السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جمانة الشهال: حكاية التروبادور ألهمتني

جمانة الشهال: حكاية التروبادور ألهمتني
29 أغسطس 2018 23:47

منذ عقود من السنوات والأديبة والباحثة اللبنانية الدكتورة جمانة الشهال تدمري تخوض نضالاً فكريّاً من أجل الحفاظ على التراث، تراث مدينتها الأمّ طرابلس الشرق، والتراث العالميّ سواء بسواء. أسّست في فرنسا، حيث تقيم بمعيّة أبنائها وزوجها الطبيب المرموق الدكتور رشيد تدمري، «الجمعيّة الفرنسيّة للحفاظ على تراث طرابلس». وفي لبنان، يسمّونها «الأمينة على تراث طرابلس». ومن الملفت للنظر والمثير للإعجاب أنّ شرارة شعريّة تقيم وراء نضالها هذا من أجل ديمومة التراث وإشعاعه: ففي بدايات دراستها الجامعيّة في السوربون شغفتْ بأشعار رائد التروبادور الفرنسيّين جوفريه روديل وسيرته، وكرّست له أطروحتها للدكتوراه. عن طريق السماع هامَ هذا الشاعر بأميرة تقيم في قلعة طرابلس وسافر في اتّجاهها وهو يصارع الموت. بعد ربع قرن من اهتمام جمانة الشهال تدمري بهذه التجربة الأثيرة، تجربة عشقٍ جمعَ الشرق والغرب وتغمّدها الشعر بأفيائه الحانية، وضع الكاتب اللبناني بالفرنسيّة أمين معلوف مسرحيّته الغنائيّة الوجيزة «الحبّ عن بُعد».

في هذا الحوار حرصنا على أن نجمع طرَفي هذا الشغف المزدوج والمتكامل الذي يقيم وراء جهود الدكتورة جمانة الشهال تدمري منذ بداياتها الجامعية: شغف بشعر العشق عند العرب والتروبادور، الذي عملتْ على مقاربته في دراسة مقارنة، وبتراث مدينتها الأمّ طرابلس، وبالتراث العالميّ كلّه الذي غالباً ما يقبع طيّ الإهمال، أو يتعرّض للنهب والسلب.
* لماذا اخترتِ الدراسة المقارنة للشعر؟ وما نتائج دراستك لكلّ من الشعر العربي القديم وشعر التروبادور؟
** جئتُ إلى باريس للدراسة في جامعة السوربون وأنا في التاسعة عشرة من العمر. كنت قد أمضيتُ قبل ذلك سنتين دراسيّتين فقط في الجامعة اليسوعية ببيروت في قسم الأدب الفرنسي، وهذا تقليد في العائلة. أثناء دراستي في السوربون عثرتُ على قصائد لواحد من أشهر الشعراء التروبادور في جنوب فرنسا وأوّلهم، ألا وهو جوفريه روديل، الذي عاش في القرن الثاني عشر الميلادي. معلوم أنّه لم يكن في فرنسا قبل شعر التروبادور سوى ملاحم تمجدّ المآثر الحربية للغاليّين، منها «أغنية رولان» الشهيرة. روديل هو إذن من الشعراء الأوائل الذين كتبوا الشعر الوجدانيّ في لغة الأوك، التي كان يتكلّم بها أهل جنوبيّ فرنسا وكتلونية. ذات يوم سمع بابنة كونت تولوز، واسمها إليونور دو تولوز، التي كانت مقيمة في قلعة طرابلس، مدينتي الأمّ بلبنان، وكان لقبها كونتيسة طرابلس. أحبّها ممّا وصله من وصف لجمالها، حتّى دون أن يراها. نشأت بينهما علاقة ترسّلية وجعل يوصل لها أشعاراً ضمّنها حبّه لها، ردّت عليها بدورها وأحبّته هي أيضاً دون أن تراه. اتّفقا على التلاقي فسافر إليها من جنوب فرنسا، وعندما نزلت إليه من مقصورتها في قلعة طرابلس لم يتسنَّ لهما سوى أن يتبادلا قبلةً واحدة. مات الشاعر العاشق بين يديها لأنّه كان معتلّاً وقد أرهقه السّفر. كانت تلك أولى تجليّات الموت حبّاً في الأدب الغربي في ذلك الزّمان.
عندما قرأتُ قصّة هذين العاشقين الشاعرين كنتُ قادمة من لبنان الذي كانت تلتهمه الحرب الأهليّة. كنتُ أعيش في شجنٍ وحنين دائمَين. أضِف أنّ القصّة بذاتها مؤثّرة جدّاً، خصوصاً على خيال شابّة مولعة بالأدب وما يكرّسه من مشاعر وقيَم. أذهلتني هذه القصّة، وفي صباح اليوم التالي ذهبتُ لمقابلة أستاذي في السوربون جان دوفورنيه، وأخبرتُه بالقصّة وسألتُه عن عمل هذا الشاعر وقلتُ له إنّ خياري الدراسيّ صار منذ تلك اللّحظة معلوماً: سأختار دراسة هذا الشعر. أعجبني أن يكون الشعر الوجداني في لغة الأوك، الذي وجد لاحقاً تكريسه في شعر التروبادور، قد لقي تدشينه في قلعة طرابلس مدينتي. قادني هذا إلى دراسة لغة الأوك وشعراء القرون الوسطى فيها وإلى تأثيراتٍ ممكنة قد يكونون تلقّوها من الشعر العربي القديم، سواءً الشعر العذريّ أو شعر الموشّحات الأندلسيّة. فكأنّ دراسة هذا الشعر هي التي ستعيدني إلى مدينتي وتزجّني في ما خصّصته لها لاحقاً وأخصّصه اليوم من أبحاث في المدينة نفسها وطبيعتها التاريخية وتراثها. فطرابلس هي نفسها مدينة قروسطية حافلة بآثار وأبنية تعود إلى فترة الحملات الصليبية وإلى العهد المملوكيّ. لقد اكتشفتُ قوّة ارتباط هذا الشّعر الأوروبي بالموشّحات الأندلسية. كانت هيمنة الكنيسة وفكرة الحملات الصليبية تمنع على الشعراء التعبير عن وجداناتهم وأحاسيسهم وكان ذلك يُعَدّ عيباً، إذ كانت الأولويّة مُعطاة لتكريس المآثر الحربيّة. ونجد هنا ما يشبه أنموذجاً أوّل لصدام الحضارات. كانت الحرب دائرة في النهار، وفي اللّيل تحدث لقاءات وحياة ثقافية وزيارات مشتركة ومناظرات موصوفة في كتب التاريخ.

