عبد الله القواسمة (أبوظبي)
يقف الإيطالي ألبرتو زاكيروني، المدير الفني لمنتخبنا، على أعتاب التاريخ، وهو الطامح إلى الفوز بلقب كأس آسيا للمرة الثانية في مسيرته، بعد الأولى مع اليابان قبل 9 أعوام، وبالتحديد في نهائيات 2011، مما يجعله يتساوى مع البرازيلي كارلوس ألبرتو بيريرا الذي أحرز اللقب مع الكويتي عام 1980، والسعودية عام 1988.
ويقود زاكيروني «الأبيض» معتمداً على أسلوب المدرسة الإيطالية، وهي الأفكار التي لجأ إليها كارلوس ألبرتو، والذي يعتبر أول مدرب برازيلي يلعب بأسلوب يعتمد على التنظيم الدفاعي، بعيداً عن الكرة الجمالية المعروفة عن «راقصي السامبا»،
ليقود البرازيل إلى الفوز بلقب مونديال أميركا 1994، وأعلن قبل البطولة وبعدها أنه لا يبحث عن العروض الترفيهية والجمالية التي عرفت البرازيل بها، بقدر سعيه إلى النتائج التي تكفل له اعتلاء منصة التتويج، وهذا ما حدث فعلاً.
وتعتبر الكويت التي قاد كارلوس ألبرتو منتخبها إلى لقب كأس آسيا قبل 39 عاماً الدولة التي شهدت بزوغ نجمه التدريبي، وقبل ذلك كان مساعداً لمواطنه المخضرم ماريو زجالو، كما يعتبر كارلوس ألبرتو أحد المدربين القلائل الذين لم يمارسوا لعبة كرة القدم بشكل منتظم أو احترافي في أيام شبابهم، مثل زاكيروني الذي أدت الإصابة إلى اعتزاله مبكراً، قبل أن يتجه إلى مجال التدريب.
وكانت نسخة عام 1980 من كأس آسيا إحدى البطولات المهمة بالنسبة لعرب آسيا، بعدما تصدت الكويت لاستضافتها لتصبح أول دولة عربية تستضيف الحدث القاري الذي شارك فيه 10 منتخبات، وتسيد «الأزرق» تحت قيادة كارلوس ألبرتو البطولة ليصبح «الأزرق» أول منتخب عربي ينجح في الظفر باللقب، بعدما تخطى كوريا الجنوبية بثلاثية نظيفة في المباراة النهائية، وهي النتيجة التي جاءت صادمة للأوساط القارية وللكوريين أنفسهم الذين تفوقوا على الكويت في الدور التمهيدي بالنتيجة ذاتها التي رشحتهم بقوة للظفر باللقب، لكن «الأزرق» كان له رأي آخر بثلاثية سعد الحوطي وفيصل الدخيل «هدفين»، وقدمت الكويت في البطولة جيلاً ذهبياً ما زالت إنجازاته عالقة في الأذهان إلى الآن، إذ نجح بعد عامين في بلوغ نهائيات كأس العالم، ليصبح أول منتخب من عرب آسيا يتأهل إلى المونديال.
وعاد كارلوس ألبرتو لحصد لقب كأس آسيا مجدداً بعد ذلك بثمانية أعوام مع المنتخب السعودي، حارماً كوريا الجنوبية اللقب مرة أخرى.
عودة إلى زاكيروني الذي تربع على قمة «القارة الصفراء» مع منتخب اليابان عبر جيل يعد الأقوى في تاريخ كرة القدم اليابانية، وهي الظروف ذاتها التي تتكرر معه مجدداً في النسخة الحالية، لأن الجيل الحالي يعتبر من أفضل المنتخبات في تاريخ كرة الإمارات، وبالتالي فإن فرص تكرار المدرب الفوز باللقب الآسيوي مع «الأبيض» هذه المرة تبدو أكبر من سابقتها، لأن البطولة تقام على أرض الإمارات وبين جماهيرها العريضة، وفي ظل دعم كبير من القيادة الرشيدة وأبناء الدولة.