أمل القبيسي: برنامج الإمارات للفضاء يستشرف آمال البشرية

منى الحمودي (أبوظبي)

عبرت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي عن الفخر والاعتزاز ببرنامج الإمارات للفضاء، وقالت معاليها: «إن هذا البرنامج الوطني الرائد الذي نشارك فيه في استشراف المستقبل ليس فقط على المستوى الوطني ولكن في استشراف آمال البشرية، وهذا العمل الوطني ما كان هذا ليتحقق لولا رؤية وتوجيهات وتطلعات القيادة الرشيدة والعمل الجاد من هذا الفريق الوطني الذي نعتز به ويعمل على تحقيق هذه الرؤية الطموحة، وإن شاء الله سنحتفل جميعاً بتدشين إنجازاتهم كما احتفلنا سابقاً بإطلاق هذه الأقمار الصناعية، وهذا الفريق المتكامل الوطني من خبراء ومن علماء المستقبل أبنائنا الطلبة الذين وجدناهم فعلاً في منظومة متكاملة ستحقق إن شاء الله الريادة لدولة الإمارات في برنامج الفضاء».
جاد ذلك خلال زيارة معاليها أمس للمقر الرئيس لوكالة الإمارات للفضاء في مدينة مصدر، على رأس وفد من المجلس الوطني الاتحادي تنفيذاً للاستراتيجية البرلمانية للأعوام 2016- 2021م، والتي من ضمن أهدافها تعزيز دور المجلس في تحقيق رؤية الدولة في استشراف المستقبل، وتعزيز الركائز الأساسية لمشروع النهضة الذي تتطلع له القيادة الحكيمة.
واستقبل وفد المجلس معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، والدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام الوكالة، إلى جانب عدد من المسؤولين ومديري الإدارات والمهندسي، حيث تعرفوا إلى مسؤوليات وكالة الإمارات للفضاء المتمثلة في تنظيم ودعم ورعاية قطاع الفضاء الوطني في دولة الإمارات، والتي تشمل الإشراف على المشاريع الفضائية للدولة وتمويلها، إلى جانب مستهدفاتها الاستراتيجية بوصفها أول وكالة فضاء وطنية على مستوى المنطقة في تقديم مساهمة بارزة للتنويع الاقتصادي في الدولة، ورفع مستوى الوعي بأهمية علوم الفضاء، وإصدار التشريعات والقوانين الناظمة للقطاع، وتعزيز مكانة الدولة في المجالات الفضائية على مستوى العالم.
من جهته قال معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي: «تنسجم الزيارة مع مساعي وكالة الإمارات للفضاء لتعريف مختلف الأطراف المعنية الحكومية والمجتمعية بمستجدات القطاع الفضائي الوطني، والذي يُعد الأكبر والأكثر طموحاً على مستوى المنطقة، بالنظر إلى حجم الاستثمارات وطبيعة المشاريع الفضائية والمقدرات البحثية التي تزخر بها».
وأضاف: «تقود دولة الإمارات بفضل الدعم والرعاية اللامحدودين من القيادة الرشيدة الطموحات الفضائية للمنطقة لتعزيز مساهمتها في الجهود العلمية والفضائية العالمية وإعادة أمجاد الأجداد العرب بهذا المجال، حيث تتمتع بكافة المقومات التي تؤهلها لمواصلة ريادة القطاع الفضائي على مستوى المنطقة، سواء من حيث الدعم الحكومي والشعبي، أو الموارد والبيئة التحتية العلمية، أو الشباب الطموح الذي يتسلح بالمعارف العلمية سعياً نحو العمل في القطاع وقيادته في المستقبل».
من جهته، قال الدكتور مهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء «إننا فخورون بزيارة المجلس الوطني الاتحادي مقر الوكالة، والتي تأتي في إطار مناقشة المجلس لمشروع قانون تنظيم قطاع الفضاء غداً (الأربعاء)، والذي سيتم إصداره قريباً لتصبح دولة الإمارات بذلك، من الدول القليلة التي لديها قوانين وتشريعات فضائية متكاملة».
وأضاف «دولة الإمارات لديها برنامج فضاء طموح يعتبر الأكبر في منطقة الشرق الأوسط من حيث عدد الأقمار الصناعية، حيث تمتلك الإمارات عشرة أقمار صناعية في الفضاء، وعشرة أقمار صناعية أخرى تصنع حالياً، بما فيها مسبار الأمل هذا المشروع العربي الإسلامي الطموح الذي سوف يستكشف المريخ».
وأشار إلى إن العلاقة بين وكالة الإمارات للفضاء والمجلس الوطني الاتحادي تعتبر علاقة شراكة؛ نظراً لأن الوكالة هي الجهة المعنية بوضع الإطار التنظيمي لقطاع الفضاء في دولة الإمارات، بما يُسهم في وصول الدولة إلى طموحاتها الفضائية، والذي يشمل السياسة والاستراتيجية الوطنيتين لقطاع الفضاء، إلى جانب قانون الفضاء الوطني والذي يجعل من الإمارات من الدول القليلة التي لديها تشريعات قانونية متكاملة، لافتاً إلى دور المجلس الوطني الاتحادي الإشرافي الذي بدوره يقوم بالنظر لملاءمة قانون الفضاء مع القوانين الأخرى المعمول بها لتطبيقه داخل الدولة ضمن بيئة الدولة التشريعية.