التروبادور والموشحات
* وماذا عن الفرضية العربية في تأثّر التروبادور بالشعر العربيّ وما مدى مصداقيّـتها؟
** لقد استهوتني الفرضيّة العربية لأنّ من المنطقيّ أن يكون هذا الحوار الذي خيض بين الثقافتين، بالرغم من الصراع الناجم عن الحملات الصليبية، قد أثّر في المخيال الأدبيّ للفرنجة. واكتشاف الموشّحات كان له أثره بدوره، مع وجود فوارق. فشعر التروبادور بسيط وجماهيريّ أو شعبيّ نوعاً ما، في حين تتّصف الموشّحات، كما هو معلوم، بكتابة عالمة، فهو شعر «مُشتَغَل» أو مطرّز ببراعة ويقف بين أفضل نماذج الشعر العربي الفصيح. لكنّ شعر التروبادور هذا، ِشأنه شأن الموشّحات الأندلسيّة، كان مكتوباً في الغالب ليُغنّى بمرافقة القيثار الفرنسي، الشبيه نوعاً ما بالعود العربي.
* هل هناك عناصر مشتركة بين هذين التراثين الشعريّين، على صعيد الصور والمعالجات الشعرية بخاصّة؟
** ينطلق الباحث الراغب في دراسة هذه التلاقيات الممكنة بين تراثين شعريين مختلفين وهو يحسّ بأنّه ينوس بين الشكّ واليقين. من المهمّ أن يتساءل هل أنّ هذه الفرضيّة القائلة بتأثير ممكن للحساسية الشعرية العربية على شعر التروبادور هي ثمرة عاطفة أو حماسة عربية أم أنّها يمكن أن تصمد أمام المقارنة والاختبار النقديّ. هناك أوّلاً شواهد إيقونية أو تشكيلية، خصوصاً الرسم الشهير العائد إلى تلك الحقبة والذي يُرينا شاعراً عربياً بلباس عربي ويحمل عوداً عربيّاً وإلى جانبه شاعر تروبادور بلباس فرنجي ويحمل قيثاراً فرنسيّاً. أمّا من ناحية الفنّ الشعريّ فيستخدم التروبادور نظاماً في التقفية المتنوّعة معروفاً في الموشّحات ولم يكن مُستخدماً في شعر لغة الأوك قبل التروبادور.
هناك أيضاً وجود «الخرجة» المعروفة في الموشّحات، ولم تكن موجودة عندهم قبل شعر التروبادور. أمّا على صعيد المعجم الشعريّ والمعاني فهناك تقاربات عديدة يمكن أن تحدث في العديد من التراثات الشعرية بسبب من طبيعة الجنس الشعريّ، ألا وهو الشعر الوجداني، لكنّ التقارب مع الموشّحات يظلّ لافتاً بكثافته ويرجّح كفّة التأثّر الفعليّ بالشعر الأندلسيّ لأنّه هو الأقدم والأقرب إلى شعراء الأوك. هناك أخيراً تشابه الحكايات أو النوادر (بالمعنى الفنّي للمفردة) التي تقوم عليها بعض القصائد. ومع أنّ دراستي ركّزت على البدايات، إلّا أنّ ممّا لا شكّ فيه أنّ الترجمة قد لعبت وتلعب دوراً كبيراً في تحقيق هذا الانتقال للقصص والمقاربات الوجدانية لا في الشعر وحده بل حتّى في الفنون كالرسم والموسيقى والمسرح والسينما. ومن المؤسف أنّ الفرضيّة العربيّة لم تلقَ قبولاً كبيراً لدى أغلب الباحثين الغربيين لأسباب قد تتعلّق بتشبّثهم بتراثهم. كما أنّ الباحثين العرب لم يولوها ما يكفي من المتابعة والتعمّق. وفي اعتقادي إنّ فكرة التلاقي في المعالجات الشعرية، ومهما يكن حجم التأثيرات المتبادلة الممكنة، مهمّة بحدّ ذاتها وتستحقّ المتابعة والدرس.

شغف تراثي
* ننتقل الآن إلى جانب آخر مهمّ من نشاطك الثقافيّ، يتمثّل في السعي الدؤوب إلى الحفاظ على التراث. في فرنسا أوّلاً ثمّ في لبنان. كيف ومتى بدأ عندك هذا الشغف بالاهتمام بالتراث وبالتدابير اللازمة لصيانته؟
** إنّ بحثي عن الحلقات الضائعة في تراثنا الشعريّ قد وجد هنا ما يكمّله. وُلد عندي هذا الشّغف أثناء حرب 2006. كنت في زيارة إلى العائلة في لبنان واضطررتُ إلى العودة مع أطفالي في الباخرة التي وضعها الرئيس الفرنسي جاك شيراك تحت تصرّف مَن هم بحاجة إلى العودة إلى فرنسا فوراً. وسط المعاناة الطّاغية والألم الممضّ رحت أفكّر في وادي قنّوبين الواقع قرب طرابلس وفي كلّ ما تحتويه المدينة من معالم عمرانيّة وثقافية. ففيها قلاع عديدة ومدينة مملوكية كاملة وعشر مدارس لتعليم القرآن، وعدّة حمّامات عائدة إلى حقبٍ عديدة من حضور الرّومان حتّى العهد العثماني، وجوامع وكنائس بديعة الطراز وبرَك ونوافير وخانات مسافرين وبيوت جميلة أبوابها باهرة الصّنع... وهناك معرض رشيد كرامي الذي صنعه المعمار البرازيلي أوسكار نيمايير وجعل منه نسخة من مدينة برازيليا المعروفة.
طرابلس هي ثاني مدينة بعد القاهرة من حيث أهمية حضور المعمار المملوكي. كما أنّ فيها آثاراً عائدة إلى فترة الحملات الصليبية. تجاور الثقافات والحقب والأساليب هذا ملفت للنظر. اليوم تشهد دول عربية عديدة، الإمارات العربية المتحدة خصوصاً، نهضة معمارية وتحديثاً للبناء مع الأخذ بالعنصر القديم بعين الاعتبار. ينبغي أن ينبّهنا هذا إلى أهمية المعمار في الثقافة والحياة الإنسانية. وطرابلس هنا معلمٌ حضاريّ مهمّ لا بل أنموذجيّ.
* في عملكم، أنت ومن يرافقونك في هذا المسعى، هل تستلهمون المنهج الفرنسيّ في صون التراث.
** لقد أنشأنا أنا وبعض المعنيّات والمعنيّين بصون تراث مدينة طرابلس الشرق جمعيّة سمّيناها «الجمعية الفرنسية للحفاظ على تراث طرابلس». ولم نكتفِ بالاقتداء بالأنموذج الفرنسي بل اطّلعنا على أفضل طرائق الحفاظ على التراث العالمية. فإيطاليا تنشط هي الأخرى في الحفاظ على التراث وهناك تعامل وثيق بينها وبين دول أفريقيا الشمالية. وسياسة فرنسا الآثارية وفي مجال صون التراث لم تتوقّف يوماً، بل شهدت تطوّرات هائلة، منذ استلم الروائي الكبير أندريه مالرو مقاليد وزارة الثقافة خصوصاً. أنا اشتغلت في الحفاظ على تراث بلدة فرنسية صغيرة قرب باريس اسمها إليزابيت فيل. بلدة لم تدم أكثر من خمس وعشرين عاماً (من 1920 إلى 1945)، أُقيمت لتشكّل منتجعاً ومنطقة استجمام ولكنّها انهارت مع اندلاع الحرب العالمية الثانية. قمنا بجرد كلّ ما فيها من معالم ووضعنا عنها كتاباً أشرفتُ أنا على إعداده. فما ينقص يا ترى الدولة اللبنانية لتمنع اضمحلال تراث مديمة كبرى عمرها آلاف السنوات مثل طرابلس؟

