الجمعة 11 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عثمان بن مظعون.. هاجر الهجرتين وأوَّل من دفن بالبقيع

عثمان بن مظعون.. هاجر الهجرتين وأوَّل من دفن بالبقيع
12 يوليو 2014 23:35
أحمد مراد (القاهرة) هو أبو السائب عثمان بن مظعون بن حبيب، أحد سادات المهاجرين، وكان رضي الله عنه أخا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة. في الجاهلية حرم على نفسه شرب الخمر. وقال: لا أشرب شراباً يذهب عقلي ويضحك بي من هو أدنى مني، ويحمــلني على أن أنكح كريمتي. وقد أسلم رضي الله عنه بعد 13 رجلاً، كما هاجر الهجرتين، وآخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري. ويروى عن قصة إسلامه أنه انطلق وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو سلمة بن عبد الأسد، وأبو عبيدة بن الجراح، حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فعَرَض عليهم الإسلام، وأنبأهم بشرائعه، فأسلموا جميعاً في ساعةٍ واحدةٍ، وذلك قبل دخول رسول الله دار الأرقم، وقبل أن يدعو فيها. الهجرة الأولى هاجر بن مظعون الهجرة الأولى إلى الحبشة في السنة الخامسة للبعثة. ثم عاد إلى مكة، ودخل في جوار الوليد بن المغيرة، ولما رأى عثمان بن مظعون ما فيه أصحاب رسول الله من البلاء، وهو يروح ويغدو في أمان من الوليد بن المغيرة قال: والله إن غدوي ورواحي آمناً في جوار رجل من أهل الشرك وأصحابي وأهل ديني يلقون من البلاء والأذى في الله ما لا يصيبني، لنقص كثير في نفسي. فمشى إلى الوليد بن المغيرة، فقال له: يا أبا عبد شمس، وفت ذمتك، قد رددت إليك جوارك، قال: لم يا ابن أخي؟ لعله آذاك أحد من قومي؟ قال: لا، ولكني أرضى بجوار الله عز وجل ولا أريد أن أستجير بغيره قال: فانطلق إلى المسجد، فاردد علي جواري علانية، كما أجرتك علانية. فخرجا حتى أتيا المسجد فقال الوليد بن المغيرة هذا عثمان قد جاء يرد عليَّ جواري. وقال عثمان: صدق قد وجدته وفياً كريم الجوار، ولكني قد أحببت أن لا أستجير بغير الله، فقد رددت عليه جواره. حياء أتى عثمان بن مظعون النبي، فقال: يا رسول الله إنّي لا أحبّ أن ترى امرأتي عورتي، قال رسول الله: «ولِمَ؟»، قال: أستحيي من ذلك وأكرهه، قال: «إنّ الله جعلها لك لباساً، وجعلك لها لباساً، وأهلي يرون عورتي، وأنا أرى ذلك منهم»، قال: أنت تفعل ذلك يا رسول الله؟ قال: «نعم»، قال: فمن بعدك، فلمّا أدبر قال رسول الله: «إنّ ابن مظعون لَحَييٌّ سِتّيرٌ». وعن حماد بن زيد قال: حدثنا معاوية بن عياش، عن أبي قلابة أن عثمان بن مظعون قعد يتعبد، فأتاه النبي، فقال: «يا عثمان إن الله لم يبعثني بالرهبانية وإن خير الدين عند الله الحنيفية السمحة». ويقول أبو بردة: دخلت امرأة عثمان بن مظعون على نساء النبي فرأينها سيئة الهيئة، فقلن لها: ما لك؟ فما في قريش أغنى من بعلك! قالت: أما ليله فقائم، وأما نهاره فصائم، فلقيه النبي فقال: أما لك بي أسوة، فقال: بأبي وأمي، وما ذاك ؟ قال: تصوم النهار وتقومُ الليلَ؟. قال: إنّي لأفعل. قال: لا تفعلْ، إنّ لعينيك عليك حقّاً، وإن لجسدك حقّاً، وإن لأهلك حقّاً، فصلّ ونمْ، وصُم وأفطر. فأتت امرأته على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك عطرةُ عروسا، فقُلنَ لها: مَهْ ؟ قالت: أصابنا ما أصاب الناس. وكان رضي الله عنه أول من مات بالمدينة من المهاجرين في شعبان سنة 3 هجرية، وأول من دفن بالبقيع، وفي لحظة وفاته كان الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جانبه يقبل جبينه ويعطره بدموعه وودعه الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً: «رحمك الله أبا السائب، خرجت من الدنيا وما أصبت منها ولا أصابت منك»، ولم ينسه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك أبداً حتى حين ودع ابنته رقية حين فاضت روحها قال لها: «الحقي بسلفنا الخيِّر، عثمان بن مظعون».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض