حاتم فاروق (الاتحاد)
يتنافس 1200 شخص من طلاب الجامعات والمراحل الثانوية وخبراء التقنية والتكنولوجيا في الدولة، وهم مقسمون على 200 فريق، على جوائر تحدي «هاكاثون الإمارات 2019» الذي تطلقه الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات للعام الثاني علي التوالي، يوم 5 فبراير المقبل، على 4 مراحل، تقام في مختلف إمارات الدولة، تحت شعار «بيانات للسعادة وجودة الحياة»، وذلك بالتزامن مع شهر الابتكار.
وقالت هيئة تنظيم الاتصالات، من خلال مؤتمر صحفي، عقد أمس بمقر الهيئة في أبوظبي: «إن فكرة الهاكاثون تقوم على تكوين فرق عمل مصغرة مكونة من 3 إلى 5 أشخاص، يمثلون مختلف فئات وشرائح المجتمع كافة من موظفين، وطلاب جامعات، وطلبة مدارس ثانوية، وموظفين، ورواد أعمال ومتخصصين في تكنولوجيا المعلومات، وغيرهم، للعمل على تطوير حلول وأفكار في المجالات التي يحددها الهاكاثون، باستخدام البيانات الضخمة التي ستوفرها العديد من الجهات الحكومية في الدولة».
وكشفت الهيئة أن «هاكاثون الإمارات» سيطرح ضمن منافساته 5 قضايا مجتمعية، تشمل الشباب، والابتكار، والسعادة، وجودة الحياة، والتي تعد من أولويات العمل الحكومي في دولة الإمارات، من أجل تحقيق سعادة المتعاملين، متوقعة أن تصل عدد الأفكار القابلة للتنفيذ خلال تحدي هذا العام إلى 80 فكرة، مقابل 61 فكرة تم الأخذ بها مع نهاية هاكاثون 2018.
وقال حمد عبيد المنصوري، مدير عام الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات: «إن «هاكاثون الإمارات» يندرج ضمن استراتيجية حكومة دولة الإمارات إلى مواكبة المتغيرات والمعطيات التي أفرزتها الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي»، مؤكداً أن «هاكاثون الإمارات» يضاف إلى سلسلة المبادرات التي أطلقتها الهيئة، الرامية إلى تكريس روح الابتكار لدى مختلف فئات المجتمع، وتحديداً قطاع الشباب، لتطوير مهاراتهم، وتأهيليهم ليكونوا قادرين على المنافسة في سوق العمل الذي من المتوقع أن يشهد تغيرات جذرية على مستوى المعايير المطلوبة في الكفاءات والموارد البشرية.
وأكد مدير عام الهيئة أن طرح القضايا والتحديات المجتمعية التي تشملها فعاليات «الهاكاثون» ستكون فرصة لتعزيز علاقة الشراكة بين القطاعين العام والخاص، من خلال مشاركة شركات خاصة في الدولة، لافتاً إلى أن هدف هذه التجربة يتمثل في توظيف البيانات لتطوير حلول وأفكار مبتكرة تساعد في إسعاد المجتمع، وهو ما جعل شعار الهاكاثون «بيانات للسعادة وجودة الحياة»، كما نهدف إلى إشراك عدد كبير من الطلبة مع مشاركين من فئات المجتمع المختلفة لتطوير حلول عصرية مبنية على تحليل البيانات المتاحة.
وأوضح أن تحدي «الهاكاثون» يعد من الفعاليات التي تجمع فئات المجتمع كافة من طلاب جامعات وطلبة مدارس ثانوية وموظفين ورواد أعمال ومتخصصين في تكنولوجيا المعلومات وغيرهم، للعمل على تطوير حلول وأفكار مبتكرة في المجالات التي يحددها الهاكاثون، باستخدام البيانات المتاحة، منوهاً إلى أن «الهاكاثون» يهدف في الأساس إلى تشجيع الابتكار والإبداع في المجالات كافة للخروج بحلول تساهم في معالجة قضايا، تشغل المجتمع، مثل الزحام المروري، وحماية البيئة، وغير ذلك.
