17 فبراير 2009 00:49
مع نهاية الشتاء وبداية الربيع تكثر أمراض العيون بسبب تشبع الجو بالرياح الناقلة لحبوب الطلع واللقاح مع الأتربة والغبار، الأمر الذي يسبب شيوع الأمراض المرتبطة بالحساسية·
ويعد الرمد الربيعي واحدا من أكثر الأمراض انتشارا بين الطلبة، خاصة في هذا الوقت من العام لسهولة انتقاله ولغفلة الكثيرين عن طرق الوقاية منه·
يقول الدكتور مازن الخلايلة استشاري طب العيون ''لا يقتصر مرض الرمد الربيعي على فصل الربيع وحده، لكنه يزداد في هذا الوقت من العام بسبب ازدياد العوامل المؤثرة المساهمة في نشره مثل حبوب اللقاح (من الأشجار والحشائش والمزروعات)، والتي تكثر وتنتشر في فصل الربيع، والرياح المحملة بالأتربة والملوثات الهوائية مثل عوادم السيارات وغيرها، وكذلك التعرض للأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس، خاصة عند الذين يهملون ارتداء النظارات الشمسية·
حساسية
ويعرف د· مازن الرمد بقوله ''هو نوع من الحساسية غير المعدية تصيب الملتحمة (غشاء رقيق يغطي بياض العين والجفنين من الداخل) مسببة انتفاخ واحمرار في العين، وحدوث إفرازات ودموع، وقد يصاحبه في بعض الأحيان ألم في العين وحكة قد تكون شديدة ومؤلمة وبعض حالات المرض المتقدمة يصاحبها سيلان بالأنف''·
و''لا يقتصر الرمد الربيعي على فئة سنية بعينها، فالجميع معرض للإصابة به، لكن الأطفال هم الأكثر عرضة له نتيجة تعرضهم للهواء الطلق بصورة أكبر، والذكور يصابون به أكثر من الإناث، خاصة من هم أقل من 20 عاما، وأصحاب الاستعداد الوراثي للحساسية، كما أنه ينتشر في المناطق الحارة من العالم·
وعن أعراض الرمد، يقول الخلايلة ''تختلف الأعراض من شخص لآخر في حدتها أو مرات تكرارها، وهي احمرار وتورم في العينين تصاحبه حكة شديدة وزيادة في كمية الدموع التي تفرزها، خاصة في فترات الصباح، مع إفراز ملون حول القرنية، أو إفرازات مخاطية صفراء أو بيضاء اللون وهبوط بالأجفان العلوية، وفي بعض الحالات لا يستطيع الشخص المريض مواجهة الضوء، ومن أهم مضاعفات المرض حدوث شرخ أو قرحة بقرنية العين نتيجة الحكة الشديدة، وتكون صعبة العلاج·
تشابه الاعراض
وبسبب تشابه أعراض الرمد الربيعي مع بعض الأمراض الأخرى التي يكون لها نفس الأعراض كالتراخوما والتهابات الملتحمة الأخرى يخلط الكثيرون بين التهابات العين والرمد، لوجود العديد من الأسباب التي تؤدي لاحمرار وحكة بالعين مع وجود إفرازات مائية مثل التهابات العين الفيروسية والبكتيرية، ودخول جسم غريب للعين أو انسداد مجرى الدمع، والطبيب فقط من يمكنه التفرقة فيما بين الأنواع المختلفة من الالتهابات·
ويؤكد د· مازن ''لا يعتبر الرمد الربيعي خطيرا إذا ما تم التعامل معه بصورة صحيحة، لأن على مريض الرمد أن يضع كمادات باردة على جفن العين عدة مرات يوميا، وأن يستمر على العلاج الذي يصفه له الطبيب، وعادة ما يتم إعطاء المريض قطرة مضادة للهيستامين مع قطرات أخرى تمنع إفراز الخلايا للهيستامين، تستعمل على الأقل اربع مرات يومياً لعدة أسابيع حتى يبدأ مفعولها في الحالات البسيطة، بينما يعطى المريض قطرات تحتوي على الكورتيزون في الحالات الشديدة مع الحرص على عدم استعمالها لفترة طويلة، لأنها قد تسبب مضاعفات خطيرة للعين مثل المياه البيضاء أو ارتفاع ضغط العين·
