عدد اليوم
محمد سيد أحمد (أبوظبي)
تحت رعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، تنطلق اليوم بطولة عام التسامح جراند سلام للجودو 2019، بصالة مبادلة «أرينا» بمدينة زايد الرياضية في أبوظبي، وتستمر حتى بعد غد السبت، ويشارك فيها 95 دولة، يمثلها 533 لاعباً ولاعبة يتنافسون على 52 ميدالية يبلغ مجموع جوائزها نحو نصف مليون درهم.
وتنطلق البطولة في نسختها الـ11، بتطلعات كبيرة للمنتخبات التي سجلت رقماً غير مسبوق في تاريخ بطولات الجراند سلام، حيث تمثل نقاط البطولة خطوة حاسمة في سباق التأهل إلى أولمبياد طوكيو 2020، فضلاً عن المنافسة القوية على بلوغ منصة التتويج في ظل وجود نخبة لاعبي العالم من الجنسين في الحدث.
وتغيب اليابان المنشغلة بالتحضير للأولمبياد واعتذرت غامبيا، واستبعدت إيران لتعليق عضويتها، ورغم ذلك تتواجد معظم دول العالم التي تنشط فيها اللعبة، ومن بينها 12 دولة عربية هي بجانب الإمارات، السعودية، الجزائر، الكويت، مصر، العراق، الأردن، المغرب، السودان، تونس، لبنان، اليمن.
تبدأ جولات البطولة صباح اليوم بتصفيات الدور التمهيدي التي تقام بطريقه خروج المغلوب، وتشهد الفترة المسائية إقامة الجولات النهائية لأوزان الفئات الصباحية وتتويج الفائزين، وتستمر المنافسات على فترتين صباحية ومسائية حتى مساء السبت.
وكان محمد بن ثعلوب الدرعي، رئيس اتحاد المصارعة والجودو قد اعتمد قائمة منتخبنا الوطني الذي يجمع عناصر الشباب والخبرة وضم الرباعي فيكتور في وزن تحت 73 كجم، وخليفة الحوسني تحت 81 كجم، وايفان في وزن تحت 100 كجم، والصاعد علي حسن الدرمكي في وزن فوق 100 كجم، بينما يغيب للمرة الأولى منذ سنوات بطلنا الأولمبي سيرجيو توما الذي أعلن اعتزاله مؤخرا واتجه إلى التدريب.
وأعلن رئيس اتحاد المصارعة والجودو هدفاً واضحاً للاعبين عندما حثهم على بلوغ منصة التتويج في الأوزان الـ5 التي ينافسون فيها، وأعرب عن ثقته الكبيرة في قدرتهم على كسب هذا التحدي، خاصة بعد الجهود الكبيرة التي قام بها الاتحاد في تحضير المنتخب خلال الأشهر الماضية عبر المعسكرات الداخلية والخارجية والمشاركة في عدد من البطولات.
ويتقدم نخبة النجوم والمصنفين المشاركين في البطولة الأوكرانية داريا بيلويد بطلة العالم الشابة وعدد من الذين خطفوا الأضواء في أولمبياد ريودو جانيرو، ويتطلعون الآن إلى الانتقال لطوكيو 2020، مثل البطل باسيلي في وزن 66 كجم، وماجليندا كيلمندي (كسوفو)، والبرتغالي فونسيكا بطل العالم الجديد الفائز بذهبية الاتحاد الدولي.
ويترقب عشاق اللعبة النزالات القوية لنجمة كوسو فو كيلمندي والإيطالية جيوفريدا اللتين سبق وتواجهتا في نهائي بطولة عام زايد الماضية، عناصر المنتخب المنغولي تحت قيادة جديدة، بعد مشاركته المخيبة في بطولة العالم المخيبة للآمال مؤخرا باليابان.
من جانب آخر، اكتمل العمل في صالة مبادلة آرينا التي تستضيف المنافسات، بعد عمل متواصل خلال اليومين الماضيين، وتم تحديث الصالة وفقاً لمواصفات الاتحاد الدولي للجودو، وتم فرش الأبسطة المطاطية، وتجهيز المدرجات لاستقبال الجماهير التي سيكون دخولها لمتابعة جميع نزالات البطولة مجاناً. وشهدت الصالة تحديث الإضاءة مع تركيزها بمنطقة اللعب، وتوصيل أجهزة الحاسوب وإعداد شاشات لعرض لقطات من المباريات مباشرة، ونقل مراسم التتويج ونتائج المباريات بصورة فورية، كما ارتفعت إعلام الدول المشاركة في مختلف المواقع والمطارات والفنادق، والشوارع الرئيسة في العاصمة أبوظبي، لتواصل بذلك إبهارها للمشاركين وكل زوارها بالتميز في كل الجوانب، وهو ما جعلها عاصمة عالمية للرياضة بشكل عام، ولألعاب الفنون القتالية علي وجه الخصوص. على صعيد متصل، أكملت اللجنة الوطنية لفحص المنشطات ترتيباتها لمواصلة جهودها في النسخ الماضية، وتضم نخبة من الخبراء المختصين في مختلف التخصصات من شباب وشابات الإمارات، وتبدأ اللجنة عملها مع انطلاقة مباريات البطولة اليوم، حيث يتم فحص المنشطات لعينات عشوائية من اللاعبين واللاعبات من مختلف المنتخبات المشاركة، وفقاً للائحة. يذكر أن عملية الوزن لجميع المشاركين تسبق مشاركتهم في المنافسات، بينما يتم الفحص عن المنشطات عقب الفراغ من المباريات مباشرة، وفق آلية دقيقة وبهدوء أكد احترافية اللجنة التي تراكمت خبراتها.
