محمد عريقات (الاتحاد)
ينظم المجمع الثقافي في العاصمة أبوظبي، معرضاً للفنان الأمير سلطان بن فهد بن ناصر آل سعود، خلال الفترة من 20 يناير وحتى 1 أبريل 2020. بعنوان «القصر الأحمر». ويسلط المعرض الضوء على هذا القصر التاريخي الذي بني بأمر من الملك عبدالعزيز عام 1942 ليكون قصراً لابنه الملك سعود، وهو أول مبنى تم تشييده بالإسمنت والحديد في العاصمة الرياض، وقد اكتسب اسمه بسبب لونه المائل إلى الحمرة.
يبرز المعرض، من خلال لوحاته والقطع التي يعرضها، أهم الأحداث السياسية والتاريخية التي مرّت بالمملكة في تلك الفترة التي بني فيها القصر المكون من 16 جناحاً مجهزة بأجهزة تكييف الهواء والمراوح، ويتم إنارته صباحاً، من خلال نظام إضاءة نهاري نادر ومبدع، كما يحتوي على مصاعد كهربائية، ويمتاز القصر الذي تحيطه الحدائق بديكوراته الداخلية ونقوشه الخارجية الفريدة، ما جعله يصبح مقراً لمجلس الوزراء حتى عام 1988، وتحول بعدها بسبب هندسته المعمارية الفريدة ليصير مقراً لاستقبال كبار زوار الدولة، ومن أبرز الرؤساء الذين تمت استضافتهم فيه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، والرئيس السوري شكري القوتلي، ورئيس وزراء الهند الأسبق جواهر لال نهرو، وغيرهم الكثير.
يحتوي المعرض، على مجموعة من المقتنيات التذكارية والأثرية، وغيرها من القطع القادمة من مختلف المواقع، بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال النحتية والتركيبية التي أبدعها الفنان الأمير سلطان بن فهد بن ناصر آل سعود، بهدف مزج التراث بالمفاهيم الإبداعية الحديثة، ويستكشف من خلالها قدرة هذا المعلم على النهوض مرة أخرى من بين الأنقاض والدمار الذي لحق به، وسعياً لاستعادة دوره البارز داخل المشهد المجتمعي في المملكة العربية السعودية، بوصفه شاهداً على كثير من القرارات السياسية والتحولات التاريخية في المنطقة. ولمكانة القصر المهمة عند السعوديين، فقد وضعت صورة القصر على وجه أول إصدار نقدي ورقي رسمي من فئة المئة ريال، كما تم افتتاح «القصر الأحمر» للزيارة أمام المواطنين، ليتيح لهم تجربة فريدة في العيش بين شواهد مبنى تاريخي.
قرارات تاريخية
القصر الأحمر كان شاهداً على اتخاذ قرارات سياسية تاريخية، من أهمها: قطع العلاقات مع فرنسا وبريطانيا عام 1956 بسبب الغزو الثلاثي على مصر، ووقف تصدير النفط إلى الغرب خلال حرب عام 1973.