مبادرات جادة
* ما هي أخيراً أهمّ مبادراتكم في هذا المضمار؟
** نشتغل اليوم في جمعيّتنا على وضع كتاب مصوّر عن تراث طرابلس، فليس هناك حتّى الآن كتاب من هذا النوع. لم توضَع طرابلس على الخارطة السياحية اللبنانية مع أنها عاصمة الشمال وثاني أكبر مدينة لبنانية بعد بيروت. ولكي أنبّه الدولة إلى أهمية بعض المباني في طرابلس كان عليّ أن أصوّرها خلسةً. وقد تقدّم أحد الملّاكين الحاليّن لبعض الدور بدعوى قضائيّة ضدّي لأنّني صوّرتُ بناية يملكها في نيّة منّي لإشعار الدولة بأميّتها التاريخيّة وبضرورة حمايتها من الانهيار. يعتبرون أنّ طرابلس قائمة «في آخر الدنيا» ويجدون في هذا تعلّة لإهمالها رغم كثرة من يقصدونها كلّ يوم. ففي اللّيل ينحصر عدد سكّان طرابلس في سبعمائة ألف نسمة، ولكنّ هذا العدد يرتفع في النهار إلى مليون نسمة ونصف المليون.
لقد أقمنا مؤتمرات فكريّة عديدة بينها مؤتمر عالميّ للحفاظ على التراث وخرجنا ببضع توصيات علمية رفعناها إلى الدولة اللبنانية. وفي أوّلها ضرورة القيام بجرد علميّ لواقع التراث، وليس الآثار فقط، في المدينة تمهيداً إلى إصدار قانون أو مرسوم يمنع على المُلّاك الحاليّين للأبنية تغيير معمارها أو تهديمها.
ينبغي إنقاذ ذاكرة المدينة من هذا الهدر المستمرّ ينبغي إعادة إحياء الأسواق القديمة وصون المباني. والمهمّ هو أن يعي المواطن اللّبناني والعربي بعامّة أنّ تراثه هو جزء من هويّته ولن يتحقّق هذا الوعي إذا بقيت ركائز التراث قابعة طيّ النسيان. في هذا المنظور، وضعنا مشروع «تراثي تراثك». نقترح البدء بالمدارس لإعادة التعريف من خلالها بالتراث، تراث الأبنية خصوصاً. فالتوعية والتربية هما منطلق هذا الوعي بالتراث. هو إذن مشروع تعليميّ عبر المدارس، وتثقيفيّ من خلال وسائل الإعلام.
لقد راهنتُ على فكرة الثقافة وصون التراث رغم اندهاش بعض المثقّفين الذين اعتبروا ذلك هوساً بالتاريخ. وطالبتُ باحترام التراث يوم كانت الناس تناضل للحصول على الخبز والسّكّر، فلا فرق عندي في الأهميّة بين هذين وذاك.

تقصير رسمي
توجه الدكتورة جمانة الشهال تدمري، انتقادات للسياسة اللبنانية الرسمية، في الحفاظ على التراث، وتقول:
هناك تقصير كبير من هذه الناحية، أقول هذا بصراحة. والمطالبة بحراك قويّ في هذا الجانب هي جزء أساس من نشاط جمعيّتنا. معلوم أنّ وزارة الثقافة لم تنشأ في لبنان إلّا في عهدٍ قريب: في تسعينيّات القرن العشرين. تصوّر أنّ البلد الذي ينشر الثقافة في العالم العربيّ كلّه لم تكن لديه وزارة للثقافة، بل كانت الشؤون الثقافية ملحقة بوزارات أخرى. وليس لدينا حتّى وزارة للآثار والتراث. كانت السياسة الثقافية هنا دائماً سياسة خدماتيّة، تُعنى باستقبال السيّاح وما يشبه، وليس سياسة صون للتراث بحدّ ذاته، في معالمه الدينية والمعمارية والفنية. يبحثون عن الغاز الطبيعيّ في لبنان وأمامهم كنوز ثقافية مهمّة تنتظر من يُعنى بها، ولو من جانب تنمية السياحة الثقافية. آخر قانون في الحفاظ على التراث في لبنان يعود إلى 1933 ورثناه عن الانتداب الفرنسيّ، وهو يركّز على الآثار فقط، أي على المعالم العائدة إلى ما قبل 1700، أمّا ما وُلد بعد هذا التاريخ فلا قانون يرعاه ولا أحد يلتفت إليه. وكما تعلم ففي العربية يشمل التراث ما هو أكبر من الآثار.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©