دبي (الاتحاد، وام)
أكد سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس هيئة كهرباء ومياه دبي، أن دولة الإمارات حققت إنجازاً مهماً في سبيل التحول نحو الاقتصاد الأخضر والاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة، من أجل الوصول إلى الأهداف الاستراتيجية لدولتنا في مجال الطاقة واستراتيجية دبي 2050.
جاء ذلك، في كلمة لسموه أثناء افتتاحه أمس أعمال القمة العالمية السادسة للاقتصاد الأخضر في مركز دبي التجاري العالمي، بمشاركة رؤساء دول وحكومات حاليين وسابقين ومنظمات دولية وإقليمية، إلى جانب ممثلين عن 80 دولة حول العالم، بما فيها دولة الإمارات.
وقال سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم: إن إمارتي أبوظبي ودبي حققتا تقدماً ملموساً في مشاريع التنمية المستدامة ومشروعات الطاقة النظيفة، وأهمها محطة نور أبوظبي ومجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي.
دعم التعاون
ورحب سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم بضيوف الدولة، متمنياً لهم إقامةً طيبةً ونجاحاً باهراً في أعمال قمتهم التي تسهم في تعزيز ودعم التعاون بين المؤسسات والمنظمات الإقليمية والدولية على مستوى القطاعين العام والخاص، وتستقطب هذا العام شخصيات وصناع قرار ومتخصصين في مختلف قطاعات الاستدامة والاقتصاد الأخضر من مختلف دول العالم.
وتقام القمة برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتنظمها هيئة كهرباء ومياه دبي والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر.
حضر مراسم افتتاح القمة، فخامة غزالي عثمان، رئيس جمهورية جزر القمر، ومعالي بان كي مون، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، وفخامة فرانسوا هولاند، الرئيس الفرنسي السابق، وفخامة فيليبي كالديرون، الرئيس المكسيكي السابق، ومعالي جوليا جيلارد، رئيسة وزراء أستراليا السابقة، وعويس سرمد، مساعد الأمين العام لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
كما حضر مراسم الافتتاح معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات، ومعالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، وزيرة دولة، المسؤولة عن ملف الأمن الغذائي المستقبلي، ومعالي عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، ومعالي مطر حميد الطاير، رئيس مجلس إدارة هيئة كهرباء ومياه دبي، ومعالي عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، وسعيد محمد الطاير، نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة بدبي، رئيس القمة العالمية للاقتصاد الأخضر، إلى جانب عدد من المسؤولين في الجهات الحكومية والخاصة من مختلف أنحاء العالم.
نشاط مكثف
وقال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، إن دولة الإمارات شهدت خلال الأعوام الماضية تنفيذ مجموعة واسعة من المشاريع في جميع القطاعات، عززت جميعها من خلق فرص نمو اقتصادي واعدة، ودعمت جهود التحول نحو الاقتصاد الأخضر، مشيراً إلى أن الأشهر الـ 12 الأخيرة شهدت نشاطاً مكثفاً للعديد من مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص لتنفيذ مشاريع داعمة لهذا التحول في قطاعات عدة، على رأسها قطاع الطاقة، والزراعة والمياه والبنية التحتية والإسكان.
وبدوره، قال سعيد محمد الطاير «تستكمل إمارة دبي، وفي إطار (استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050)، بناء (مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية) الذي سيكون أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، حيث ستبلغ طاقته الإنتاجية 5000 ميجاوات بحلول عام 2030، باستخدام تقنيات الألواح الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركّزة».
المنتج المستقل
وأضاف: «نعمل حالياً على بناء أكبر مشروع استثماري للطاقة الشمسية المركّزة في العالم، في موقع واحد، وفق نظام المنتج المستقل، ضمن مشاريع مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، ويتميز المشروع بأعلى برج شمسي في العالم بارتفاع يصل إلى 260 متراً، وبأكبر قدرة تخزينية للطاقة الشمسية على مستوى العالم لمدة 15 ساعة، ما يسمح بتوافر الطاقة على مدار 24 ساعة».
وأشار الطاير إلى أن هيئة كهرباء ومياه دبي تعمل على بناء محطة للطاقة الكهرومائية في منطقة حتا بتقنية الضخ والتخزين باستخدام الطاقة الشمسية، والاستفادة من المياه المخزنة في سد حتا، وتعد الأولى من نوعها في منطقة الخليج العربي بقدرة تخزين تصل إلى 1500 ميجاوات ساعة، ومشروع «الهيدروجين الأخضر» الرائد لإنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة النظيفة، وهو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسيتم تخزين الهيدروجين الذي يتم إنتاجه، ومن ثم استخدامه في مجالات متعددة.
