معتز الشامي (دبي)
قبل 48 ساعة فقط، من انطلاق الدوري، نجحت لجنة الحكام باتحاد الكرة، والفريق المكلف بملف تقنية الفيديو، في الحصول على رخصة تطبيق التقنية، بعد 3 أشهر من المراسلات والمخاطبات مع المجلس التشريعي الدولي «إيفاب»، المسؤول عن السماح للدوريات الراغبة في تطبيق تلك التقنية، باستخدامها بشكل رسمي.
وكان المجلس التشريعي، أوقف تقنية الفيديو في دورينا 25 أبريل الماضي، بالإضافة إلى بعض الدوريات التي سارعت إلى تطبيقها، وذلك للتأكد من استيفائها للشروط المفروضة، فضلاً عن وقوع التجربة الإماراتية في بعض الأخطاء الإجرائية المتعلقة بالتسرع في التطبيق، قبل المرور ببعض المراحل الضرورية وفق بروتوكول المعمم، والمفروض من قبل المجلس، ورغم تطبيق التجربة في 32 مباراة في مختلف بطولات الموسم الماضي، من دوري وكأس محترفين وكأس رئيس الدولة ودوري الأولى، إلا أن «إيفاب» أصر على الاطلاع على كافة الخطوات التي اتخذت قبل البدء الفعلي في تلك التقنية مع مباريات الدوري.
فيما شهدت كواليس التفاوض مع «إيفاب»، جهداً متواصلاً من فريق العمل الذي تم تشكيله بقرار مجلس إدارة الاتحاد يوليو الماضي، وكانت هناك سلسلة من المخاطبات والمراسلات التي تمت إدارتها بشكل محترف، من فريق العمل الذي بذل جهداً مضاعفاً لاستيفاء المتطلبات كافة، وتوفير المعلومات والاتفاقيات اللازمة للمجلس التشريعي، والذي ضم محمد بن هزام الأمين العام، بالإضافة إلى محمد عبيد اليماحي رئيس لجنة الحكام، وستيف بنيت المدير الفني وأحمد يعقوب مدير إدارة الحكام.
واستمر العمل على تقديم كل المتطلبات من لقطات فيديو، وشرح على كيفية تدريب الأطقم، التي أصبحت أكثر خبرة في التعامل مع تلك التقنية، من واقع 3 ساعات تدريب يومي وزيادة عددها إلى 30 طاقماً أصبح لديه القدرة على التعامل مع تقنية الفيديو بشكل كامل، بجانب بعض الأمور الإدارية الأخرى، التي تسلمها المجلس التشريعي بالفعل، عبر عمل متواصل آخر 3 أشهر من خلال خطة طوارئ للجنة للتعامل مع هذا الملف.
وفي المقابل تأخر رد المجلس التشريعي الذي كان يفترض أن يقوم بإرسال فريق عمل ميداني للوقوف على التطبيق قبل منح الرخصة لدورينا، ثم عاد ليفاجئ لجنة الحكام وفريق العمل، بطلب تعهدين جديدين يوم السبت الماضي، في وقت حرج تماماً، ويقضي الأول بأن يتعهد الاتحاد بالالتزام بكافة بنود البروتوكول الخاص بتطبيق تلك التقنية، والتعهد الثاني بالتعاقد مع شركة متخصصة في تلك التقنية، وإرسال ما يثبت ذلك، وهو ما تم بالفعل، قبل أن يرد «إيفاب» أمس الأول بالموافقة على التطبيق في الدوري مع انطلاق الجولة الأولى.
ورغم النجاح في خطف رخصة التطبيق قبل 48 ساعة فقط من الدوري الذي يبدأ اليوم، إلا أن البدء في استخدام تقنية الفيديو سيكون مكلفاً لخزينة الاتحاد، حيث يعتبر متوسط التكلفة خلال الموسم كاملاً 3.5 مليون درهم، فضلاً عن زيادة قيمة المكافآت المالية التي تخصص لطاقم التحكيم في المباراة، حيث تكون سابقاً وقبل الفيديو، من 4 أفراد للمباراة، بينما الآن سيصل إلى 7 قضاة، وكانت اللجنة قررت تخصيص مكافأة مالية لطاقم الفيديو موازية لمكافأة الطاقم في الملعب، وهو ما يؤجل زيادة قيمة بدل إدارة المباريات للأطقم.
