الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جميل راتب: «الصعود إلى الهاوية» شهادة ميلادي جماهيرياً و «الكيف» الأقرب إلى قلبي

جميل راتب: «الصعود إلى الهاوية» شهادة ميلادي جماهيرياً و «الكيف» الأقرب إلى قلبي
25 سبتمبر 2010 21:14
رغم انه بلغ من العمر 84 عاما إلا أن الفنان القدير جميل راتب يتسم بالحيوية بمجرد ظهوره على الشاشة، رغم ملامحه الحادة التي تصاحبها غالباً الكثير من الانفعالات في الأداء. وكان آخر اداوره في الدراما التلفزيونية العام الماضي في الجزء السابع من” يوميات ونيس” بطولة واخراج محمد صبحي. وعاش جميل راتب 60 عاما بين المسرح والسينما والتلفزيون وعلى عكس ماهو معروف لدى الكثيرين بأن بدايته الفنية كانت في المسرح الفرنسي إلا أن تاريخ السينما المصرية يؤكد أن البداية الفنية الحقيقية له كانت في مصر من خلال السينما عندما شارك في العام 1946 في بطولة الفيلم المصري “أنا الشرق” الذي قامت ببطولته الممثلة الفرنسية كلود جودار مع نخبة من نجوم السينما المصرية وشبابها في ذلك الوقت ومنهم جورج ابيض وحسين رياض وتوفيق الدقن وسعد أردش. وبعد هذا الفيلم سافر الى فرنسا ليبدأ من هناك رحلته الحقيقية مع الفن. وملامح جميل راتب الحادة أهلته لأداء أدوار الشر، وخجله هو الذي اوقفه على خشبة المسرح لأول مرة في الأربعينيات من القرن العشرين ومن أجل تاريخه الطويل كرمه مهرجان الاسكندرية السينمائي هذا العام بعد رحلة طويلة مع التمثيل في مسارح باريس وبعد 67 فيلما سينمائياً مصرياً، وعدد كبير من أفلام السينما العالمية. وعاد جميل راتب بذاكرته لسنوات عمره الاولى وقال: بعدما انهيت دراستي الثانوية في مصر وكان عمري 19 عاما دخلت مدرسة الحقوق الفرنسية، وبعد السنة الأولى سافرت الى باريس لإكمال دراستي وكونت مع أصدقاء فرقة مسرحية وبدأنا نعرض على مسارح صغيرة وقدمنا أعمالاً لمنظمة اليونسكو، وكنت في أدوار البطولة دائماً. وبعد ان نجحنا أصبحوا يطلبوننا في المسارح الكبيرة مع مخرجين كبار حيث مثلت “عطيل” لشكسبير بالفرنسية وبالعربي وعرضتها في تونس، والكلاسيكيات لـ”موليير” و “راسين” وغيرهما، فضلاً عن المسرح الأجنبي غير الفرنسي، وأخرجت عدداً من المسرحيات، وأصبحت مشغولاً حتى أنني لم يكن يهمني السينما العالمية، مثلما حدث عندما وقفت امام جين لولو بريجيدا، في واحد من أهم الأفلام الانجليزية، لكنني لم أحاول اقتحام السينما لأنني كنت مكتفياً بالمسرح لأنني كنت أحبه ولا أحب جو السينما وقدمت دوراً في فيلم “لورانس العرب” وفي عام 1974 عدت الى مصر لأسباب عائلية. ويكمل جميل راتب حديثه عن مشواره الفني ويقول إنه عمل في أفلام عالمية لكنه لم يصبح ممثلاً عالمياً مثل عمر الشريف وبرر ذلك بأن عمر الشريف عمل في أفلام أميركية كثيرة بعضها نجح وحقق له شهرة وكان ذلك شرطاً للعالمية التي يتمتع بها. أما انا فقد كرهت جو السينما الأجنبية وعدت الى القاهرة ورشحت لدور الضابط في فيلم “الكرنك” الذي لعبه كمال الشناوي، وبعد ان وقع العقد هو وأحمد زكي فوجيء بأن المنتج وقع مع كمال الشناوي ونور الشريف لأنهما الأشهر. وأضاف: حين عدت الى مصر عرض عليَّ كرم مطاوع دوراً في مسرحية كتبها محمود دياب، واكتشفت أن كرم مطاوع مخرج كبير لايقل موهبة عن كبار مخرجي المسرح العالميين. وبعدها عرض عليَّ المخرج صلاح أبو سيف دوراً مهماً في فيلمه “الكداب” وبعدها انهالت عليَّ الأدوار من كل مخرجي السينما المصرية، وللحقيقة فقد تعلمت السينما في مصر حيث عملت مع مخرجين كبار، وبعدما نجحت سينمائياً في مصر طلبتني السينما الفرنسية. وعن إحساسه بالتكريم في مسقط رأسه الإسكندرية قال جميل راتب‏:‏ أنا من الاسكندرية حيث شهدت منطقة “زيزينيا” ميلادي أثناء وجود أسرتي بها لقضاء اجازة الصيف لذلك أنا سعيد جدا بتكريمي في مهرجان الاسكندرية‏.‏8232وتحدث عن مشواره الفني مؤكدا أنه لم يكن مفروشا بالورود وإنما صادفته صعوبات كثيرة واستطاع أن يتغلب عليها بالإصرار على العمل الفني‏. مشيرا الى أنه عمل حمالاً بسوق الخضار في باريس ثم كومبارس،‏ كما عمل مساعدا للمخرج في فيلم للنجم العالمي انتوني كوين‏،‏ وبالمناسبة فهو صديقي منذ ذلك الوقت‏.