السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تزايُد السرقات الأدبية في الكتب الإلكترونية يُثير قلق «أمازون» والناشرين

تزايُد السرقات الأدبية في الكتب الإلكترونية يُثير قلق «أمازون» والناشرين
26 يونيو 2011 20:12
في السابق، كان الكُتاب الذين يفشلون في إقناع دار نشر بطباعة مؤلفاتهم يلجؤون إلى محاولة نشرها بأنفسهم. لكن تحمل الكاتب لكافة مصاريف نشر كتابه كانت عمليةً مُكلفةً، وكان من النادر جداً أن تُغطي عوائد بيع المؤلف تكاليف نشرها. واليوم وبفضل اتساع رقعة الكتب الإلكترونية والقارئات الإلكترونية- مثل قارئ “كيندل” لشركة أمازون- أصبحت تكاليف النشر شبه معدومة، لكن عمليات السرقة الأدبية وخرق حقوق التأليف والنشر أضحت أسهل من أي وقت مضى. لا يختلف اثنان في كون تقنية النشر الإلكتروني المباشر أحدث نقلةً ثوريةً في مجال التأليف وحول كتاب فقراء ومغمورين إلى أغنياء ومشهورين، لكن هذه التقنية جلبت في الآن ذاته مشكلات جمة تطرق إليها الكثيرون خلال الأيام القليلة الماضية مع انتشار سيل من الكُتب الإلكترونية الرخيصة التي قام أصحابها بعمليات قص ولصق من مؤلفات غيرهم وكتابات محفوظة الملكية الفكرية، أو قاموا بقرصنتها من أصحابها الأصليين بطريقة أو بأخرى. وقد يكون الخطر المالي الذي يتهدد شركة “أمازون” وباقي الناشرين الإلكترونيين الذين يوزعون مواد ومؤلفات مخالفة لحقوق التأليف والنشر كبيراً، وهو ما يعني تكبيد شركة “أمازون” خسائر فادحة، حسب ما جاء في مقال نشرته المجلة الرقمية المتخصصة في إدارة الأعمال “Bnet”. ويُشير هذا المقال إلى أن القانون الأميركي يشمل بنداً يُفيد بأن الناشرين قد يكتشفون في منتصف الطريق أنهم يخترقون حقوق التأليف والنشر أو يهضمون حق المؤلف الحقيقي. وإذا كان الكاتب قد سجل حقوق تأليف ونشر كتبه في مكتب حقوق النشر والتأليف، فإن الخسائر التي يمكن أن يتكبدها حسب القانون تبدأ بـ750 دولارا للنسخة الواحدة ويُمكن أن تصل إلى 30 ألف دولار، في حال أنصفت المحكمة صاحب القضية، بالإضافة إلى التكاليف القانونية. وإذا وجدت المحكمة أن الناشر المرتكب للمخالفة كان على غير دراية بالمشكلة، فإن قيمة التعويض تنخفض، لكن ليس إلى أقل من 200 دولار لكل حادث عرضي. وقياساً على مقولة “مصائب قوم عند قوم فوائد”، فإن انتشار القرصنة الإلكترونية ستُفيد عدداً من المحامين الذين لن يترددوا في الترافع في قضايا خرق الملكية الفكرية عبر النشر الإلكتروني المخالف لحقوق النشر والملكية المنصوص عليها قانونياً سعياً لجني العوائد الضخمة المترتبة عن ربح القضية. كما أن هذا الوضع قد يجعل الموزعين في وضع لا يُحسدون عليه نظراً لعدم توافر جميع محتويات المؤلفات في النسخة الإلكترونية. وهو ما يُصعب من عملية الجزم بكون كتاب إلكتروني ما مُقرصن أو أصلي. وعلى الرغم من ذلك، فإن هناك العديد من الحالات التي تبين كيف أن سوق قارئات “كيندل” نجح في إدخال الفرحة على قلوب بعض الكُتاب وحول العديد منهم من مؤلفين مغمورين إلى نجوم مشهورين. وقد أوردت بعض تقارير هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أن كُتاباً بريطانيين مثل لويس فوس ومارك إدواردز توقفا عن الحلم بتأليف كتاب يُحقق أفضل المبيعات منذ سنوات خلت عندما فشلت اثنتان من رواياتهما المشوقة في جذب انتباه الناشرين. ولكن عندما قام إدواردز الذي يعمل مدير تسويق في موقع تمويل طلابي بجلب قارئ كتب إلكترونية خريف العام الماضي وسمع عن نظام النشر المباشر المجاني لأمازون قام بمحاولة ثانية. فكانت النتيجة أن أصبحت روايتهما الثانية التي اشتركا في تأليفها “كاتش يور ديث/أمسك بموتك” التي تحكي قصة “فيروس قاتل”، و”ريس تو سيف ذا وورلد/ سباق لإنقاذ العالم” في صدارة الكتب الأكثر مبيعاً في قائمة الكتب المُباعة عبر “أمازون”، ووضع روايتيهما جنباً إلى جنب على رف أعمال أُدباء عالميين مثل ستيج لارسون وجون جريشام ومايكل ماكينتاير. ويبقى التحدي بالنسبة لشركة “أمازون” وغيرها كامناً في كيفية تمكين الناشرين من نشر مؤلفاتهم بأنفسهم دون أن يؤدي ذلك إلى فتح الباب أمام السيول الجارفة لمرسلي الرسائل غير المرغوبة والمتطفلة. وتبدو الإجابة بسيطةً، ألا وهي فرض رسوم على الكتاب الراغبين في استخدام نظام النشر المباشر. وتكثر الرسائل المتطفلة في البريد الوارد للبريد الإلكتروني نظراً لأن تكلفة التوزيع منعدمة في الواقع، ولذلك فإن أي نجاح يُعتبر مُفيداً ومُجزياً حتى لو كان ضئيلاً. ونفس الأمر ينطبق حالياً على الكتب الإلكترونية. ومن ثم فلا مفر من فرض رسوم بسيطة للحد من حوادث الخرق والانتهاك والاعتداء التي ينفذها المتطفلون الافتراضيون واللصوص الأدبيون ضد مستخدمي نظام النشر المباشر. عن “وول ستريت جورنال” ترجمة: هشام أحناش
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©