نشر مركز محمد بن راشد للفضاء، فيديو جديداً، لرائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، في أول جولة تعريفية مصورة باللغة العربية عن محطة الفضاء الدولية، يشرح خلاله مكوناتها والأجهزة والمعدات الموجودة على متنها، إضافة إلى نبذة عن حياة رواد الفضاء اليومية على متن المحطة.
ويعد هذا الفيديو الأول من نوعه والذي سيزود صفحات الإنترنت بمحتوى عربي قيم عن واحدة من أبرز وجهات رواد الفضاء في العالم.
وعرض المنصوري، خلال الجولة، شرحاً مفصلاً، عن القسم الروسي بمحطة الفضاء الدولية، موضحاً أنه يحتوي على الكومبيوتر الرئيسي، المخصص للتحكم بالمحطة والتنبؤ بالأعطال المختلفة، إضافة إلى معدات الرياضة المختلفة التي تستخدم لإجراء الرياضة لمدة ساعتين يومياً، والمكان المخصص للنوم وكيف ينام رواد الفضاء.
ويظهر في القسم الروسي من محطة الفضاء الدولية، صورة للروسي يوري غاغارين، أول رائد فضاء في العالم، وكبير المهندسين سيرجي كوروليوف، الذي يعتبر أبا للفضاء السوفيتي، بالإضافة إلى أعلام الدول المشاركة في التجارب وبينها علم دولة الإمارات العربية المتحدة، ومدخل مركبات سويوز.
كما عرض المنصوري، الجزء الأول الذي وصل إلى الفضاء لبناء القسم الروسي، والذي يستخدم للتخزين والاستحمام والأدوات الخاصة برواد الفضاء وغيرها، إضافة إلى عرض المختبر الروسي الذي أجرى فيها مختلف التجارب العلمية، خلال مهمة الـ8 أيام بالمحطة الدولية.
وخلال الجولة المصورة داخل الأقسام المختلفة في المحطة الدولية، عرض المنصوري مكونات غرفة الضغط وكيفية استعمال رواد الفضاء البدلات الفضائية، التي وصفها بالمركبة الصغيرة، وكيف يستخدمها الرواد لتنفيذ الصيانة المختلفة أو تصليح الأعطال أو إضافة أجهزة وتغيير البطاريات خارج محطة الفضاء الدولية، والتي تسمح لهم بالعمل لساعات عديدة، موضحاً أنه بعد ارتداء البدلة يدخل رائد الفضاء إلى غرفة الضغط؛ حيث تتم معادلة الضغط، قبيل الخروج من المحطة لإجراء الصيانة الدورية.
كما شرح المنصوري كيف يستخدم رواد الفضاء دورات المياه، خلال وجودهم على متن محطة الفضاء، وكيف يتم معالجة المياه، إضافة إلى الجزء الخاص بالتخزين على متن محطة الفضاء الدولية داخل كل قسم.
من جانبه، قال المهندس سالم حميد المري، مدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء "تمتلئ صفحات الإنترنت بمقاطع الفيديو والمعلومات حول محطة الفضاء الدولية بلغات كثيرة. ولكن، ولأول مرة، سيتمكن المتابع العربي والمهتم بقطاع الفضاء وعلومه من التعرف على أقسام ومكونات المحطة حتى أدق تفاصيلها باللغة العربية بفضل هذه الجولة التي نفذها هزاع المنصوري".
اقرأ أيضاً... هزاع المنصوري: أتطلع لرؤيتكم جميعاًً في ندوة «الإنسان في الفضاء»
وأضاف مدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء "كأول عربي يدخل محطة الفضاء الدولية منذ إنشائها، كان لا بد من مشاركة الوطن العربي هذه التجربة القيمة ليكون هذا الفيديو كإرث لمهمة هزاع المنصوري يستفيد منه كل العرب".
ويعود تاريخ بناء المحطة إلى العام 1998، حيث شيدت بتعاون كل من الولايات المتحدة وروسيا، وبتمويل من كندا واليابان و10 دول أوروبية. وبدأت باستقبال أطقم رواد الفضاء منذ مطلع القرن الحالي، وتحديداً منذ شهر نوفمبر عام 2000، علماً بأنها تضم على متنها طاقماً دولياً مكوناً من 6 رواد فضاء يقضون 35 ساعة أسبوعياً في إجراء أبحاث علمية عميقة في مختلف التخصصات العلمية الفضائية والفيزيائية والبيولوجية وعلوم الأرض.
ونفذ هزاع المنصوري، خلال مهمته العلمية، 16 تجربة علمية بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية، بينها 6 تجارب على متن محطة الفضاء الدولية لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء مقارنة بالتجارب التي أجريت على سطح الأرض، ودراسة مؤشرات حالة العظام، والاضطرابات في النشاط الحركي، والتصور وإدراك الوقت عند رائد الفضاء، إضافة إلى ديناميات السوائل، وأثر العيش في الفضاء على البشر.
يشار إلى أن مهمة ذهاب أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية تندرج تحت برنامج "الإمارات لرواد الفضاء"، الذي يشرف عليه مركز محمد بن راشد للفضاء، ويعد أول برنامج متكامل في المنطقة العربية يعمل على إعداد كوادر وطنية تشارك في رحلات الفضاء المأهولة للقيام بمهام علمية مختلفة، تصبح جزءاً من الأبحاث التي يقوم بها المجتمع العلمي الدولي من أجل ابتكار حلول للعديد من التحديات التي بدورها تساعد في تحسين حياة البشر على سطح الأرض.
حظي برنامج الإمارات لرواد الفضاء بتمويل مباشر من صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، الذراع التمويلي للهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات. ويعتبر هذا الصندوق، الذي أطلق في عام 2007، الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، ويهدف إلى دعم جهود البحث والتطوير في قطاع الاتصالات في الدولة، وإثراء ودعم وتطوير الخدمات التقنية وتعزيز اندماج الدولة في الاقتصاد العالمي.