محمد بن ثعلوب: دعم القيادة وراء نجـاحات «جـودو الإمارات»
أكد محمد بن ثعلوب الدرعي، رئيس اتحاد المصارعة والجودو، حرص الدولة على استضافة بطولة الجائزة الكبرى، التي تحمل هذه المرة اسم «عام التسامح»، وأشار إلى أن العاصمة تتطلع لاستضافة العديد من الأحداث الرياضية العالمية، ومواصلة النجاحات التي تحققت خلال الأعوام الماضية.
وقال: الخبرة التراكمية الكبيرة، التي اكتسبها اتحاد المصارعة والجودو، جعلته قادراً على تنظيم أحداث عالمية متزامنة ومتتالية، مستفيداً من البنية التحتية التي تتميز بها إمارات المحبة والتسامح، والجودو الإماراتي على موعد مع التميز والتفوق في النسخة الحالية من البطولة، خاصة في ظل الدعم اللامحدود، الذي يجده قطاع الشباب والرياضة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتوجيهاته المستمرة بنشر هذه الألعاب في المجتمع، بهدف زرع سلوكيات حميدة لدى أفراده، وتأسيس قاعدة متينة من الرياضيين.
أضاف: أن متابعة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي راعي البطولة، أعطتنا دافعاً لتقديم المزيد من الجهد والإبداع والتميز، وتجاوز التحديات، والمضي قدماً نحو مستقبل أفضل لرياضتنا.
وشكر محمد بن ثعلوب الدرعي، كل اللجان والجهات المساهمة والشركات الراعية ووسائل الإعلام المحلية والعالمية الخارجية، التي ظلت تسهم في إنجاح بطولات الجودو الإماراتي، وأكد تذليل جميع الصعاب، وتقديم كل ما في الإمكان لإظهار عاصمة الدولة في الصورة التي تليق بها، وعكس الوجه الحضاري لمجتمع الإمارات، وخاصة في استقبال واستضافة الوفود القادمة من مختلف دول العالم، مع تأمين كافة متطلبات النجاح والضيافة.
فايزر: نثق في تميز أبوظبي
أكد المجري ماريوس فايزر، رئيس الاتحاد الدولي للجودو، ثقته في قدرة اتحاد الإمارات على تنظيم بطولة نموذجية، تكون استمراراً لتألق العاصمة أبوظبي في استضافة بطولات الاتحاد الدول المختلفة، وتميزها في تقديمها في صورة زاهية ومبهرة، حصدت إعجاب الجميع، ونالت نجمة التميز من الاتحاد الدولي. وقال: الإمارات أصبحت واحدة من الدول المتقدمة في العالم في مجال اللعبة على المستويين الفني والتنظيمي، بعد أن سطرت اسمها بأحرف من نور في سجل الدورات الأولمبية، من خلال مشاركتها المتكررة، ونتائجها الإيجابية في منافسات الجودو، التي كفلت لها بلوغ منصات التتويج، والذي يعد إنجازاً رائعاً، إضافة إلى أن احتضانها لواحدة من كبرى بطولات العالم للجودو يعتبر استمراراً للنجاح الذي حققته في النسخ السابقة. وأضاف: المشاركة القياسية التي تشهدها البطولة في نسختها الحالية، تعكس السمعة الطيبة التي اكتسبتها الإمارات على مستوى اللعبة، وفي مجالات أخرى رياضية وثقافية واقتصادية وسياحية ومجتمعية، وعكست خلالها جميعها قيمها في التسامح والمحبة وكل القيم النبيلة، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل يمتد إلى الجانب الفني وتطور اللعبة وانتشارها، وتقديم أبطال ينافسون دولياً، ويسعون إلى تحدٍ جديد في أولمبياد طوكيو 2020. وأكمل: نحن على ثقة من قدرة شباب الإمارات على إنجاح الحدث الدولي الكبير، الذي تصاحبه العديد من الفعاليات والبرامج المتنوعة، واتحاد الجودو برئاسة محمد بن ثعلوب الدرعي يستحق الإشادة على جهوده التنظيمية الرائعة، التي أصبحت سمة دائمة لكل البطولات التي يستضيفها.