وانتشرت فعاليات «الهاكاثون» على المستوى العالمي خلال السنوات الأخيرة، وهو منافسة تجري بين مختلف فئات المجتمع، لتطوير حلول وبرامج لمعالجة المشكلات الراهنة، انطلاقاً من تفاعل العقول والأفكار، وباستخدام التكنولوجيا المتاحة، كما انتشرت فكرة الهاكاثونات إلى قارات أخرى، كآسيا وإفريقيا، وخاصة مع وجود منظمات غير ربحية متخصصة في نشر ثقافة الهاكاثون، وتحليل البيانات، مثل تعاونية البيانات الدولية التي تشارك في إدارة «هاكاثون الإمارات».
وتعليقاً على استضافة جامعة خليفة أول محطات «هاكاثون الإمارات»، قال حمد المنصوري: «تعدّ جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا من الجامعات الوطنية الرائدة في نشر ثقافة المستقبل، وتهيئة الأجيال الإماراتية للتعامل مع أحدث التقنيات والمعارف، ويشكل التعاون والتنسيق مع المراكز العلمية في الدولة، ومنها جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا نموذجاً يحتذى به حول كيفية الدمج بين البحث العلمي وخدمة المجتمع». وأضاف أن الهيئة تعمل مع الجامعات المشاركة في الهاكاثون على تهيئة بيئة تنافسية جماعية للتعامل مع البيانات الضخمة وتحليلها، وصولاً إلى حلول عملية للتحديات المحلية، منوهاً إلى أن هذا التعاون يندرج ضمن توجيهات القيادة الرشيدة التي تولي أهمية قصوى للعمل الجماعي المنسق والشراكة بين مختلف القطاعات، وتسخير العلم والمعرفة لخدمة تعزيز أسلوب الحياة الرقمي، ومواكبة استراتيجية والذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة.
وأضاف المنصوري: «تشكل إقامة هذا الهاكاثون أحد أوجه الدعم المستمر الذي تقدمه الهيئة للكفاءات الوطنية الشابة، وذلك من خلال إتاحة الفرصة لتطوير وصقل مهاراتها، بحيث تتناسب مع الاحتياجات المستقبلية لسوق العمل، والتي تشهد تغيرات كبيرة على صعيد المؤهلات والقدرات».
ويحصل جميع المشاركين في «الهاكاثون» على تدريب لمدة يوم، إضافة إلى شهادة مشاركة مقدمة من الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، في حين سيتم الإعلان عن أسماء الفائزين في حفل يقام لهذه المناسبة بتاريخ 3 مارس في أبوظبي.
وسيتم تكريم الفائزين في كل إمارة، وهم 6 فرق، من خلال نشر الحلول والتطبيقات التي فازوا بها على البوابة الرسمية لدولة الإمارات، كما ينشر فيديو يوضح الأعمال الفائزة، في حين يحصل الفائزون على مستوى الدولة على جوائز عينية قيمة.
لا شروط محددة للمشاركة في التحدي
قالت الهيئة العامة لتنظيم الاتصالات إنه لا توجد شروط خاصة للتسجيل في «هاكاثون الإمارات»»، مؤكدة أن المطلوب في الشخص المتقدم أن يكون لديه الرغبة في فهم واستخدام البيانات المفتوحة لمعالجة التحديات المتعلقة بالموضوعات المطروحة في الهاكاثون.
وأضافت: «يمكن لأي شخص مقيم في دولة الإمارات المشاركة في الهاكاثون، ولا يشترط تخصصات أو مهن معينة. المطلوب فقط التسجيل عبر الصفحة الإلكترونية. ومن الأفضل أن يتم التسجيل على شكل فرق وليس أفراداً».
ويعتبر «هاكاثون الإمارات» الحدث الأول والأضخم من نوعه في مجال تحليل البيانات، وهو عبارة عن ستة «هاكاثونات» يقام كل منها في واحدة من إمارات الدولة، انطلاقاً من جامعة خليفة في أبوظبي بتاريخ 5 فبراير، ويستمر لمدة ثلاثة أيام.
ويقام الأسبوع الثاني في الشارقة وعجمان وأم القيوين خلال الفترة من 12-14 فبراير، وذلك في جامعة عجمان، وقاعة المدينة الجامعية بالشارقة، ومركز الشباب في أم القيوين، في حين يقام الأسبوع الثالث خلال الفترة بين 19-21 فبراير في رأس الخيمة والفجيرة.
كما تستضيف جامعة زايد في دبي، المحطة الأخيرة في جولة هاكاثون الإمارات، حيث ستقام المنافسات خلال الفترة بين 24-26 فبراير، فيما يتم الإعلان عن الفائزين من خلال الحفل الختامي المقام يوم 3 مارس المقبل.