مراد المصري (دبي)
دونت نهى لقمان اسمها في السجلات الرياضية من أوسع الأبواب بتألقها الموسم الحالي الذي نجحت خلاله أن تصبح أول إماراتية تجتاز المسافة الأولمبية في مسابقة الترايثلون، وذلك في البطولة العالمية التي أقيمت مطلع العام الجاري، لتمضي قدما وتنجح باجتياز 6 منافسات على مدار الموسم في المسابقة الأولمبية التي تتطلب من كل رياضي أن يجتاز سباحة مسافة 1500 متر وركوب الدراجة لمسافة 40 كلم والجري لمسافة 10 كلم.
وساهم شغف لقمان التي تعمل في إحدى مؤسسات أبوظبي الحكومية، في أن تسخر طاقتها في عملية إبداعية، حينما تواصلت مع شركة أميركية مصنعة للزي المخصص لرياضة الترايثلون، وقدمت اقتراحاتها التي أدت إلى تصميم أول زي من نوعه يلائم طبيعة الاحتشام التي تريدها الفتيات الإماراتيات والعربيات عموما.
وقالت لقمان: أفتخر بكوني أول فتاة إماراتية أنجح في قطع المسافة الأولمبية في مسابقات الترايثلون، وما جعلني أفكر بطلب تصميم هذا الزي، هو معاناتي من ارتداء ملابس رياضية ثقيلة، تسبب معوقات من عدم قدرتها على أن تنشف سريعا بعد الخروج من الماء، ولم أرد أن ارتدي الزي المخصص للترايثلون الذي لا يلائم العادات والتقاليد، وهو ما جعلني أتواصل مع الشركة المصنعة في أميركا التي تجاوبت معي، وخلال فترة شهرين استلمت الزي الذي يتميز بأن وزنه مماثل للزي الآخر، إلى جانب قدرته على أن ينشف سريعا بعد الخروج من الماء وخلال دقائق من ركوب الدراجة يكون عاد لحالته الطبيعية.
وأضافت: سيكون هناك تصميم آخر يتم العمل عليه، حيث أريد أن أضيف إليه علم الدولة، وهذا الزي شجع الكثير من الفتيات للتفكير بممارسة هذه الرياضة، إلى جانب رغبة فتيات أجنبيات أيضا باقتنائه للمشاركة فيه خلال المنافسات.
وأشارت إلى أن تكلفة الزي أقل من ألف درهم، لكنه قادر على خدمة الرياضية لمدة لا تقل على سنتين أو حتى أكثر بحسب كيفية الاهتمام به.
وكشفت لقمان «38 عاماً»، أن نقطة التحول في حياتها بدأت قبل خمس سنوات من خلال المشاركة في سباقات الجري من باب الحفاظ على الصحة، وحتى قمت بتشجيع والدي ووالدتي، واصطحبتهما للسير خلال السباق، ثم بدأت لاحقا بالانتقال نحو المزيد من المنافسات على صعيد ركوب الدراجات أيضا، ومنها وصلت إلى الترايثلون، وفي كل مرة أشارك فيها بأي مسابقة خصوصا الدولية أضع نصب عيني السعي لرفع علم بلادي وتحقيق أفضل النتائج الممكنة مع الحصول على الفائدة البدنية والصحية، حيث إن الرياضة تساهم بشكل كبير في تعزيز الصحة النفسية، وتحقق الكثير من الطاقة الإيجابية والسعادة لممارسها.
وأوضحت «كنت أول فتاة في سباق تري ياس 2018، وفي سباق آي تي يو، وفي سباق دبي للسيدات، إلى جانب العديد من الفعاليات الأخرى لسباقات الدراجات، وحاليا أشارك في سلسلة منافسات «آيرون ستار» المخصصة للترايثلون وتقام بنظام 5 جولات. وتابعت: أحد أهم أهدافي إحاطة نفسي بأشخاص إيجابيين، ومن ذلك وجودي مع فريق أبوظبي للسيدات، الذي يعمل على تشجيع الفتيات من كافة الجنسيات والأعمار على ممارسة الرياضة، والغاية الأساسية فيه نشر الطاقة الإيجابية بين العضوات.
وأضافت: الأهم حاليا أن تسعى العائلات لتشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة، خصوصا الفتيات، وأن يكون تحفيزهم للمشاركة وإنهاء المسافة في السباقات دون الالتفات للنتيجة في سن مبكرة ووضع ضغط عليهم.