الشارقة (الاتحاد)
أطلقت حملة سلامة الطفل، مبادرة «إعلام مسؤول.. طفل آمن» التوعوية، مؤخراً، بالتعاون مع المؤسسات الاتحادية والإعلامية في الدولة، بهدف تعزيز الريادة الإماراتية في رعاية الأطفال من خلال العاملين في المؤسسات الإعلامية الإماراتية، المرئية منها والمكتوبة، والمسموعة، والإلكترونيّة.
وأكدت هنادي صالح اليافعي، مدير إدارة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، رئيس اللجنة المنظمة لحملة سلامة الطفل، أن هذه المبادرة تنسجم مع سياسات دولة الإمارات الهادفة إلى تمكين الأطفال واليافعين من الريادة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
وقالت: «إن المساس بحقوق الأطفال في الإعلام يتنافى مع هذه السياسات، إذ يشير الخبراء إلى أن الأطفال هم الأكثر عرضة للتأثر بما يطّلعون عليه في وسائل الإعلام، وأن ما يشاهدونه أو يسمعونه يبقى في ذاكرتهم طويلاً، وقد يسبب لهم المحتوى الإعلامي غير المناسب أزمات نفسية وعاطفية، تنعكس عليهم سلباً وتهز ثقتهم بأنفسهم، وتولّد لديهم مشاعر الخوف من المجتمع، وهذا الأثر سيتضاعف بلا شك إذا شاهد الطفل صورته أو تابع ما يتداوله الإعلام بشكل غير لائق لقضية تتعلق به».
ثقتنا كبيرة
وتابعت اليافعي: «ثقتنا في الإعلام الإماراتي كبيرة، فقد كان ولا يزال شريكاً فاعلاً في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية منذ بدايات التجربة الإماراتية، ولا شك لدينا أنه يحترم خصوصية الأطفال وكل من يتناول قضاياهم، ونتوقع من رواد قطاع الإعلام أن يستثمروا هذه الحملة لتشكيل حراك عربي إعلامي واسع يفضي في النهاية إلى استعادة مواثيق هذه المهنة والحفاظ على أخلاقياتها التي نحن في أمس الحاجة إليها الآن وفي ظل الظروف الاستثنائية التي تسود العالم، حيث أصبحت صور الأطفال وخصوصياتهم ومعاناتهم توظّف لتحقيق سبق صحفي أو لتقديم محتوى يشد انتباه المشاهد بغض النظر عن نتائجه بعيدة المدى».
ونوهت اليافعي إلى تنامي ظاهرة عالمية تتمثل في استقطاب الجمهور من خلال القضايا الغريبة والمثيرة للجدل، وبالرغم من الصوابية النسبية لهذا التصور عن الجمهور، إلا أن وظيفتنا هي التنبيه من خطورته، وتصويبه وتقديم المحتوى الموضوعي الملتزم بأخلاقيات المهنة.
ضحايا النزاعات
ونوهت اليافعي إلى تنامي ظاهرة نشر صور الأطفال ضحايا النزاعات والكوارث والمجاعات، والتي تُستخدم بغرض ترويجي لتشجيع الجمهور على دعم ومساندة الضحايا الأبرياء، وقالت: «قد يلجأ البعض إلى نشر صور الأطفال الضحايا بهدف تشجيع الناس على المساعدة لكنه لن يحقق مبتغاه إلا بشكل مؤقت، لأن تكرار نشر الصور ينفّر الجمهور شيئاً فشيئاً وقد تتحول هذه الحالة إلى أزمة أخلاقية بالنسبة لهم، ما يدفعهم إلى عدم النظر إليها مرةً أخرى، ما يثبت أن هذا النوع من التوظيف للصورة التي تحرك العواطف على حساب الوعي بالقضية، خاطئ منذ البداية، وعلى الجهات التي تعتمد هذا الأسلوب أن تجد طريقة أكثر استدامة لكسب الرأي العام».
أمانة إعلامية
وأشارت اليافعي إلى أن الدراسات التي تبحث في سبل حماية الطفل وخصوصيته في الإعلام لم تستثن دور الأهالي ومساهمتهم لتحقيق هذه الغاية، مضيفة أن سهولة التقاط الصور ومقاطع الفيديو ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في التسبب بالعديد من الانتهاكات التي ألحقت الأذى النفسي والاجتماعي بالأطفال.
وشددت اليافعي على أن رسالة مبادرة «إعلام مسؤول.. طفل آمن» تؤكد المسؤولية والأمانة الإعلامية في تسليط الضوء على قضايا الطفل، وأهمية مراعاة القوانين والأنظمة الخاصة بحقوق الطفل عموماً، والإماراتي خصوصاً، خلال تناول قضاياه في مختلف وسائل الإعلام، وما يمكن أن تحدثه الكلمة، أو الصورة من أثر في مستقبل الصغار، وهو ما يتفق أساساً مع توجهات الدولة برعاية الأطفال، وضمان سلامتهم كركيزة أساسية في رؤيتها للمستقبل.