السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

علاقات الدوحة بالإرهاب دفعت الرياض إلى تشييد «قناة سلوى»

علاقات الدوحة بالإرهاب دفعت الرياض إلى تشييد «قناة سلوى»
2 سبتمبر 2018 00:04

دينا محمود (لندن)

أجمعت وسائل إعلام عالمية عدة على أن النظام القطري على وشك مواجهة كابوس العزلة الأسوأ في تاريخه، وأفسحت مساحات لا يستهان بها على صفحاتها، لتناول التغريدة التي نشرها المستشار بالديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، وأكد فيها أنه ينتظر «بفارغ الصبر» تطبيق بلاده مشروع قناة «جزيرة شرق سلوى» الذي سيحول قطر إلى جزيرة معزولة تماماً.
واعتبرت صحيفة «الجارديان» البريطانية التغريدة - التي وصف فيها القحطاني المشروع بـ «التاريخي (الذي) سيغير الجغرافيا في المنطقة» - مؤشراً على أن السلطات السعودية تمضي قدماً على طريق حفر القناة، التي ستقع داخل أراضي المملكة بالكامل.
وأبرزت «الجارديان» - في تقرير إخباري مطول - لكون مشروع حفر القناة يضرب على «نقطة ضعيفة» بالنسبة للدويلة المعزولة، في إشارة منها إلى أنه سينهي أي تواصل بري بينها وبين دول الجوار عند اكتمال تنفيذه.
وقالت الصحيفة، ذات توجهات يسار الوسط، إن الحديث عن شق القناة - التي قد يصل طولها إلى نحو 40 ميلاً (ما يوازي 64 كيلومتراً) وعرضها إلى قرابة 650 قدماً - يأتي وسط «الخلاف المرير» الذي قاد الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) إلى اتخاذ تدابيرها الصارمة ضد «نظام الحمدين» منتصف 2017، بما شمل قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية، وإغلاق المنافذ البرية والجوية والبحرية مع قطر.
واستعرض التقرير المؤشرات التي توالت على مدى الشهور القليلة الماضية بشأن جدية الرياض في شق قناة «جزيرة شرق سلوى»، وعلى رأسها ما نشرته وسائل إعلام سعودية من أن هناك «خمس شركات متخصصة في حفر القنوات دُعيت للمشاركة في مناقصة لتنفيذ المشروع، وأن اسم الشركة الفائزة سيُعلن في سبتمبر» الجاري.
ومن جانبها، ربطت صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية بشكل مباشر بين تمويل النظام الحاكم في الدوحة للتنظيمات الإرهابية ودعمها لإيران ومشروع حفر القناة الجديدة المنتظر أن تربط بين منطقتيْ سلوى وخور العديد بطول الساحل الشرقي للسعودية، والتي اعتبرتها الصحيفة بمثابة «جدار» سيفصل المملكة عن الدويلة المعزولة.
فقد اختارت «نيويورك بوست» أن تعنون تقريرها في الموضوع بالقول «السعودية قد تُشيّد جداراً حدودياً مع قطر على خلفية الإرهاب»، وذلك في إشارة إلى ذلك المجرى المائي الجديد المزمع شقه، والذي تفيد التقديرات المتداولة بأن تكلفة حفره قد تصل إلى 565 مليون جنيه استرليني (نحو 750 مليون دولار أميركي).
وفي التقرير الذي أعده كريس بيريز وتضمن بدوره مقتطفات من تغريدة القحطاني، أشارت الصحيفة الأميركية إلى أن المؤشرات الخاصة بإقامة المشروع - الذي يُنتظر أن يستغرق تنفيذه عاماً كاملاً - تأتي في غمار الأزمة المستمرة بين قطر وجيرانها منذ قرابة 15 شهراً، والتي ألمحت «نيويورك بوست» إلى أن السبب الرئيس لها يتمثل في الاتهامات الموجهة لـ«نظام الحمدين» بإقامة صلات مع الإرهاب.
وفي السياق نفسه، اعتبرت شبكة «دويتشه فيله» الألمانية تغريدة المستشار في الديوان الملكي السعودي «الإشارة الأكثر وضوحاً» على أن سلطات المملكة جادة بشأن هذا المشروع الذي حاولت مصادر قطرية من قبل التقليل من شأنه واعتباره من قبيل «الحرب النفسية».
وأشارت الشبكة على موقعها الإلكتروني إلى أن ما ورد على لسان القحطاني «يؤكد ما يبدو خطط الرياض» لحفر القناة التي ستعزل قطر جغرافياً بعدما ضُرِبَتْ عليها عزلة دبلوماسية من جانب «الرباعي العربي» في الخامس من يونيو من العام الماضي.
وحرصت «دويتشه فيله» على التذكير في تقريرها بأن مشروع قناة «جزيرة شرق سلوى» ظهر للمرة الأولى إلى الواجهة في أبريل الماضي، من خلال تقرير نشره موقع «سبق» الإلكتروني الذي وصفته الشبكة الإعلامية الألمانية بأنه «مقرب من العائلة المالكة في السعودية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©