دور ريادي
أشاد جمال الحاي عضو المجلس الوطني الاتحادي، بالتعاون والتناسق بالعمل بين مركزي محمد بن راشد للفضاء ووكالة الإمارات للفضاء، وذلك بعد الزيارة التي تمت لكل منهما من قبل أعضاء المجلس الوطني الاتحادي. معبراً عن فخره بوجود كوادر إماراتية من شباب وشابات الوطن في مجال الفضاء، إلى جانب وجود 43% من النساء يعملن في وكالة الإمارات للفضاء، واعتبار أن دولة الإمارات هي الدولة العربية الأولى في قطاع الفضاء مما يعتبر إنجازاً كبيراً خلال فترة صغيرة من ناحية أعداد الأقمار الصناعية والتي أصبح تصنيعها إماراتياً 100%.
وأكدت عائشة راشد ليتيم عضو المجلس الوطني الاتحادي، على أهمية مثل هذه الزيارات والتي تُبين حجم الإنجاز والعمل الدؤوب والجدية في عمل وكالة الإمارات للفضاء، حتى تحقق تطلعات الدولة بأن تكون إحدى الدول الرائدة في مجال الفضاء.
وقالت المهندسة عزة سليمان عضو المجلس الوطني الاتحادي خلال مشاركتها في الزيارة: «بلادنا أثبتت جدارة الكفاءات المواطنة على دخول القطاعات التي كانت في الماضي مقصورة على دول معينة، ولكن اليوم أصبحت الإمارات أيقونة في مجال الفضاء رغم مرور فترة بسيطة على إيجاد هذا القطاع. وخلال زيارتنا للوكالة والاطلاع على برامجها وخططها والكفاءات التي تقف وراء هذا الصرح لمست تميزاً يلبي طموح قيادتنا في هذا المجال».
واعتبرت عائشة سالم بن سمنوه عضو المجلس الوطني الاتحادي، أن زيارة أعضاء المجلس لمركز الإمارات للفضاء من الزيارات المميزة التي تحتوي على نوع من الابتكار، والتواجد في هذا المكان الذي يقدم صورة واضحة عن استشراف المستقبل، مشيرةً إلى أن كل ما تم الاطلاع عليه خلال الزيارة هو دافع وتأكيد على أن الجيل القادم في دولة الإمارات هو جيل الابتكار والفضاء، وأن ابتكارات دولة الإمارات القادمة ليست على الأرض إنما على الفضاء.

العقول النيرة
قال الدكتور سعيد المطوع عضو المجلس الوطني الاتحادي «إن سعي دولة الإمارات لتكون إحدى الدول الرائدة في مجال الفضاء يتحقق من خلال العقول النيرة من المواطنين القائمين على هذا المشروع، وهذا نتاج لرؤية حكيمة من قيادة حكيمة تؤمن بالمواطن الإماراتي الذي يعتبر مصدر الفخر للدولة». وأضاف «ما شهدناه في هذه الزيارة من خبرات والخطط الطموحة لوكالة الإمارات للفضاء تبين أن الهدف واضح، وأن خريطة الطريق واضحة والقائمين عليها أبناء الوطن، ويجب الإشادة بجميع الجهات المسؤولية والتعاون القائم بينهم، والروح المسؤولة في أعضاء فريق العمل وقيادتهم في سعيهم للانتقال بشكل متسارع نحو اقتصاد قائم على المعرفة ومركز على الابتكار».