بروكسل (د ب أ)
بعد أن بدأت الحملة التي شنها الاتحاد الأوروبي على المنتجات غير الموفرة للطاقة باستهداف المصابيح الكهربائية التقليدية، تحول التركيز اليوم إلى ضحية جديدة، وهي مصابيح الهالوجين.
وكان سيتم حظرها قبل عامين، لكن تم منح مهلة من أجل تطوير بدائل مناسبة.
ولن يكون من الممكن، اعتباراً من الأول من سبتمبر، دخول أغلب أنواع مصابيح الهالوجين إلى أسواق الاتحاد الأوروبي، في ظل قواعد وضعت عام 2009 لتحدد معايير الكفاءة التي يجب على المصنعين الالتزام بها.
يشار إلى أن المصابيح الكهربائية المتوهجة التي تم حظرها عام 2012، لم تكن تحول سوى 5% فقط من الطاقة المستهلكة إلى ضوء.
وتستخدم مصابيح الهالوجين طاقة تبلغ 5 أضعاف ما تستهلكه مصابيح «ليد» المفضلة حالياً، بحسب المفوضية الأوروبية.
وتستهدف قواعد الاتحاد الأوروبي، المتعلقة بالتصميم البيئي للمصابيح، كل المنتجات التي تؤثر على استهلاك الطاقة.
وتفيد المفوضية الأوروبية بأنه يجب أن يؤدي ذلك إلى توفير الكثير من الطاقة التي تستهلك سنوياً، شأنها في ذلك شأن الكمية التي يتم استهلاكها في دولة مثل البرتغال، العضو في الاتحاد.
رغم ذلك، ستكون هناك استثناءات، لأن الحظر لن يشمل مصابيح الإضاءة المركزة التي عادة ما تكون غاطسة في الأسقف، إضافة إلى مصابيح الهالوجين المستخدمة في الأضواء الكاشفة أو المصابيح المكتبية.
ويستهدف الحظر في المقام الأول المصابيح التي تقع ضمن فئة استهلاك الطاقة «دي»، التي تدل على عدم الكفاءة العالية.
وسيباع المخزون المتبقي من هذه المصابيح بعد سبتمبر، دون السماح بدخول مصابيح هالوجين جديدة للسوق الأوروبية.
ولا تزال مصابيح «ليد» أكثر تكلفة نسبياً، رغم تراجع أسعارها بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، حيث انخفضت بنسبة 75 بالمئة خلال الفترة من 2010 إلى 2017، بحسب ما ذكرته المفوضية الأوروبية. وسيتم استرداد هذه الفرق في السعر خلال عام واحد، لانخفاض تكاليف تشغيل المصابيح الكهربائية.
وتبلغ تكلفة مصباح الهالوجين الذي يعمل لمدة 3 ساعات يومياً على مدار 10 سنوات، نحو 160 يورو (185 دولاراً)، تتضمن سعر الشراء، بحسب ما أوضحه جمعية «أصدقاء الأرض- ألمانيا»، وهي منظمة غير حكومية.
بالمقارنة، تبلغ تكلفة مصباح «ليد» 28 يورو فقط. وتقول إيرميلا كولاكو، الخبيرة في مجال الطاقة في «أصدقاء الأرض- ألمانيا» إنه «يمكن للمستهلكين توفير كثير من المال في حالة عدم استخدام المنتجات المستهلكة للطاقة».
من جانبه، يقول يورجن فالدورف، من اتحاد الصناعات الكهربائية في ألمانيا «لقد تحسنت الإمكانيات التقنية لمصابيح ليد/الموفرة للطاقة كثيراً، خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، على وجه الخصوص».
وتوجد حالياً أنواع مختلفة لظلال مصابيح «ليد»، حيث يمكن التحكم في كل من ظل المصابيح ونسبة إنارتها من خلال تطبيقات على الهواتف الذكية، بحسب فالدورف، الذي أقر بأن المستهلكين واجهوا «منحنى للتعلم»، للتكيف مع التقنية الجديدة.
ويفيد معهد «جي.إف.كيه» لأبحاث السوق في ألمانيا بأن الحصة السوقية لمصابيح «ليد» تنمو بشكل سريع، حيث ارتفعت من 38 بالمئة عام 2014 إلى 61 بالمئة العام الماضي.
وقد انخفض خلال هذا التوقيت نصيب مصابيح الهالوجين، من 16.7 بالمئة إلى 12 بالمئة.
وعندما اختفت المصابيح الكهربائية المتوهجة من الأسواق قبل 6 سنوات، لم يكن قد تم تطوير بدائل بشكل كامل بعد، إلا أن كولاكو أشارت إلى أن نهاية المصابيح الكلاسيكية أعطت زخماً لإحداث تقدم تكنولوجي في هذه الصناعة.
في الوقت نفسه، تبحث المفوضية الأوروبية في مجالات عدة أخرى لتحسين كفاءة الطاقة.
وقد تم البدء في دراسات للبحث في إمكانية التوفير في الغلايات الكهربائية ومجففات اليد وغسالات الضغط والمصاعد، والأجهزة الأخرى.