‏ كما شاركت في العديد من المسرحيات الفرنسية حتى عدت الى مصر منتصف السبعينيات لظروف عائلية. ‏وعن نقطة انطلاقه ومعرفة الجمهور له في السينما المصرية قال‏:‏ قبل فيلم “الصعود الى الهاوية” كان الوسط الفني في مصر يعرفني جيدا‏.‏ لأنني حضرت الى مصر وقدمت أكثر من عمل قبل ذلك الفيلم‏، ولكن “الصعود الى الهاوية” كان أول عمل جماهيري‏ واعتبره شهادة ميلادي الجماهيرية‏،‏ وأذكر أن الفيلم حقق نجاحا فنيا وجماهيريا كبيرا‏،‏ واستمر عرضه لفترة طويلة‏.‏ كما حصلت عن دوري فيه على جائزة أفضل ممثل دور ثان‏،‏ وتسلمت الجائزة وقتها من الرئيس الراحل أنور السادات‏.‏8232واضاف‏:‏ بعد عودتي من فرنسا شاركت في أعمال فنية كثيرة‏،‏ ولكن أقربها الى قلبي كانت أفلام “البداية” لصلاح أبوسيف و”لا عزاء للسيدات” لهنري بركات‏.‏ و”الصعود الى الهاوية” و”الكيف” وكلها أعمال مميزة كنت سعيدا بوجودي فيها‏.‏ لكن دوري في “الكيف” هو الاقرب الى قلبي‏.‏8232وعن رأيه في إخفاق فيلم “ليلة البيبي دول” الذي شارك فيه أخيرا رغم توافر كل الإمكانات المادية والفنية له‏،‏ قال‏:‏ هذا الفيلم وقع في خطأ كبير‏،‏ وهو أنه حاول تقديم مزيج من الكوميديا والتراجيديا في وقت واحد‏.‏ وأرى أن الكوميديا في الفيلم كانت نقطة الضعف‏،‏ لأنه ناقش أفكارا سياسية مهمة وكان لابد من التركيز عليها بشكل جاد‏.‏8232وعن رأيه في مستقبل السينما المصرية قال جميل راتب‏:‏ السينما حاليا تقدم موضوعات جيدة وجادة سواء سياسية أو اجتماعية‏،‏ وأتصور مع وجود مخرجين مثل داود عبدالسيد وأسامة فوزي ويسري نصرالله وغيرهم فإن السينما المصرية ستكون لها كلمة مهمة وشكل مختلف في الفترة المقبلة‏.‏ وعن نفسي سعيد بالعمل مع المواهب السينمائية الشابة‏،‏ حيث قدمت معهم العديد من الأعمال‏.‏ وأنا متفائل بهذا الجيل وهذه المواهب جدا‏. ‏وعن غيابه عن الأعمال الدرامية خلال تلك الفترة قال‏:‏ سني الآن أصبحت متقدمة‏،‏ ولذلك لابد من التدقيق في اختيار أي دور أقدمه على الشاشة حتى لا أسيء لمشواري الفني‏. واضاف للأسف الشديد أصبحنا نعاني فقرا حقيقيا في النصوص الجيدة والمخرجين المتميزين ولذلك صعدت على أكتافنا الدراما العربية‏،‏ بل والتركية‏.‏ واعتبر جميل راتب ان يحيى الفخراني من افضل الممثلين في الوقت الحالي من وجهة نظره وكذلك صلاح السعدني ونور الشريف وان يسرا وعبلة كامل وليلى علوي هن الأبرز على الساحة المصرية في مجال التمثيل. وقال جميل راتب إنه وافق مؤخرا على المشاركة في الفيلم الفرنسي “المياه الزرقاء” الذي يخرجه شاب فرنسي الجنسية باكستاني الاصل وانه لم يتردد بالمشاركة في الفيلم الفرنسي خاصة ان المخرج من جيل الشباب، مؤكداً أن المخرجين الجدد لديهم العديد من الافكار الجيدة التي تصلح لأن تكون افلاما على مستوى عالمي. وقد يبدو غريباً أن يحتل جميل راتب خشبة المسرح الفرنسي منذ عقود بينما لايقف على خشبة المسرح المصري، وعن اسباب ذلك يقول: المسرح المصري فقير جداً، وكل الأعمال التجارية الناجحة اعتقد انها ليست لها علاقة بالفن لأن المسرح يكون قيمة فقط حين يحرك العقل أو الإحساس أو الذوق لكن أعمالنا المسرحية عبارة عن ديالوج “نيلة” ومضمون مفيش وديكور مفيش وده مش مسرح لكن هناك استثناءات مثل مسرح محمد صبحي، ومسرح الهناجر بالأوبرا لكن الجو العام للمسرح في مصر سييء. وقال: عملت مع محمد صبحي على المسرح في “يوميات ونيس” لمدة شهرين فقط، لأنني لا أريد أن أكون مقيداً حيث لدي أعمال في فرنسا أسافر لإنجازها، وليس منطقياً أن أضحي بها. ويقول جميل راتب إنه لم يكن يتوقع أن يكرمه أحد، في السينما المصرية، لذا اندهش حينما طلبه مهرجان القاهرة منذ سنوات للتكريم وهاهو يكرم في مهرجان الاسكندرية فهو لم يكن مهتماً بالسينما ولم يكن ممثلاً عالمياً إلا على مستوى الممثلين المصريين، وربما لهذا السبب كرموه.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©