ويجب الحذر عند استخدام الأدوية بقدر الإمكان، حيث إنها تساعد على الشفاء، لكنها تحمل أعراضاً جانبية أيضاً، ومن أكثر أعراضها الشعور بحرقة أو لسع في العين عند وضع القطرة، لذلك لا يجب استعمال الأدوية إلا بإشراف الأطباء وعدم تكرارها أيضاً إلا بأمر الطبيب·
الوقاية
وللوقاية من الرمد الربيعي ينصح د· مازن ''تعتبر الوقاية من أهم طرق علاج الحساسية، وخصوصاً إذا عرفت الأسباب، لذا على المريض أن يتجنب مسببات الحساسية، خصوصاً حبوب اللقاح والأتربة والغبار· وكذلك تجنب أشعة الشمس، ودرجات الحرارة العالية، والأماكن التي تساعد على ظهور هذه الحساسية، والملوثات الهوائية، واستخدام النظارات الشمسية الأصلية والمزودة بمرشح للأشعة فوق البنفسجية، عدم استخدام العدسات اللاصقة لأنها تزيد من أعراض الحساسية، وعلى المرأة المصابة بالحساسية تجنب أنواع الماكياج التي تسبب حساسية بالعين''·
ومن أهم النقاط التي ينصح بها الدكتور مازن عزل مصاب الرمد عن الاختلاط بأقرانه لمنع نقل العدوى، ويشمل ذلك إعطاءه مناشف خاصة وبطانية وأدوات نظافة شخصية وحتى أدوات طعام مستقلة·
تفهم بيئة مرضى الصرع يحد من أثر نوباته
يعرف الصرع بأنه مرض صحي عصبي يتجلى بحدوث نوبات وأزمات صرعية ناتجة عن تفريغ تلقائي للخلايا العصبية التي تكون في حالة تهيج مفرط أشبه بعاصفة كهربائية تؤدي إلى حركات عفوية خارجة عن إرادة المصاب·
وقد حير مرض الصرع الأطباء والباحثين، لكن معرفتهم به تطورت أخيرا، حيث ظهرت أدوية أكثر نجاعة، كما تحسنت تقنيات الكشف عنه، حيث توصل الأطباء إلى طرق جديدة في الجراحة، وفُتح باب الأمل في الأبحاث الخاصة بعلاقة هذا المرض بالوراثة·
والصرع لا ينقص من العمر ولا من الذكاء ولا يتلف الدماغ، خصوصا عندما تلاحظ حالة المريض أثناء النوبة، حيث يسقط لا إراديا على رأسه أو يهتز اهتزازاً عنيفاً· إن الحالة التي يكون عليها مريض الصرع توجب عليه عدم القيام ببعض المهام أو اتخاذ مهن معينة كقيادة الشاحنات أو سيارات النقل العمومي أو العمل في مكان مرتفع عن سطح الأرض، و تبقى الصلاحية للطبيب المختص وطبيب العمل لتحديد إمكانية قيام المريض بعمل ما·
يمكن أن يستمر هذا المرض لشهور أو يبقى مدى الحياة مع انقطاع لمدة عشرة سنين في المعدل، كما يمكن أن يشفى 50% من الأطفال المصابين به عند بلوغهم مرحلة المراهقة، بينما يضطر الباقون لملازمة الأدوية لتمكنهم من عيش حياة عادية· وينتج هذا المرض في 5- 10 % من الحالات نتيجة عوامل وراثية وفي 40 % من الحالات نتيجة خلل في الدماغ تشوه أو ورم في الجمجمة ، و تنشط الأزمات الصرعية بمساعدة عوامل كالتعب وتناول الكحول، ويبقى مصدر هذا المرض غير معروف عند نصف الحالات المصابة·
