نتيجة تفوقه، وقد أُتيحت له العديد من الفرص حيث أمضى صيف 2013 في سنغافورة في شركة جلوبال فاوندريز وتعرف على أحدث التكنولوجيا المستخدمة في أشباه الموصلات. وفي صيف 2014 التحق في برنامج تدريب في شركة British telecom.
بحث علمي
تميز الهاجري خلال السنة الأخيرة بالجامعة بأبحاثه العلمية الرائدة، التي أثبتت حضورها في أرقى المؤتمرات الدولية، وعرضت في عدد من الجامعات المرموقة. وعن ذلك يقول «شاركت في فعاليات علمية بجامعة كامبريدج البريطانية العريقة، وجامعة ستانفورد الأميركية الشهيرة، ونجحت في الحصول على شرف القبول والانضمام عام 2016 لبرنامج الدكتوراه في الجامعة الأولى عالمياً في تخصص الهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر MIT في الولايات المتحدة».
ويوضح أن الدراسة في معهد للتكنولوجيا MIT بمدينة كامبريدج بولاية ماساتشوستس، هي تجربة فريدة من نوعها، حيث أتاحت لي الفرصة للتعلم على أيدي أساتذة مرموقين يمثلون نخبة الباحثين في العالم ولهم إسهامات علمية ملموسة أدت إلى إحداث نقلة نوعية في مجالات تكنولوجية عديدة، كما أن دراستي سمحت لي بالتواجد ضمن كوكبة فريدة من الطلبة المتميزين من بلدان مختلفة، ووجودي بين هؤلاء الطلبة سمح لي بتبادل الأفكار العلمية، والعمل على مشاريع بحثية مشتركة، وتمثيلي المشرف للدولة في أرقى المحافل الدولية.
ويتابع الهاجري «نلت شرف الالتحاق ببعثة صاحب السمو رئيس الدولة للطلبة المتميزين علمياً لإكمال الدراسات العليا عن طريق وزارة شؤون الرئاسة. أما على الصعيد الوطني فقد حظيت بشرف اختياري لأكون عضواً في أول تشكيل لمجلس الإمارات للشباب، وتم اختياري لمنصب أول منسق عام لمجلس الشارقة للشباب، والانضمام إلى أول تشكيل للمجلس العالمي للشباب في الولايات المتحدة.
«التعلم العميق»
وحول تخصصه العلمي، يذكر الهاجري «أجريت أبحاثاً عديدة في مجال هندسة الاتصالات، وخاصة في مجال استخدام قياسات الموجات الكهرومغناطيسية لمعرفة طبيعة وشكل المكان المحيط، وأنجزت أبحاثاً حول تطبيقات أنظمة وشبكات الاستشعار اللاسلكية بتطوير خوارزميات جديدة في هذا المجال، مما ساهم في فوزي بجائزة أفضل بحث علمي في فئة أبحاث الطلبة التي أجريت ضمن فعاليات المؤتمر العالمي لنظم الاتصالات والذي استضافته الدولة عام 2015».
ويضيف: يتميز مجال أنظمة وشبكات الاستشعار اللاسلكية أن لها تطبيقات كثيرة في المجال الطبي والبيئي، وحاليا أعمل على أبحاث تتناول موضوع التعلم العميق «Deep Learning» الذي يعتبر من الركائز الأساسية لمنظومة الذكاء الاصطناعي، وأقوم بالعديد من الأبحاث لمعرفة وإيجاد تفسيرات جديدة لما يحصل في التعلم العميق للوصول لأعلى المستويات من الفهم ودرجات أعلى من الدقة، لتسريع وتسهيل استخدامها في الكثير من المجالات مثل الاتصالات، وتحليل ومعالجة الإشارات والصور، والطب الحديث.
ويشير الهاجري، قائلاً: طموحاتي المستقبلية لا سقف لها، ويأتي في مقدمتها تحقيق إنجاز علمي لأكون خير ممثل وسفير للدولة في مجال العلم، وأتطلع إلى المساهمة في إنشاء مركز أبحاث علمي متقدم يكون له أهداف عدة، منها إجراء أبحاث علمية راقية وذات مستوى علمي رفيع تساهم في وضع دولة الإمارات ضمن مصاف الدول المساهمة والمصدرة للبحوث العلمية.