عمر الأحمد (أبوظبي)
أكد معالي العلامة الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أن المجلس سيواجه الفتاوى «المارقة» بالحجة والبرهان، مشيراً إلى أنها أصبحت آفة يجب مواجهتها بالشرع والعقل، حيث إن منها ما يستخف بفريضة «الحج»، ومنها أيضاً ما يستحل الدماء بهدف نشر الفوضى والإرهاب والقتل والدمار. كما أضاف معاليه أن المجلس سيقدم منهجاً صحيحاً للفتاوى، مستنداً إلى الشرع والعقل والمصلحة للإنسانية جمعاء.
قدسية الحج
وفي حواره مع «الاتحاد»، أكد معالي الشيخ عبدالله بن بيّه، أن فريضة «الحج» مقدسة ولا يجوز تسييسها ولا أدلجتها، مشيراً إلى ضرورة تعظيمها، مستشهداً بالآيتين الكريمتين: «ذَ?لِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ» والآية الأخرى: «ذَ?لِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ»، وذكر قول الإمام مالك، رحمه الله، حين قال: «الحج أفضل الطاعات»، استناداً إلى حديث النبي عليه الصلاة والسلام: «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة»، وأضاف معاليه أن جميع المسلمين متفقون على قدسية وضرورة هذا الركن، ولا يمكن المناقشة في ذلك. وأشاد معاليه بدور المملكة العربية السعودية الجبار في إدارة مناسك الحج، وفي المحافظة على عدم تسييس هذه الفريضة من قبل جهات ودول. واستشهد معاليه في وضع النبي عليه الصلاة والسلام أميراً للحج في السنة الأولى بعد فتح مكة وهو عتاب بن أسيد، ثم أرسل أبوبكر الصديق، رضي الله عنه في السنة الثانية، إلى أن وضع نفسه عليه الصلاة والسلام أميراً على الحج في السنة العاشرة، مشيراً إلى أن فريضة الحج لا يجوز أن تكون بلا إمارة، وهذا ما تقوم به المملكة العربية السعودية، ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مهنئاً السعودية والمسلمين أجمع بالنجاح الباهر في إدارة وتنظيم موسم الحج، وخدمة حجيج بيت الله الحرام على أكمل وجه.
فتاوى قاتلة
وحول فتوى القتل واستحلال الدماء، أكد معاليه أن تلك الأعمال لا أصل لها، لا من شرع ولا من عقل، مشيراً إلى وجوب توقف إصدار هذه الفتاوى ليحل السلام على العالم كله، وتعيش البشرية براحة وطمأنينة، مشيراً إلى «منتدى تعزيز السلم»، حيث ذكر أنه أنشئ ليعزز مساعي نشر السلم التي تقودها دولة الإمارات.