نجوم إدارية
تأتي انطلاقة البطولة في أبوظبي، بعد أن احتفظ ناصر التميمي الأمين العام لاتحاد المصارعة والجودو بمنصب أمين صندوق الاتحاد الدولي للجودو، لدورة رابعة تنتهي 2023، عقب مسيرة مميزة بدأها في 2007، وجاء فوزه بالتزكية في الانتخابات الأخيرة التي احتضنتها طوكيو على هامش بطولة العالم للجودو، ليضيف بذلك إنجازاً إدارياً جديداً للجودو الإماراتي. أما قارياً، فتبرز أمل بوشلاخ أمينة صندوق الاتحاد الآسيوي للجودو لعدة دورات، ومحمد سجواني أمين السر المساعد نائب رئيس اتحاد غرب آسيا للجودو عضو الاتحاد العربي للجودو.
4 محطات قبل الختام
تمثل بطولة التسامح بداية العد التنازلي لموسم الجودو 2019، تليها بطولة أستراليا المفتوحة التي تقام في الأسبوع الأول من نوفمبر، ثم جراند سلام لوساكا اليابانية، اعتباراً في الشهر نفسه، ويختتم الموسم ببطولة الماستر في مدينة (تشينجداو) الصينية في ديسمبر المقبل، ويسعى الطامحون في الوصول إلى أولمبياد طوكيو 2020، لحصد أكبر عدد من النقاط خلال البطولات الـ4 المتبقية.
حرب على المنشطات
أعلن الاتحاد الدولي للجودو، الحرب على المنشطات، التي بدأت تنتشر وسط الشباب في مختلف دول العالم، خلال المؤتمر العلمي الطبي الدولي، الذي نظمه تحت شعار «النهج متعدد التخصصات للدعم الطبي في نظام تدريب الرياضيين من الدرجة العالية»، في المركز الطبي الرياضي بكازاخستان.
«عين الصقر» حاضرة
تشهد البطولة تطبيق تقنية «عين الصقر»، بعد أن اعتمدها الاتحاد الدولي في جمعيته العمومية الأخيرة، بهدف تطوير اللعبة، وتسهم التقنية في دفع وتطوير لعبة الجودو، والتي سبق تطبيقها في بطولة أبوظبي الماضية لأول مرة في بطولات الاتحاد الدولي للجودو، وهي تسهل عمل الحكام ولا تترك مجالاً كبيراً لوجود أخطاء تحكيمية.
«أبوظبي الرياضية» تغطية شاملة
تمنح قناة أبوظبي الرياضية الناقل الرسمي والحصري للبطولة أكثر من 20 مليون مشاهد في العالم فرصة متابعة نزالات الحدث الدولي الكبير، حيث تتيح لعدد كبير من القنوات العالمية نقل المنافسات، كما تقدم تغطية شاملة للحدث بعدد من البرامج المتنوعة والتحليل المرافق للنزالات، وتستقطب البطولة في نسختها الحالية اهتماما كبيرا من الناحية الإعلامية بانضمام قنوات ومواقع جديدة ليرتفع بذلك عدد القنوات الناقلة بنسبة 50%.
مواجهات قوية لفيكتور والحوسني
أسفرت قرعة البطولة عن مواجهة فيكتور لاعب المنتخب الوطني مع البرتغالي فرناديز، وخليفة الحوسني مع الأستوني أوسكار في الدور التمهيدي لوزن تحت 73 كجم، فيما يلتقي ايفان مع الصربي دوسن في وزن تحت 100، وعلي حسن الدرمكي أمام المنغولي ودكيتو في وزن فوق 100 كجم. وكانت مراسم القرعة قي أقيمت في قاعة السعديات بفندق جراند ميلينيوم الوحدة ظهر أمس وسبقها الاجتماع الفني الذي اعتمدت فيه مشاركة 95 دولة في البطولة يمثلها 553 لاعباً ولاعبة، وجاء تقليص العدد من 104 دول، لعدم التزام بعض الدول بتسليم قوائمها في الوقت المحدد، ومع ذلك حافظت البطولة علي رقمها القياسي من حيث عدد المنتخبات في تاريخ بطولات الجراند سلام. واستهل الاجتماع بكلمة لماريوس فايزر رئيس الاتحاد الدولي شكر فيها الإمارات والاتحاد المحلي للعبة، وتمنى التوفيق للمنتخبات المشاركة، وتلاه ناصر التميمي مدير البطولة الذي رحب بالمشاركين نيابة عن محمد بن ثعلوب الدرعي، وتحدث فلاديمير المدير الرياضي للاتحاد الدولي، مشيداً باستعدادات الإمارات للبطولة، مؤكداً تميز البطولات التي تستضيفها أبوظبي التي تحمل عنوان «التسامح».