من ناحية أخرى، اهتمت لجنة الحكام بتجهيز أصحاب الصافرة خلال المعسكر الخارجي بألمانيا، بزيادة المحاضرات المخصصة لتقنية الفيديو، وقام الإنجليزي ستيف بنيت المدير الفني للجنة بجهود كبيرة في هذا الإطار، وتفيد المتابعات أن المعسكر الخارجي للقضاة، هو الأول الذي يشهد الاعتماد على الكفاءات الإماراتية لتدريب القضاة، حيث لم يتم دعوة أي خبراء دوليين أو عالميين من «اليويفا» أو «الفيفا» والاتحاد الآسيوي، لإلقاء المحاضرات الفنية أو النظرية والعملية على القضاة.
ومن جانبه أكد محمد عبيد اليماحي عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، رئيس لجنة الحكام، ثقته في أن يظهر أصحاب الصافرة بمستوى متميز للغاية، في ظل الجهود التي بذلت لتطوير المستوى خلال المعسكر الخارجي، خاصة من حيث زيادة خبرات القضاة حول تطبيق تقنية الفيديو، وعن الاستعانة بالخبرات الإماراتية، قال: إضافة جديدة قمنا بها، تم الاكتفاء بالخبرات والكفاءات الإماراتية، التي قدمت أداءً مميزاً عبر أكثر من عنصر هم من أفضل الخبراء مثل محمد الجنيبي، أحمد الشامسي، أحمد هلال، والكل اجتهد لتقديم أفضل إعداد ممكن.
وعن عودة تقنية الفيديو، قال: فريق العمل قدم جهداً كبيراً خلال الأسابيع الماضية، لاستيفاء كافة المتطلبات الخاصة بتقنية الفيديو، وأرى أن تطبيق تلك التقنية، مع بداية الدوري يسهم في تقليل أي توترات تتعلق بقرارات التحكيم، ورغم ذلك لا زلنا نراهن على العنصر البشري، وقدرات القضاة وطالبناهم بنسيان وجود الفيديو، وعلى كل حكم أن يضاعف من جهوده، بالاعتماد على أنفسهم ليس على الفيديو.
وأضاف: سعيد بمستويات القضاة قبل بداية الموسم، وواثق من أن الجميع يشيد بأداء التحكيم، كما أشاد الجميع بمستوى الطاقم الذي أدار السوبر بقيادة عبد الله العاجل، هذا الموسم يشهد أيضاً الدفع بأسماء جديدة، مع زيادة عدد المباريات التي يديرها بعض الأسماء التي كانت لها نجاحات في الموسم الماضي، لدينا الآن أطقم مدربة على تقنية الفيديو بشكل كامل، وإدارة فنية للحكام تطبق آخر ما وصل إليه العالم في تلك التقنية، وأتوقع أن يكون للدوري جاذبية خاصة بسبب تألق التحكيم وتطبيق تقنية الفيديو، التي تزيد من العدالة بين الجميع، وتقلل الأخطاء لأدنى درجة ممكنة.
تعميم «الاختراع الإماراتي» للتقنية
عمم المجلس التشريعي الدولي «إيفاب» تقنية إضافية ملحقة بتقنية الفيديو، عبارة عن اختبار إليكتروني للتجربة الأصلية نفسها، عبر فكرة مبتكرة، قدمها محمد منصور، مسؤول التقنية بلجنة الحكام باتحاد الكرة، وتفيد المتابعات أن المجلس التشريعي سجل تلك التقنية باسم الإمارات، وعممها على جميع دول العالم، على أنها ابتكار إماراتي لتطوير التجربة وإفادة الراغبين في سرعة تطبيقها وفق تقنية أسرع وأكثر دقة.
تسجيل داخلي
تشهد تقنية الفيديو، ضرورة استخدام سيارة مخصصة لطاقم التقنية، حيث يتم تسجيل كل ما يدور في «الكابينة» بالصوت والصورة لضمان النزاهة، ومن بين البروتوكول الخاص بتطبيق تلك التقنية، يمنع منعاً باتاً فتح باب السيارة لدخول أو خروج أي شخص من وإلى «كابينة» السيارة المخصصة للفيديو إلا بين الشوطين وبعد المباراة.