سامي عبد الرؤوف (دبي)
أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن دولة الإمارات حققت نتائج متقدمة بعدد من المؤشرات الوطنية الصحية، حيث حققت العديد من المستهدفات بنهاية شهر ديسمبر الماضي، التي كان من المفترض الوصول إليها بنهاية العام 2021، مشيرة إلى أن بعض هذه المؤشرات تجاوز النسب المطلوب تحقيقها بعد عامين. وكشفت الوزارة لـ «الاتحاد» انخفاض مستوى انتشار تدخين التبغ لنحو 15.67%، مقارنة بالمستهدف للعام 2021 وهو 15.7%، كذلك انخفض معدل الوفيات من أمراض القلب والشرايين إلى 70.3 شخص لكل 100 ألف من السكان، وهو أقل من المستهدف للعام 2021 والبالغ 71.75 شخص لكل 100 ألف من السكان.
وأفادت الوزارة بأن نسبة السكان المصابين بداء السكري بلغ 11.8%، مقارنة بمستهدف العام 2021، وهو 16.27%، وهو أقل بنسبة 5.5% من المطلوب الوصول إليه بعد عامين تقريباً من الآن، مشيرة إلى أنه تم تحقيق ذلك من خلال تنفيذ منظومة متكاملة من الحملات التوعوية والخدمات الوقائية والعلاجية.
وأوضحت الدكتورة عائشة سهيل، مديرة مراكز الرعاية الصحية الأولية، لـ «الاتحاد»، على هامش الإعلان عن هذه المؤشرات ضمن معرض ومؤتمر الصحة العربي، الذي اختتم أعماله أمس بدبي، أنه تم تحقيق ذلك عن طريق التركيز على الحملات التوعوية والبرامج الوقائية، مثل الفحص الدوري الشامل للكشف عن عوامل الاختطار، ومن ثم تحويل المريض إذا لزم لعيادات الأمراض غير السارية.
ولفتت إلى أنه تم استحداث 53 عيادة للأمراض غير السارية وتسخيرها لخدمة الأجندة الوطنية، وتعنى بمرضى الأمراض المزمنة للكشف المبكر عن عوامل الاختطار، وتشخيص الحالات وعلاجها وفق الأدلة العلمية ووفق المعايير العالمية، وتتم متابعة المرضى بوساطة فريق مدرب ومتعدد التخصصات، بالإضافة لبرامج التوعية والخدمات التداخلية والعلاجية المبتكرة.
وأوضحت أن نسبة السمنة لدى الأطفال واليافعين، الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 سنة، بلغت ما نسبته 14.45%، مقارنة بمستهدف العام 2021، وهو 12%، ومعدل الوفيات من أمراض السرطان لكل 100 ألف من السكان، وصلت إلى 26.4 شخص، مقارنةً بمستهدف العام 2021، وهو 22.4 شخص لكل 100 ألف من السكان، مشيرة إلى أن الأمراض غير السارية، تعد السبب الرئيس للوفاة في الدولة، وتقف وراء 77% من مجموع الوفيات، كما تشكل أمراض القلب والشرايين نسبة 40% من الوفيات، السرطان 12%، يليهما السكري والأمراض التنفسية المزمنة بنسبة 5%، وتتوزع بقية النسبة المذكورة على بقية الأمراض غير السارية.
الصحة النفسية
وأعلنت الوزارة عزمها إطلاق أكبر برنامج وطني يستهدف دمج الصحة النفسية في كافة مراكز الرعاية الصحية الأولية في دولة الإمارات، وذلك خلال مشاركتها في معرض ومؤتمر الصحة العربي 2020.
ويتضمن البرنامج تقديم خدمات الصحة النفسية المجتمعية للتقليل من مخاطر الانتكاس والتمكين الاجتماعي والنفسي والمهني للمريض النفسي، والتعامل مع اضطرابات الصحة النفسية في مراكز الرعاية الصحية الأولية، إضافة إلى توفير وحدات متخصصة للطب النفسي للتعامل مع الحالات الحادة في جميع المستشفيات العامة.
ويهدف البرنامج لمنع ومكافحة أكثر الأمراض النفسية انتشاراً مثل الاكتئاب والقلق، من خلال تبني أنماط الحياة الصحية، وتوفير التشخيص المبكر والعلاج المناسب لهذه الأمراض، وتقديم خدمات الأمراض النفسية وتعزيز الوعي في المجتمع عن اضطرابات الصحة النفسية، بالإضافة إلى تحسين مهارات الأخصائيين النفسيين في مراكز الرعاية الصحية الأولية في التعامل والكشف عن الأمراض النفسية.
وأكد الدكتور حسين الرند وكيل الوزارة المساعد لقطاع المراكز والعيادات الصحية، أن إطلاق برنامج دمج الصحة النفسية في كافة مراكز الرعاية الصحية الأولية في دولة الإمارات، يعكس حرص الوزارة على إطلاق خدمات صحية مبتكرة ومبادرات نوعية في مطلع عام الاستعداد للخمسين، كمركز عالمي مرموق في المجالات المتخصصة بالطب والعلوم والرعاية الصحية الرائدة، مشيراً إلى أن الوزارة وضعت خطة للارتقاء بخدمات الصحة النفسية، من خلال رفع مستوى الوعي لدى كافة أفراد المجتمع حول الأمراض النفسية، بالإضافة إلى تطوير الممارسات الطبية، وتثقيف المرضى في مجال الاضطرابات النفسية.
الاضطرابات النفسية
وقالت الدكتورة عائشة سهيل، مدير إدارة مراكز الرعاية الصحية الأولية، إن هذا البرنامج يهدف إلى توفير خدمة الصحة النفسية في جميع مراكز الرعاية الصحية الأولية في الدولة، وتقديم خدمات الصحة النفسية المجتمعية وتأهيل الكوادر البشرية في مجال الصحة النفسية، وتعزيز برامج الوقاية والاكتشاف المبكر للاضطرابات النفسية، بالإضافة إلى توفير الأدوية النفسية بشكل مستمر في مراكز الرعاية الصحية الأولية.