عدد اليوم
علي الهنوري (عجمان)
مع دخول موسم «الوسمي» في السادس عشر من أكتوبر بالإمارات واعتدال الأجواء، تبدأ الانطلاقة الأولى لموسم الصيد بالصقور وتدريب الصقارين على فنونه.
ويعد الصيد بالصقور رياضة إماراتية تراثية تعود إلى أكثر من 2000 سنة، ويتم تناقل مهارات ممارستها عبر الأجيال، والتي تتطلب الكثير من الصبر والتعاون بين مربي الصقور وطيورها، فكلّما تعامل مع صقره بلطف وتعاطف، كسب ثقته وبدأ بإطاعته، وبالإضافة لما أبدعه الإماراتيون من طرق متميزة في تربية الصقور، قاموا هذا الموسم باستحداث استخدام «طائرات الألعاب الصغيرة» التي تعمل بالريموت كونترول، وذلك من أجل تعويد الطير على ملاحقة الطريدة، وزيادة السرعة في مختلف حالات الصيد.
يقول الصقار مصبح محمد بن غليطة: «ننتظر بفارغ الصبر اعتدال الأجواء، وانخفاض درجات الحرارة لبدء موسم الصيد، وتدريب الطيور الجديدة المستأنسة والصغيرة».
وتابع: «في الرحلات التراثية الممتعة، نصطحب معنا الأطفال والشباب للبر، ونحمل أدوات الصيد والقنص والطيور المختلفة من الصقور والحمام للتدريب».
وعن استحداث استخدام الطائرات الإلكترونية الصغيرة في التدريب على الصيد، يقول: «هناك مسابقات تنطلق في الخليج العربي تعتمد حالياً على مثل هذه الطائرات التي تحمل من خلفها بعضاً من ريش الحمام الذي يتبعه الصقر للانقضاض عليه، وهو نوع آخر من برامج التدريب يشبه عملية «التلواح»، ويعتبر مرحلة مهمة لتعويد الصقر على تحديد هدفه والانقضاض عليه، بحيث يقوم الصقار بوضع قطعة لحم على كمية من الريش ويلوح بها في السماء إلى أن ينقض عليها الصقر، واليوم نستخدم الطائرة لتدريب الطيور على اللحاق بفريسة طوال الوقت، ويعود لصاحبه عندما ينادي عليه». ويشير ابن غليطة إلى وجود أنواع كثيرة من الصقور، فمنها الشاهين، الحر، الأكور، الهيثم، القطامي، الأسفح، الزهدم، الحر الصافي والحر الجرودي والوكري. كما توجد أنواع من البازي الشياهين.. فهناك الشيهانة البحرية وتتميز بلونها الأسود وطولها، والشيهانة الجبلية وهى حمراء اللون لكنها أقل طولاً من الشيهانة البحرية، أما عن أفضل الصقور فيقول ابن غليطة: الحر الصافي الذي يكون ذا لون واحد من دون وجود دقوق، لذلك فإن الصقارة يفضلونه لأنه الأجمل والأسرع، بالإضافة إلى ما يتمتع به من قدرة على تحمل الجوع والجلد وشدة المعاملة وتناول الغليظ من الغذاء، فضلاً عن أنه طائر قنوع ومزاجه أهدأ من سائر الجوارح، وأكثر ألفة وأشد إقداماً على مهاجمة الطير.