هناك نوعان للمرض هما: الصرع العام ويصيب 30% من الحالات، والصرع الجزئي الذي يصيب 70% من الحالات، وهو يتجلى في منطقة معينة من الدماغ، ومن ثم فإن الأعراض تتغير حسب المنطقة المصابة، وأحيانا يصعب معرفة أنها نوبة صرعية· وتكون نوبات الصرع الجزئي بسيطة أو معقدة حسب المصاب إذا ما حافظ على اتصاله بمحيطه أو لا، ويمكن أحيانا أن تتحول إلى نوبة صرع عامة، حيث تبدأ العاصفة الكهربائية في منطقة معينة من الدماغ لتنتشر بعد ذلك في باقي الدماغ، وفيما يلي جرد لبعض الأعراض حسب نوع الصرع:
- أعراض النوبة الجزئية البسيطة: وفيها يحافظ المصاب على اتصاله بالواقع، غير أنه يعاني من مشاكل متفرقة مثل صعوبة الكلام بطريقة سليمة، تقلصات وارتعاشات الأعضاء، تحرف صوتي وبصري، بالإضافة إلى مشاكل في الحواس، مشاكل في المعدة، إحساس بالغم والخوف، وتستغرق مدة النوبة من ثواني إلى ثلاث دقائق·
- أعراض النوبة الجزئية المعقدة: تتمثل في فقدان ظرفي للاتصال مع الواقع، مع آلية وتلقائية المصاب، حيث يقوم مثلا بحركات غير هادفة ويتمتم ويظهر حركات المضغ، ولا يحتفظ المصاب بأي ذكرى من النوبة التي تستغرق مدتها من ثوان إلى ثلاث دقائق·
- أعراض النوبة العامة: ويحدث فيها فقدان للوعي والسقوط، وتصلب عضلي عام مع تشنج واختلاج إيقاعي وكثرة الإفرازات اللعابية، بالإضافة إلى الدخول غيبوبة يرافقها استرخاء عضلي، وقد يحدث معه تبول أو خروج براز، وتقيؤ وارتباك عند اليقظة· ولا يحتفظ المصاب بأي ذكرى عن النوبة، التي تمتد من 3 إلى 4 دقائق، لكن أحيانا يمكن انتظار 20 دقيقة قبل الرجوع إلى الحالة الأصلية·
يركز تشخيص الطبيب على وصف حالة المريض أثناء أزمة الصرع، أو على نتائج النشاط الكهربائي للدماغ· إن أدوية الصرع لا تؤثر بنفس الطريقة، فقد يتم تجريب عدة أدوية قبل التوصل إلى الدواء المناسب، وأحياناً يجب على المريض تناول نوعين أو ثلاثة من الأدوية في الوقت ذاته·
في السنوات الأخيرة ظهرت أدوية جديدة مكنت من تحسين حياة المرضى ويمكن التوقف عن تناولها بعد بضع سنين، لكن 30 % من أمراض الصرع ما زالت تقاوم هذه الأدوية، و إذا كانت المنطقة المصابة في الدماغ سهلة المنال، فإنه يمكن إجراء تدخل جراحي، خصوصا مع التقدم في التصوير الطبي، ما مكّن من تحديد البؤر المسؤولة عن هذا الداء· ففي السابق كانوا يصورون الدماغ في لحظة معينة، أما اليوم فإنه بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تمكن الخبراء من تصوير نشاط الدماغ أثناء حصول أزمات الصرع أو قبلها·
لعل أهم العوامل التي تساعد مرضى الصرع تفهم البيئة المحيطة له لمرضه وتعاونهم معه بأن يبعدوه عن مصادر الخطر أثناء النوبة، فيجب إبعاده عن الحواف الخشبية أو الأثاث المعدني أو الزجاجي و قلب المريض على أحد جانبيه حتى لا يختنق بلعابه ووضع قطعة قماشية في فمه حتى لا يضغط بأسنانه على لسانه·
نجوى فضل
أخصائية علاج طبيعي
المصدر: أبوظبي