سمر إبراهيم (القاهرة)
وصل قائد المعارضة المسلحة بجنوب السودان رياك مشار إلى جوبا، أمس، بعد أسبوعين من موعد زيارته للاجتماع مع رئيس جنوب السودان سيلفاكير ميارديت ووفد مجلس الأمن الذي يصل جوبا اليوم. وكان توت قلواك، مستشار الرئيس للشؤون الأمنية، كشف لـ«الاتحاد» مطلع أكتوبر الجاري، أسباب اللقاء بين كير ومشار، مؤكداً إنه يستهدف التشاور بين الحكومة والمعارضة حول تشكيل مؤسسات الدولة المزمع الإعلان عنها مع بدء الفترة الانتقالية في 5 نوفمبر المقبل، طبقاً لبنود اتفاق السلام الذي تم توقيعه في سبتمبر من العام الماضي، والتشاور حول نسب الطرفين في تشكيل المجلس التشريعي القومي، ومجالس الولايات وحكامها، الحكومة المركزية.
وقال جوزيف مومو، سفير جوبا لدى القاهرة، إن زيار مشار تؤكد التزام جميع الأطراف الموقعة على اتفاق السلام وتسوية القضايا التي تسببت في اندلاع الحرب في بلاده، ومن ثم تشكيل الحكومة الوطنية.
وأضاف مومو لـ«الاتحاد» أن الزيارة تهدف أيضاً إلى التأكيد لوفد مجلس الأمن الذي يصل إلى جوبا على التزام أطراف اتفاق السلام بتنفيذ بنوده وتشكيل الحكومة وتعيين نواب الرئيس، مرجحاً أن زيارة هذا الوفد ستكون انفراجة في ملف العقوبات على بلاده، وتناقش رفع العقوبات عن جنوب السودان.
وتأتي زيارة وفد مجلس الأمن إلى جنوب السودان عقب مناشدة المجلس التابع للأمم المتحدة أطراف اتفاق السلام مواصلة الاجتماعات بانتظام لحل القضايا الجوهرية المعلقة اللازمة لتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية في البلاد.
وعن عدم حسم ملف حدود وعدد الولايات وعدم انتهاء بند الترتيبات الأمنية، الذي وضعهما رياك مشار شرطاً لعودته إلى جوبا مجدداً، قال مومو إن قضية الولايات من الممكن أن يتم تأجيل مناقشتها عقب تشكيل الحكومة خلال الفترة الانتقالية لإيجاد حل لها خاصة أنها ليست قضية سهلة، أما بند الترتيبات الأمنية فيواجه تحدياً ضخماً يتعلق بشح الموارد المادية، ولابد من تكاتف الدول الإقليمية التي تعهدت بدعمه، مؤكداً أن الحكومة أنجزت فيه الكثير من وعودها.
من جانبه، قال الباحث السوداني بمركز الخرطوم للدراسات السياسية والاستراتيجية أسامة أبوبكر لـ«الاتحاد» إن زيارة مشار تهدف إلى نقاش ملف الولايات، وملف الترتيبات الأمنية، خاصة أن الملف الأخير مرتبط بمستقبل القوات المتمردة، ووضع رؤية لشكل الجيش في جنوب السودان، فضلاً عن محاولة الوصول إلى تفاهمات مشتركة حول إدارة شؤون البلاد مستقبلاً.
وقال الباحث الجنوب سوداني بمركز دايفيرسيتي للدراسات الاستراتيجية باطومي أيول إنه من المتوقع تقديم الطرفين تنازلات بعد ضغوطات دول المجتمعين الدولي والإقليمي، مرجحاً قبول الرئيس لمطلب المعارضة بشأن عودة الولايات إلى 10 ولايات، كما يهدف الاجتماع للتأكيد على تشكيل الحكومة في نوفمبر المقبل لضمان عدم انهيار السلام في البلاد.
وكان طرفا النزاع في جنوب السودان وقعا على اتفاق السلام المنشط في سبتمبر من العام الماضي، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تحت رعاية منظمة «الإيجاد» وهو الاتفاق الذي أنهى الحرب الأهلية في جوبا التي استمرت لمدة 5 سنوات متتالية وأسفرت عن مقتل ونزوح الآلاف من المدنيين.