حماية البيئة
وقال فخامة غزالي عثمان، رئيس جمهورية جزر القمر: «نحن في جمهورية جزر القمر ندرك أن حماية نظامنا الإيكولوجي المتنوع أمر أساسي لبقائنا، ووسيلة فعالة لمعالجة قضايا الأمن الغذائي والمائي لشعبنا، حيث إن حوالي 80% من سكان الريف يعتمدون على مياه الأمطار في الزراعة، بات من الضروري علينا في جزر القمر حماية التوازن البيئي من الآثار السلبية للتغير المناخي مثل زيادة موسم الأمطار، والأعاصير الشديدة، لذلك يجب علينا جميعا اتخاذ إجراءات حاسمة تضمن خلق فرص عمل والمحافظة على سبل العيش الكريم ضمن معايير حماية البيئة، بل ويجب توجيه الاستثمارات بحكمة إلى الأنشطة التي تعزز الإدماج الاجتماعي والنمو المستدام».
حلول مناسبة
قال معالي بان كي مون، الأمين العام السابق للأمم المتحدة: «في السنوات الخمس الماضية، اجتمع قادة العالم لإيجاد حلول مناسبة ودائمة للتغير المناخي، وأتقدم بالشكر إلى قيادة دولة الإمارات والقمة العالمية للاقتصاد الأخضر لعملها الدائم والهادف إلى تطوير تقنيات مبتكرة، وتعزيز النمو الأخضر على الساحة الدولية».
وقال «سعينا دائماً إلى تحقيق النمو المستدام الذي كان على رأس جدول أعمالنا ومنتدياتنا، حيث تساعد القمة العالمية للاقتصاد الأخضر على تنشيط شراكة المعنيين».
التزام الحكومات
ومن جهته، قال فرانسوا هولاند، الرئيس الفرنسي السابق: «لم يقتصر هدف اتفاقية باريس للمناخ على خلق الوعي حول آثار التغير المناخي فقط، ولكن كان بمثابة اتفاق لتأكيد التزام الحكومات بمكافحة التغير المناخي والاحتباس الحراري. إن مثل هذه الظواهر العالمية تحدث دون شك آثاراً سلبية كبيرة وخطيرة على كوكبنا. ومن هنا نجدد الحاجة إلى العمل المشترك لأنه لا يمكننا العمل بمفردنا دون دعم الآخرين، وهذا ما يؤكد حاجتنا إلى أن نلتقي في منتديات وقمم مثل القمة العالمية للاقتصاد الأخضر لتعزيز خبرتنا ومعرفتنا، والوصول بالأمور إلى أرضية عمل مشتركة».
الاستعداد للمستقبل
من جانبه، قال فخامة فيليبي كالديرون، الرئيس المكسيكي السابق: «نحن بحاجة إلى تغيير يشمل ثلاثة أنظمة رئيسة في العالم: أولاً، نحتاج إلى تغيير المدن التي بنيناها، ونحتاج إلى توفير مساحة لأكثر من مليار شخص سيأتون للعيش في المدن خلال السنوات الـ 12 المقبلة. ثانياً، تنظيم الأراضي وتحفيز الثروة الزراعية الخضراء الجديدة، ومن خلال القيام بذلك، سنكون قادرين على توفير الدخل والغذاء وتحسين نوعية الحياة لأفقر العائلات في العالم. ثالثاً، يجب إنتاج الطاقة بتقنيات نظيفة، وأن نستخدم تلك الطاقة بطريقة أكثر فعالية، وأن نخلق فرص عمل ووظائف جديدة».
حوار شبابي
كما شهد اليوم الافتتاحي للقمة حواراً شبابياً تحت عنوان «مساهمة الشباب في توطين أهداف التنمية المستدامة وتسخير التقنيات المبتكرة لتحقيقها»، وتختتم فعاليات القمة اليوم بإعلان دبي السادس.
مسؤول أممي: سلبيات التغير المناخي كفيلة بتدمير الحياة
قال عويس سرمد، مساعد الأمين العام لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، إن ما نهدف إليه الآن هو إحداث تغيير إيجابي في المناخ، نظراً لتأثيره على الطريقة التي نعيش بها.
وأضاف: أن الآثار السلبية للتغير المناخي كفيلة بتدمير الحياة على الأرض، بل وتدمير المناطق التي نزرع فيها طعامنا، ونحصل منها على مواردنا المائية وأنظمتنا الإيكولوجية.
وقال: «إن هذه الظاهرة العالمية تمثل نقطة تحول في وجودنا على الكرة الأرضية، ويجب علينا الآن أن نقرر أي نوع من العالم سنورثه إلى أجيالنا المقبلة. إنها مسألة تحدد حاضرنا ومستقبلنا، والإرث الذي نتركه لأجيالنا القادمة».